وجه البارحة؛
بيَد واسِعة تقتَرب الشَّجرة من النَّجمة. مَمدُودَة بلُطف إلَى وجْه البَارحَة. تُراقب
في حَذر وقاحَة المرِّيخ و هو يَتَعرَّى أمام مسبر فضاءٍ من أجْل صُورَة للصَّفحة
الأُولَى فِي مجلاَّت الفَضَائِحِ. لَمْ يَعُدْ يُمكُن للغُصْن أنْ يتَجوَّل فِي رُؤية مُتعديَّة.
أنْ يَرمِي ظلَّ الشَّجرة علَى كتِف مَهزُومٍ. لقْد تغيَّر لَونُ الدّلاَء التِّي تَسْقي
الأسْمَاء و تَروي أطْرافَ المجرّة. تحوَّلت رائِحتُها منْذُ أنْ ربِحَت السَّحابة قلاَدة
السَّفر الطَّوِيل بلا َمَاء و لاَ رَعشَة حبٍّ مُمرَّغة بحُمْرة الكَوكَب الخَجِل.

كناية الواو؛
عَطَفَ الشِّعْر مجِيئَهُ علَى العدَم و الرَّغبة. لم يبْدُ كأيِّ شَيْء. حتّى أنَّ المرآة
لم تلتقِطه وهْوَ يوزِّع قِلادةً علَى شكْل فِناءٍ مرصَّع بالإخْفاق و اللَّوعَة. عطَفَ
الشِّعر آخِر الأفْرَاح علَى شَارِع مُمتدِّ حتَّى شَارعِ الشُّهَدَاء فِي دمشق.ربَّما
أصَابَت لعْنَة السِّياسَة التِّي هدمت حائِطَا، يُمنع فِيه التبوُّل الإرَادِي شَجَرة التِّين
التِّي تَتذكَّر مَمْلَكَةً غَابِرَة لَم تَظْهَر بعْد في أطْلس التَّاريخ.

كتاب الياء؛
يا.... أيَّتُها المَصْقُولًة بحدّ السّكين. الرّيح اليوم بلا عُواء. تَمرَّدي على رُقعة
الياء المشبعَة و غِياب الشَّراشف عن شُرفَة القَصِيدَة المَسْرودة. هلْ تَذْكُرين
مَجاَزك الأوَّل وأنْت تَقِفينَ مَشْدُوهَةً بيْنَ يَدَي أمِّكِ و هْي تُطرز إزًارًا بِخَيطِ حَريرٍ
فُسْفُوري يَخْرج كلَّ ليلَة حِين يُغادِر المِصْباح الحُجْرَة.

فصل؛
علمنا البَارِحَة أنّنا لَمْ نَرْتكبْ وجْها جَديدًا
أنّنا سافرنا فقط في يوم قيظ إلى مزرعة النّخيل
لم ننتبه أن الشّمس- و قد كانت ساطعة -
تتربص بشامة ورثناها عن حٍّب قديم...

المقعد الخشبي يذكر الشجرة؛
لاَ يُمْكُن لِهذا المقْعد الخَشبي أن يترك المكان. لطالما افتخر بهذا الأمر المزجي.
لقد ذكر دائما أن جذوره و أصله المنحدر من شجرة كانت هنا في هذه الحديقة
تشعره بالفخر.... عرف أنّ سكونه و صمته و تحمله لا يمكن إلاّ أن يكون
شيئا أصيلا فيه. قال دائما أن قاعدته الحديدية التّي تشدّه إلى الأرض لم تكن
تشعره أبدا بالقلق و الضجر، لقد خلق لأن يَكون ثابتا. معتمدا على رغبته في
البَقَاء قَرِيبًا منْ الأشجَار الأخْرى التِّي يعرِفُهَا جَميعًا، و التّي لَعِبَ مَعها فِي
أيَّامِ الرِّيح العَاتية و النَّسائِم الصَّبَاحِية...قَال دَائِمًا أنَّ المَكَان لطَالَمَا كَانَ حظًّا
سَعيدًا لِمَوْتِه الحَالم

انّه قلم لبدي رديء؛
أنتَ كِتابة الغَريبْ وعِنَاد الشّعر في احْتِدام اللّوثة. أنْت هُنا معلَّق فِي وجْدٍ قَديم
و مُحَاولَة يَائِسَة لغَضَبٍ قد لاَ يَكُونُ مَكَانُه الوَرَق و الخطِّ.

نزلات البرد الثورية؛
لسْنَا علَى مقْرُبَة مِنَ الأُغْنِيَة، لكِنَّ اسْتِمتَاعَنا بالسِّبَاحَة فِي بِرْكَة مَاءٍ مَخْلُوطَة بِمَاء الغَسِيل.لم يكن كما حَسِبْنا مُفِيدَا لنَزْلَة البَرْد التِّي عَانَيْنَا منْها طَويلاً. لقْد
كَانَت شَوَارِعُ الثَّوْرَة مَلِيئَة بالسِّياسَة، مَلِيئَة كَذلكَ بِالرُّطوبة و اللّزوجة. لم
نتَصوَّر أنَّنا لمْ نكُن سِوى مَهْووسِين بإصْدار الأصْوات العاَلية، و نحْن نقتَرح
علَى الثَّورة سَطْرا شِعريا شَبِيها بِبستَنة هيذر ماك هيو للفجوة ndash; ليس شبيها كذلك _

القفز في مسافة؛
حتى نتمَّكن من القَفز بالزّانة دُون النُّزُول على مسطح إسمنتي صَلْد - عليك
تصور بَشَاعَة ذَلك - بإمكان سِينَاريُو فِلْم طَويل أنْ يُضيفَ بَعضَ التَشْويق
إلى هذِهِ النِّهَاية التِّي أخبرَتْنِي عنْها جدَّتي نِسْرية و هْي تفوِّت الفُرصَة مرَّات
عَديدَة علَى المَوْت....

هل يجب...لماذا لا يجب اذا؛
انّه خَطَر علَى أَخْلاقِ الكِتَابَة العاَمة...سَوداوي مِثل صُورة كَافكا التِّي يُعلِّقها فِي مكْتبه... هيا نَقتُله لقْد غَادَرَنا الباَرِحَة َ مع علبة كرات بلورية كان يتلصَّصُ منْها على عَرائِنا.

لا توجد الرّمال فقط على حافة الماء
تَنْسَى الرّمال عاَدة أنْ تمشِّط شَعْرَها
أن تَبْحَث داخِل المحَّارة عنْ صَوتِها البَعيد
أن تَحْرُس المَوجَة فِي جسَد المَديِنة
أنْ لاَ تَتْبَع الرِّيح في سَاعَات المَقِيل الطَّويلَة
تنْسى الرِّمال دائِما قصَّتها و ترْوي فقطْ سَببَ بقَاء البَحْر أعْلَى الشَّجَرَات

أوطان
البيض و السّود على أطراف رقعتها تسأل مربَّع الشّطرنج و المَلكة
لماذا كلَّما حَلُمت صارت فقط هديلا للحَمَام؟
لمَاذا علَى الأوطان كلَّما اغتسَلت أنْ تَنْحسِر و تضِيق؟

تونس الحرة ndash; يناير الثورة2013 -
[email protected]

-