اطلقت شاعرة البلاط البريطاني كارول آن دافي مشروعا ثقافيا فريدا من نوعه بدعوة عشرة من شعراء بريطانيا الى الاقامة في عشرة متاحف تابعة لجامعة كامبردج واستلهام محتوياتها ومعروضاتها ومقتنياتها لكتابة قصائد تنُشر في مجموعة شعرية العام المقبل.

وأعلنت دافي مشروعها الشرعي في quot;مهرجان الأفكارquot; الذي اقامته جامعة كامبردج مؤخرا. وقالت دافي ان المشروع quot;حقا مبادرة لم يُعهد لها نظير من قبلquot; مشيرة الى ان متاحف كامبردج ستكون جسورا فريدة بين الشعراء وملتقى افكار وأشكال فنية مختلفة وعاملا مساعدا للنشاط الابداعي.
وسيمضي كل شاعر أو شاعرة اسبوعين في المتحف الذي يكون من نصيبه أو نصيبها خلال الفترة الواقعة بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس 2013. وسيلتقي الشعراء بمسؤولي متاحفهم ويستكشفون معروضاتها ويكتبون قصائدهم بوحي من هذه التجربة.
ومن المؤسسات الثقافية المشمولة بالمبادرة مكتبة جامعة كامبردج التي سيقيم فيها الشاعر امتياز داركر وتحوي نسخة اسحاق نيوتن الخاصة من عمله الكبير quot;المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعيةquot;. وستقيم شاعرة ويلز الوطنية جيليان كلارك في متحف علم الحيوان الذي يحوي عينات جمعها تشارلس دارون خلال رحلته الشهيرة على متن السفينة بيغل. وسيقيم الشاعر جو شابكوت في المتحف القطبي موطن رسالة الوداع التي وجهها الكابتن روبرت سكوت الى زوجته قبل وفاته خلال استكشاف القطب الجنوبي.
وأصبح متحف الآثار الكلاسيكية من نصيب الشاعر شون بوروديل الذي رُشحت مجموعته الشعرية الجديدة لجائزة تي. أس. اليوت. وقال بوروديل انه عمل في شبابه سباك برونز في احد معامل لندن حيث كان يصب اعمال نحاتين معاصرين لصنع نماذج كبيرة وانه يتطلع الى استكشاف القوالب المصنوعة من الجبس في متحف كامبردج للآثار الكلاسيكية. واضاف ان لديه اهتماما بالنسخة quot;وكيف تتفاعل بين لمسة الفنان وحضور الجمهورquot;.
وستبحث الشاعرة جاكي كاي عما يلهمها في غاليري كيتلز يارد الشهير. كما ارسل المشروع الشاعرة آن غراي الى الحديقة النباتية لجامعة كامبردج والشاعر ماثيو هوليس الى متحف سيجدويك لعلوم الأرض والشاعر دالجيت ناغرا الى متحف الاركيولوجي والانثروبولوجي والشاعر دون باترسن الى متحف ويبل لتاريخ العلم.
وقالت شاعرة البلاط الملكي دافي ان المبادرة تعتبر quot;مستوى مذهلا من الالتزام بالشعرquot; واصفة الشعراء العشرة بأنهم يمثلون خيرة ما يُكتب من الشعر الانكليزي حاليا. واضافت انها ارادت ان تضم في مجموعة العشرة شعراء ناشئين وآخرين أكبر سنا الى جانب تمثيل ثقافات وبلدان مختلفة. واعربت عن سرورها بقبول الشعراء العشرة المساهمة في مبادرتها دون تردد وبلا حاجة الى اقناع.
وقالت دافي ان مشروعا شعريا بهذا الحجم وعلى هذا النطاق وبهذا العدد من المتاحف والمؤسسات الثقافية المتميزة والجميلة عمل لم يُعرف له مثيل من قبل. وهي مبادرة غير مسبوقة وتجربة مثيرة لها وللشعراء ولجامعة كامبردج.
وسيعمل الشعراء ومتاحفهم خلال فترة الاسبوعين مع نحو 150 شابا بينهم طلاب من مدارس المنطقة المحيطة بجامعة كامبردج.
وأكدت جامعة كامبردج سعادتها باستضافة المبادرة الشعرية. وقال نائب رئيس الجامعة البروفيسور السر ليشيك بوريسوفيتش ان هذه الاستضافة تشير الى التزام الجامعة بفتح متاحفها وما لديها من معروضات ومقتنيات لجمهور أوسع.
وستصدر في آذار/مارس 2013 مجموعة تضم نتاج الشعراء العشرة من القصائد التي كتبوها خلال فترة الاقامة في المتاحف والغاليريات الفنية العشرة لجامعة كامبردج. كما من المقرر ان تُنشر القصائد على الانترنت. ويؤمل ان يكون الشعر في ختام المبادرة عاملا مساعدا لاستكشاف المتاحف والغاليريات وان تكون هذه الأخيرة بوابات للكتابة الشعرية.
وسيودع ارشيف من مسودات الشعراء العشرة وملاحظاتهم وقصائدهم في مكتبة جامعة كامبردج التي تضم مجموعات تشوسر وساسون وتنيسون ودون وكيبلغ من بين آخرين.