الشاعرُ العاشق
العاشقُ الذي اعتاد ان يبكي حبيبتَه
وهو يقف على اطلالها
لم ينتبه الى ان جرافات البلدية
قد اكتسحت الأطلالَ
وحبيبتَه
دموعَه
وقصائدَه
الا بعد ان إقتيد الى المستشفى
بتهمة الجنون

****

بعد ان رفع موسمُ الحزنِ سرادقَه
وعاد (الشهيدُ) الى مرقده
التحقت الدموعُ التي ذرفها الملايين
بسحابة عابرة

****

بعد ان طوى حزبٌ صحفه
وعلَق نظرياته في مشاجب التاريخ
غادر الذين كانوا شهداءَه خليتَهم التاريخية
وقدموا طلبات الإلتحاق بأقرب مقبرة
كموتى عاديين

****

بعد ان مسح الأبطالُ سيوفهم بجثث القتلى
وجمعت الهدنةُ حرابَ المقاتلين
لم تخلع ثيابَها الحربُ
و لكنها نامت بين افخاذ المنتصرين

*****

الشاعرُ الذي سُرِح من المستشفى بعد حين
تسلم صرةَ دموعه وقصائده
وبباب المستشفى
كان الجميعُ باتظاره
الا ............ حبيبته

****

سحابةُ الدموع
دموع الملايين
خرج جميع الموتى احتفاءً بامطارها
باستثناء ....... الشهيد

****

لم تُقبل طلباتُ انتساب (الشهداء) الى مقبرة
ومازالوا يجوبون المدينة
بحثاً عن ........ حزب جديد

****

اما الحربُ
الحرب التي نامت بين افخاذ المنتصرين
و لم تنم
فما زالت بمعطفها الطويل الخشن
تجوب القصورَ
والأكواخ
البراري
والبحار
الشوارع
و المدن
بمعطفها الطويل الخشن
و لكنها تحيد
حين تعترض طربقَها المقابرُ
لأنها لا تطيقُ ان ترى ثانيةً
مَن همسوا قبل اغماضتهم الأخيرة
كم انت عاريةٌ!!.... يا أمَنا الحرب --

شاعر عراقي مقيم في النرويج