الشخصيات
- الملك
- فتاة 1
- فتاة 2
- فتاة 3
- فتاة 4
- الصبي
- العفريت الأول
- الحارس
- الساحرة
- العفريت الثاني
- الصبي الطائر
المكان:
(قلعة وسط جزيرة، في نهاية القلعة دير خاص بأطفال الملك الخمسة)
الملك: (يحدث نفسه وهو ينظر ناحية الدير الذي يقع في حديقة المملكة وهو يحضن أطفاله الخمسة)
ماذا سيكون مستقبل أطفالي بعد أن أفارق الحياة، أيقدرون أن يحافظوا على المملكة من بعدي؟. وكيف يمكنني إخبارهم بما يحويه الدير من أسرار؟ وإذا أخبرتهم... هل سيفهمون؟! إنهم مشاكسون وعنيدون (ينظر إلى أطفاله الذين يلعبون، بينما يحاول ابنه الكبير اقتحام الدير خلسة).
يا ولد يا مشاكس... إرجع وألعب مع إخوتك خير لك؟
الصبي: (خجلا وخائفا في ذات الوقت) أمر وطاعة.. يا أبي.
فتاة 1: إنه يحاول دائما أن يدخل الدير خلسة، دون استئذان.
فتاة 2: هه.. بدلاً من الهرب، عليك أن تساعدنا في زرع الورد.؟
الصبي: (بغرور) أنا لست فلاحاً.. وإنما ابن ملك.
فتاة 3: ونحن أيضا بنات ملك.
الصبي: (ينظر إلى الملك الذي يغادر المكان) أنا أمير، وسينصبني أبي ملكاً قبل أن يفارق
الحياة، وسأكون ملكا عليكن.
فتاة 4: (باستهزاء) هه.. ملكا علينا؟ أنت؟ أنت.. هههههه (يضحكن جميعا من منطقه)
الصبي: هذه مشيئة أبينا وعلينا القبول بها وطاعتها. أليس كذلك؟
فتاة 1: دعك من هذا الغرور، وتعال احمل معنا هذه الورود كي نزرعها سوية.
الصبي: أوه... اتركوني وشأني، فأنا متعب.. لدرجة ان قَدَمَي لا تستطيعان حمل
جسدي، فكيف تردن منهما أن تحملني وتحمل الورد أيضا.
فتاة 1: آه... عذراً، لقد نسينا.. بأنك الابن المدلل في هذه المملكة.. هيا.. يا عزيزاتي لننهي عملنا بأسرع وقت كي نُكمل لعبنا وفرحتنا في الدير.
الصبي: (مع نفسه)
الدير.. الدير.. آه.. منك يا أيها الدير.. لا أعلم ماذا يُخبئ في داخلك أبي من أسرار، لابد لي من أن أعرف. إنه يقول لي دائما إن سر مملكتنا في هذا الدير، ولكن الدير كبير وعريض.. فأين يُخبئ هذا السر منه.. أين؟ !! وما طبيعة ذلك السر..؟ علي أن أدخل إلى الدير لأستكشف الأمر بنفسي، واعرف أين يمكن أن يخبئ سر المملكة.. أين؟ ربما يكون في خزانة الدير، هذا احتمال، لكنها مقفلة، كيف يمكن فتحها، كيف؟ هيا فكّر جيدا ايها الصبي المشاكس (يفكر) أه.. وجدتها، سأسرق مفتاح الخزانة من أبي، وأتسلل خلسة وأفتحها، ها.. لكن السرقة حرام، نعم.. حرام ولكن إذا كان ارتكاب الحرام من أجل مصلحة المملكة، فسيكون الحرام حلالا. هيا.. لا تفكر كثيرا.. اقنع نفسك بهذا المنطق واسرق المفتاح، واعرف السر العجيب للدير. دون أن تكون فقيهاً في الحلال أو الحرام.
فتاة 2: (باستهزاء ومداعبة) هيا يا ايها الملك.. هه.. تعال نلعب، لقد انتهينا من العمل.. ولا تفكر كثيرا كي لا تطول أذُناك (يضحك الجميع، إلا الصبي)
الصبي: (ينظر إليها ممتعضا وهو يحدث نفسه) لن أجيب على سخافاتها، لأن موعد اللعب
الحقيقي، قد حان وإن أجبتها سأضيع فرصة اللعب، إذن، فالصمت بلاغة.(يبتسم)
هيا لنلعب يا أميراتي الجميلات..
فتاة 4: لكنك كنت متعباً قبل قليل، أليس كذلك..؟
الصبي: قبل لا يعني الآن، إذن فأنا.. لست متعباً، بل انني الآن بأحسن حال.
فتاة 3: لكنك قبل قليل قلت لنا إنك متعب
فتاة 4: هذا شيء طبيعي.. لأن العمل قد إنتهى يا كسول (يبدأون باللعب وأثناء ذلك، يفكر
لصبي باستغلال الفرصة لسرقة المفتاح)
الصبي: آه.. أميراتي لقد تعبت من اللعب، عليَّ أن أذهب لأستريح قليلا.
فتاة 1: أنت تتعب.. يا للعجب.. إنها أول مرة تحس بها بالتعب مثل سائر البشر.
الصبي: أنا كنت أصلا متعباً، وقد لعبت من أجلكنَ، حتى لا تبقهنَ تلعبنَ بمفردكن،
ألست أنا ملكُ في المستقبل؟!.
فتاة 1: (باستغراب) لعبت من أجلنا؟ !
الصبي: بالتأكيد.. يا أميرتي الكبيرة.
فتاة 2: بعد اللعب الملك الصغير.. سيكون بانتظارك النوم وليس العمل.
فتاة 4: فإكمل اللعب، فأنت لا تمل ولا تكل من اللعب ثم إنه رياضة تجنبنا الوقوع في
المرض.
فتاة 3: أنا اعرفك جيدا، لا تتعب من اللعب أبداً، لكن يبدو أنك اليوم، تدبر أمرا ما،
واعتقد أنه ليس بأمر خير؟!
الصبي: (ينظر لهن بخجل، محاولا تضليلهن بكلامه) لا.. أنا حقا تعب، وسوف أذهب مباشرة
إلى النوم (يتثاءب).. تُصبحن على خير.
الجميع: تصبح على خير (تواصل الفتيات اللعب، بينما يذهب الصبي لسرقة مفتاح الخزانة من أبيه الملك.. يدخل الدير بعد سرقته للمفتاح)
الصبي: سأفتح الخزانة.. وأرى ما بداخلها..
(يفتح الخزانة وهو خائف، يسترق النظر من النافذة بين الحين والآخر خوفا من مجيء أحد
.. يبحث بعينيه ويديه في الخزانة، فيجد بعض الأوراق وكرة زجاجية تتلألأ بألوان قوس قزح،
يُمسك الكرة ويبدأ بتحريكها شمالا ويمينا بدهشة) الله.. ما أجمل هذه الكرة، لماذا
يحتفظ بها أبي في الخزانة.. أهي هدية عيد ميلادي القادم وينوي مفاجئتي بها
.. أم أنها مجرد كرة.. لا يعرف سرّها إلا هو؟!
(فجأة يتغير لون الكرة، يرتبك الصبي ويشعر بالخوف، تقع الكرة من يديه، يخرج من الكرة
دخان كثيف ثم نسمع صوتاً).
العفريت الأول: شبيك لبيك عفريتك بين يديك.. أأمرني يا سيدي الصغير.. ما هي أوامرك.
الصبي: (خائفاً) آه.. يا الهي.. ماذا أري، بل ماذا أسمع، من أين يصدر هذا
الصوت المخيف؟
العفريت الأول: لا تخف يا مولاي الصغير، أنا عفريت وديع خرجت الآن من هذه الكرة التي
كانت بين يديك منذ برهة.
الصبي: ماذا.. عفريت؟
العفريت الأول: نعم.. وأنا تحت أمرك.. كل شيء تريده سأنفذه لك برمشة عين.
الصبي: أرجوك.. اتوسل إليك أيها العفريت أن لا تؤذيني، فأنا الولد الوحيد لأبي، ولي
أربعة أخوات يحتجن مني كل الرعاية والاهتمام.
العفريت الأول: لا تخف يا سيدي الصغير، فانا لم آتي من أجل أذيتك، وإنما على العكس،
من أجل طاعتك واحترام أوامرك.. والآن.. ما عليك إلا أن تطلب وأنا أنفذ.
الصبي: ماذا.. أنا أطلب وأنت تنفذ؟
العفريت الأول: نعم يا مولاي..
الصبي: كل الذي أطلبه منك تنفذه؟
العفريت الأول: بالتأكيد.. يا مولاي.
الصبي: (فرحاً) أمتأكد من ذلك أيها الوحش؟
العفريت الأول: طبعا مولاي، ولكنني لست بوحش، بل خادم مطيع، لكل اوامر ورغبات سيدي.
الصبي: إذا كان الأمر كذلك.. عد إلى الكرة التي كنت فيها.
العفريت الأول: أنا طوع أمرك سيدي.
الصبي: يا إلهي ما هذا، لقد سمع كلامي وعاد إلى الكرة ثانية، عليَ أن أهرب بسرعة
من هنا قبل أن يخرج هذا الوحش من جديد، وأصبح وجبة طعام شهية له.
(يعود إلى غرفة نومه في القصر خائفا مسرعا.. وفي الصباح يبدو الصبي ذابلاً كأنه
أصيب بمرض ما، أو كأنه لم ينم الليل كله)
فتاة 2: ماذا حل بأخينا الصغير، إن وجهه شاحب، وتبدو علامات التعب عليه، كما
لو انه مريض أو مصعوق أو خائف من شيء ما.
فتاة 4: أو يتمارض حتى يتجنب العمل معنا.
فتاة 3: لا.. لا.. لا أتفق معك هذه المرة، إنه مريض حقا.
فتاة 1 : سأرى ماذا به على الفور.. يا ملكنا الصغير، ماذا بك؟ أراك اليوم على غير
عادتك، وتجرجر قدميك بخطى متعبة. هل أنت على ما يرام؟
الصبي: (منتبها) ها.. نعم.. أنا.. لا.. شيء، أقصد على ما يرام.. نعم.. لا شيء
فتاة 1: كيف لا شيء، وانت تبدو ساهياً، كثير التفكير ووجنتيك ذابلتين مثل زهرتين
صفراوتين.
الصبي: قلت لكِ لا شيء، وليس بي شيء، مجرد تعب بسيط، ربما لأني لم أنم بما يكفي
ليلة البارحة.
فتاة 4: ألم أقل لكنَّ إنه يتمارض؟.
فتاة 3: يبدو أنك على صواب..؟
الصبي: آه.. ماذا أفعل.. عليَّ أن أكون طبيعياً كي لا يشك أحد بي، أية ورطة أوقعت نفسي بها؟ أه..يا ربي.. ماذا أفعل؟ هل أخبر أخواتي بما شاهدته.. لا، لا.. إن فعلت ذلك ربما أتعرَّض للضرب المبرح من أبي. أه.. ماذا حل بي، انني ارتعش خوفا واكاد أسقط من الرعب.. كيف لي أن أصبح ملكا وأنا ارتعد خوفا من هذا الوحش؟ ولما لا أخاف، ما رأيته ليس بكائن طبيعي، إنه عفريت.. ببساطة.. عفريت؟ وهذا ما قاله لي بنفسه.. ولكنه قال ايضا حسبما أتذكر إنه رهن إشارتي (يفكر قليلاً) وهل يمكن تصديق مثل هذه الكائنات الغريبة بسهولة؟ ما أكثر سذاجتي وغبائي! أو ربما لا يكون وحشا سيئا، لاسيما إنه ردد على سمعي عدة مرات وقال لي: مولاي أنا تحت أمرك. هل يمكن أن يكون ما قاله مجرد خدعة؟ ألعوبة من لعب الشيطان من أمثاله؟ ولكن لو كان مثلما أظن، لما عاد إلى الكرة ثانية كما أمرته؟!
(بينما هو يفكر بما حصل له، تبدأ الفتيات بممارسة أعمالهن والإعتناء بالورد، لحظات يأتي أحد الحراس)
الحارس: سيِّداتي، جاءتكم امرأة غريبة تستنجد بكم..
فتاة 1: ومن تكون؟
الحارس: إمرأة طاعنة في السن، تقول إنها متعبة وضائعة وتريد أن ترتاح قليلا.
فتاة 1: ولماذا لم تُدخلها على الفور؟
الحارس: كيف أُدخلها قبل أن استأذن مولاي الملك.
فتاة 2: أدخلها، إن أبانا لن يرفض طلب سائل.
فتاة 3: إنه يحب الفقراء ويعطف عليهم.
فتاة 1: نعم دعها تدخل.
الحارس: (مترددا) لكنَّ الأمر والطاعة
(يذهب الحارس وتدخل المرأة)
الصبي: (مع نفسه) إن شكل هذه المرأة مريب ومخيف، ربما تكون إمرأة شريرة..!!
الساحرة: اشكركن على طيبة قلوبكن. وفي الوقت، أعتذر لكن، لقد جئت أشرب بعض الماء، وأريح جسدي قليلا، ثم أواصل طريقي إلى حيث أقصد.
فتاة 1: أهلا بك.
فتاة 3: من أين جئتِ؟
الساحرة: من مكان بعيد؟
فتاة 2: أتمنى أن لا تكون واجهتك بعض المتاعب في الطريق.
الساحرة: آه.. تعرضت لكثير من المتاعب حتى داهمني الخوف والقلق.
فتاة 4: سترتاحين هنا كثيراً.
الساحرة: شكراً لكم، ولكن لِمَ مملكتكم يحيطها الحرس من كل جانب.
فتاة 3: أبي يخاف علينا كثيراً.
الصبي: وأيضا نحترس من الأشرار.
الساحرة: وهل يوجد هنا أشرار..؟
الصبي: ربما، فالأشرار دائما يحاولون، اقتحام مملكتنا بحجة العون والتعب وطلب المساعدة
فتاة 1: (بخجل وغضب) إسكت.. هيا.. أذهبوا إلى عملكم ودعوا السيدة ترتاح قليلا ,
(تذهب الساحرة إلى إحدى غرف المملكة المخصصة للضيوف، وحينما يذهب الجميع لعمله،
يبقى الصبي متسمرا في مكانه يراقب خلسة تلك المرأة)
الساحرة: (تحدث نفسها بصوت خافت، بينما الصبي ينصت لها، تنظر من النافذة المطلة على الدير)
اعتقد ان اليوم يوم حظي لان الحرس لم يمنعوني من الدخول مثل كل مرة , ممم
بعد أن ينتهوا الاطفال من عملهم.. سأستولي عليهم، وعلى المملكة، على الكرة العجيبة , وأيضاً، وسأستخدم عفريتها للسيطرة على كل شيء، ولكن أين أجد
تلك الكرة العجيبة؟ وفي أي مكان يخبئونها؟
الصبي: (يتفاجأ مما سمعه، فيذهب إلى الدير بسرعة، ويُخرج الكرة من الخزانة ثم يُحدِّث العفريت بعد
استحضاره) أيها العفريت.. أأنت.. صالح أم شرير..؟
العفريت الأول: شبيك لبيك أنا عبدك بين يديك.
الصبي: أنت عبد لي على الرغم من كل هذه الضخامة؟
العفريت الأول: نعم يا مولاي أنا تحت أمرك.
الصبي: تحت أمري، هذا أمر حسن، إن إحتجتك في وقت ما.. هل ستكون إلى جانبي أم
ستهرب عند أول خطر يصادفك؟
العفريت الأول: سيدي سأكون تحت أمرك وأنفذ كل طلباتك حين تحتاجني.
الصبي: هناك امرأة عجوز وتبد عليها ملامح السحر والخديعة في مملكتنا، إنها تريد أن
تقتلنا وتستولي على مملكتنا، وربما على الأرض كلها.
العفريت الأول: لا تخف يا سيدي، بما أنك تملكني لن يصيبك أي مكروه.
الصبي: هل أستطيع تجربتك لا تأكد من ذلك؟
العفريت الأول: أنت حر بذلك مولاي.
الصبي: (مع نفسه) لابد أن أطلب منه شيئاً صعباً حتى أجربه، وأتأكد من صحة
كلامه.. ماذا أطلب.. ماذا..؟ أها.. وجدتها، أيها العفريت.. إذهب
وإجلب لي لعبة ميكانو..؟
العفريت الأول: حاضر مولاي (يختفي العفريت ثم يعود بسرعة وفي يده قدح لعبة الميكانو)
الصبي: (فرحاً) آه.. حسنا، عد إلى كرتك وعندما أحتاجك سأطلبك.
العفريت الاول: أمرك مولاي
(يعود العفريت إلى الكرة، يخرج الصبي من الدير، متجها إلى غرفته وهو يغني،
بينما تمارس الساحرة شعوذتها بالعصا السحرية التي تملكها)
الساحرة: هيا.. أيها العفريت، أخرج من عصاي السحرية هذه، وحوّل كل من يعيش
بهذه المملكة إلى مخلوقات ضعيفة، ودعني أستولي على كل أموالهم وأكون
ملكة عليهم.
العفريت الثاني: شبيك لبيك.. أمرك بين يديك سيدتي.. سأحولهم إلى فراشات.
الساحرة: (مستفزة) فراشات؟ ولماذا فراشات..؟
العفريت الثاني: لأنها مخلوقات ضعيفة ورقيقة.
الساحرة: وجميلة أيضاً، أنا لا أريدهم أن يكونوا بجمال الفراشات.
العفريت الثاني: مولاتي.. لا يوجد أرق من الفراشات، نسمة هواء بسيطة يمكنها أن تطيح بهم
، أو على الأقل تعمل على كسر أجنحتهم.
الساحرة: صدقت أيها العفريت، ما شأني بجمالهم، المهم بالنسبة لي الحصول على الكرة
الملونة، ثم أموالهم، بعدها أصبح أغنى ساحرة في هذا الكون.
العفريت الثاني: أيتها الفراشات إلتهمن أجساد كل ما يعيش في هذه المملكة، وحوّلن كل مخلوقاتها
من إنس وجن إلى عبيد للملكة الجديدة، سيدتي الساحرة العجيبة، مالكة هذه
الأرض (يتحول كل افي المملكة إلى فراشات باستثناء الصبي)
مولاتي كل من في المملكة تحول إلى فراشات، إلا الصبي لم يتم ترويضه، ولن
يتحول إلى فراشة.
الساحرة: لماذا؟..
العفريت الثاني: هذا الصبي يملك الكرة العجيبة.
الساحرة: أها.. إذن الصبي هو من يملك الكرة العجيبة، وليس الملك؟
العفريت الثاني: نعم مولاتي.. ولا أستطيع تحويله إلى فراشة كالآخرين.
الساحرة: (بغضب) لماذا لا تستطيع..؟
العفريت الثاني: لأن من يملك الكرة العجيبة لا يمكن تحويله لأي شيء، فهو يملك قوة أكبر
من قوتي، وهي تعمل للخير فقط، وهذا سر قوتها.
الساحرة: ممممممم.. وكيف أحصل على هذه الكرة العجيبة..؟
العفريت الثاني: يمكن الحصول عليها بشرط واحد.
الساحرة: (بلهفة) أخبرني كيف؟ بسرعة..
العفريت الثاني: عليك أن تفرقي كل ما في المملكة.
الساحرة: كيف أفرقهم؟
العفريت الثاني: إزرعي الفتنة بينهم ودعيهم يتخاصمون كلما تصالحوا.
الساحرة: هذا شيء بسيط جداً.
العفريت الثاني: ولكِ مدة ثلاثة أيام فقط لتفرقتهم.
الساحرة: ثلاثة أيام..؟
العفريت الثاني: نعم مولاتي..
الساحرة: لا عليك.. سأقوم بهذه المهمة في يوم واحد، بعدها سأحصل على تلك الكرة
العجيبة.
العفريت الثاني: طبعا مولاتي.. على شرط أن لا يستخدمها مالكها.
الساحرة: تقصد الصبي؟
العفريت الثاني: نعم، الملك الصغير.
الساحرة: هو الملك، إذن.. ها..ها.. ها...
العفريت الثاني: نعم.. هو كذلك مولاتي.. هل تأمريني بشيء آخر، أنا شبيك لبيك وعبدك
بين يديك.
الساحرة: إنصرف الآن وعد إلى العصا التي كنت فيها. (مع نفسها) أين أجد هذا
الصبي، وأين يمكن أن يكون قد خبأ الكرة العجيبة؟
(تبحث عن الصبي في كل مكان بالمملكة، الصبي يلاحظ ذلك ويتجه للدير، ثم يطلب
المارد الموجود في الكرة الذهبية)
الصبي: أيها العفريت.. أنا في ورطة كبيرة، إفعل شيئاً من أجل مملكتنا.
العفريت الأول: أنا تحت أمرك مولاي.. ماذا حصل؟ أخبرني..
الصبي: لقد حولت الساخرة البغيضة كل كائنات مملكتنا إلى فراشات بما في ذلك أبي
واخواتي، إنها تريد السيطرة تسيطر علينا وعلى أموالنا. أنا خائف جداً، خائف أن
تحولني أنا أيضا إلى فراشة.
العفريت الأول: فعلا يا مولاي، إن استطاعت أن تحصل على الكرة العجيبة، سيكون في إمكانها
تحويلك إلى فراشة.
الصبي: وما الحل إذن؟ أخبرني أرجوك.. لا تنسى بأنك قد وعدتني بالمساعدة، ألم تقل
أنك تحت أمري، وتنفذ كل شيء أريد.
العفريت الأول: نعم.. يا مولاي.. أنا سأنقذك وأنقذ مملكتك.
الصبي: (بلهفة) كيف.. ومتى؟
العفريت الأول: الآن.. سأقوم بتحويلك إلى طائر.
الصبي: (متعجبا) طائر.. لماذا؟
العفريت الأول: من ناحية إن الطائر يا مولاي يرمز إلى السلام والمحبة والنقاء، ومن ناحية أخرى،
ستكون قادرا على سرقة العصى التي تملكها الساحرة، وبواسطة هذه العصى
السحرية سنقوم بإعادة المملكة إلى طبيعتها التي كانت عليها.
الصبي: لكن الساحرة حولت كل ما في مملكتنا إلى فراشات، والفراشات رقيقات وجميلات.
العفريت الأول: هذا صحيح.. ولكن هل تعلم لماذا حولت الساحرة جميع أفراد المملكة إلى فراشات؟
الصبي: لا..؟
العفريت الأول: لأن الفرشات كائنات ضعيفة ورقيقة وهي غير قادرة على تهديد وجودها.
الصبي: نعم، صحيح.. فهمت الآن.
الصبي: (مع نفسه) إنها فكرة مخيفة، ولا يوجد حل آخر، ولكن بما أن الساحرة الآن تبحث
عني، فسوف أستغل الفرصة وأقتحم غرفتها لأسرق منها العصا اللعينة، إنها فكرة
جيدة، ولكن بعد أن احصل على العصا السحرية، هل تستطيع حقا أن تعيدني إلى
هيئتي الطبيعية؟
العفريت الأول: بكل تأكيد.. يا مولاي.
الصبي: أخاف أن أبقى كل عمري طائرا، ولن أعود ملكاً لمملكتي.
العفريت الأول: كن مطمئناً يا سيدي.
الصبي: هيا أيها العفريت.. أنا تحت أمرك.
العفريت الأول: أنا تحت أمرك سيدي
(يقوم بتحويل الصبي إلى طائر بحركات استعراضية)
والآن إذهب وأحضر لنا تلك العصا السحرية.
الصبي الطائر: (يحلق عاليا) آه.. أيتها الساحرة الشمطاء، سألقنك درسا في الأخلاق بمجرد
الحصول على العصا، ولكن يجب التأكد، أولا، بأن الساحرة ليست في غرفتها
(ينظر من خلال النافذة فلا يجدها في الغرفة، يدخل باحثا عن العصا السحرية)
أيتها اللعينة أين تخبئين هذه العصا.. أين.. أين؟ يا ويلي.. إن تمكنت مني،
إنها ستجعل مني وجبة غداء شهية لها (محدثاً نفسه) لا تكن جبانا أيها الملك
الصغير، ركّز وإبحث بجدية ودعك من هذه الوساوس التي ليس من ورائها طائل
الآن، وإنقذ مملكتك من تلك الساحرة
(يجد العصا السحرية في الوقت الذي تدخل فيه الساحرة إلى الغرفة)
الساحرة: كنت واثقة بأنك ستأتي هنا لتسرقني.
الصبي الطائر: أيتها اللعينة تريدين السيطرة علينا وعلى مملكتنا بعد أن قدمنا لك كل المعروف.
الساحرة: أنتم دائما تزعجونني، فكلما حاولت أن أزرع الحقد والشر بينكم، تزدادون حبا
وتعاوناً بينكم، وأنت الوحيد الذي كنت سأستغل غباءه في تحقيق مآربي في
السيطرة على مملكتكم.
الصبي الطائر: يا لكِ من عجوزة بلهاء.. لا يوجد في مملكتنا، أي إنسان غبي مثلما تظنين،
كنت أتصنع الغباء من خلال إهمالي لنفسي والتظاهر بالكسل حتى لا أقوم بمهام
لا أريد القيام بها كما كنت أفعل مع أخواتي.
الساحرة: آه.. وأنا كنت مخدوعة بك.. يا ويلك مني حين أمسك بك.
الصبي الطائر: ها..ها..ها..ها.. لن تستطيعي الامساك بي بعد الآن. لأن قوتك كلها كانت في
هذه العصا السحرية وهي الآن ملكي.
الساحرة: سأمسك بك الآن (تحاول الإمساك به إلا أنه يحلق عاليا)
الصبي الطائر: إن من يظن الناس الذين من حوله أغبياء فهو غبي لا محالة، ها..ها..ها.. (مع
نفسه) كل ما في المملكة يعتقد أني غبيٌ، لأنني مهمل لواجباتي إتجاه أخواتي
ومملكتي، ولكن من الآن فصاعدا سأجتهد في عملي، وسأساعد كل ما في
المملكة، وسأجعل أبي فخورا بي، وحين أصبح أنا الملك سأهتم بكل الناس، ولن
أفرق بينهم، والآن عليّ أن اذهب لعفريتي الطيب وأعطيه هذه العصا اللعينة (
يلتقي العفريت ويعطيه العصا السحرية حيث يقوم بإعادة المملكة الى وضعها
الطبيعي كما كانَ عليه سابقا)
العفريت الأول: أتريد شيئاً آخر يا سيدي؟
الصبي: نعم، قل لي ماذا أفعل بهذه العصا السحرية.
فتاة 3: إلقي بها في البحر.
فتاة 4: لا.. علينا أن لانفرط بها، ربما سنحتاجها مرة أخرى فيما إذا أراد أحد أن يسيطر
علينا من جديد.
فتاة 2: أضم صوتي إليكِ.
فتاة 1: نحن نبحث عن الحب والتعاون والعطاء ومن يبحث عن ذلك لابد أن يزيح كل
شيء يخيف محبتنا لمملكتنا، أليس كذلك يا أبي؟
الملك: أحبائي.. أصبحت الآن لا أخاف عليكم، وبما أنكم قد أصبحتم جميعاً يداً واحدة
تنثرون الخير هنا وهناك، ومتعاونين متعاضدين على طرد الشر من مملكتنا، فسوف
لن أقلق إذا ما ودعت هذه الحياة ذات يوم. وسيظل إسمي خالدا بعطائكم ونجاحكم
وحبكم للآخرين، أما أنت أيها الصبي المشاكس، فقد جعلتني فخور بك وعلّمتني
درساً، أن لا أحد يمكن أن يكون غبياً إلا إذا أراد هو ذلك.
الصبي: أيها العفريت، دعنا نغني جميعا من أجل حب الناس وندعوهم لعمل الخير والتعاون
فيما بينهم، فالتعاون يمنحنا الإبتسامة الدائمة، والحب والعطاء يمنحنا الثقة بالنفس، والإجتهاد في العمل يمنحنا العقل السليم والجسم السليم. (يغنون)
ايام الحب سنحياها
سنحلق دوماً بسماها
وتطير الفراشات النور
في الافق الحلو المسحور
وتصيح جميعاً اللها
***
ودعنا ايام الحزن
قلنا يا شر ابعد عني
بالقول الطيب والعملي
نسعى في الارض بلا ككل
فالأرض بنا ما احلاها
ايام الحب سنحياها
(ستار)
الناصرية - 2013
[email protected]
التعليقات