توفيق التونجي: بيدر البصري من الاسماء الامعة في عالم الموسيقى وهي تحمل هوية عراقية وهي من مواليد عاصمة الرشيد بغداد (1980) وهويتها بصرية تسكن المنفى بعد ان تركت وعائلتها الوطن لتعيش وتدرس في دمشق ثم تعرج الى بلاد الاراضي المنخفضة لتدرس وتبدع ومنذ اكثر من ثماني سنوات. درست الموسيقى والرقص ورغم انها لا تحتاج الى مدرسين لان اكفء الموسيقيين تجدها بالقرب عنها فهي من عائلة فنية مرموقة اهدت للفن والموسيقى العراقية الكثير فولدها الفنان الموسيقار حميد البصري . التقيت بها وهي تعد للتحضير لحفلة موسيقية في مملكة السويد في مدينة مالمو بمناسبة يوم المرءة العالمي حيث تصاحبها مواطنتها عازفة البيانو العراقية سلافة حداد في مدينة مالمو تقيمها الجمعية الثقافية الاسكندينافية في التاسع من آذار المقبل. الجيل الجديد من العراقيين في دول المنفى يحاولون جادين كسر طوق العزلة والتهميش في المجتمعات الاوربية وبناء تاريخ لهم ولابنائهم واحفادهم في المستقبل. تاريخ لم ينسى الاصول الحقيقة للمهاجر الذي ترك وطنه طوعا او قسرا كي يحقق احلاما ويبني مستقبلا لابناءه كاسرا طوق القدر المطلق في عملية تغيرية من الدرجة الثانية .
العراق بتركيبته الثقافية التعددية كان مصدرا للإلهام للمبدعين في شتى الفنون الابداعية. اللغة الموسيقية تطورت على مر السنين وأناشيد المعابد والرقص والنشيج السماوي من نينوى الى اور مرورا ببابل تحول الى نغمة عذبة تكسو افئدة العراقيين. كانت الكلمة الشعرية مصدرا مهما من مصادر الاغنية العراقية والتعددية الثقافية العراقية انعكست على تلك الكلمات في ابدع لهجات لا يفهما الا العراقيين فهنا نجد لهجة موصلية وبصراوية وبغدادية لكل طعمه ومذاقه العذب. حتى الهلهولة العراقية ذو مذاق موسيقي مختلف كمثيلتها الهوسات والشعر الشعبي وتعدد الملابس والماثورات الشعبية. كلمات تلك اللهجات جاءتنا من عصور غابرة وامم واقوام كان العراق وطنا سمحا للجميع احتضنتهم كالأم الحنونة بين ذراعيها دجلة والفرات وأخذت منهم وأعطتهم الكثير. بات ان نعلم ان الحزن المرافق للحن العراقي خالد ولا يمكن مسح تلك اللمسة الحزينة من افئدتهم. بقى ان نعلم ان رافد الاغنية الشعبية العراقية واطوار الغناء الشعبي والديني والمقامات العراقية مصدر غني للموسيقيين وارث ثقافي للاجيال القادمة.
العرقي الذي يحمل كل هذا التاريخ والموروث الثقافي يحل في بلاد المنفى ضيفا عزيزا. الاوربين بصورة عامة تواقون لمعرفة المزيد عن الشرق حيث لا يزال الغموض يهمن على صورة الشرقي ولم يكن هناك حوار ثقافي حقيقي بين الشرق والغرب الا عن طريق الثقافة والفنون.
قابلت مطربة الاوبرا العراقية واحدى الرموز الثقافية الموسيقية العراقية الشابه في المهجر بيدر البصري لنتحاور عن مجمل تلك الامور وانعكاساتها فسألتها كي اعرف كنه ذلك الدافع الغامض وراء كفاحها المستمر من اجل تعريف العالم الغربي بدرر الشرق من ثقافة وفنون وحضارة. وهي عضوه في فرقة البصري الفنية حيث تقوم الفرقة بتقديم عروض موسيقية وشاركت في احياء العديد من الحفلات في اوربا وفي الشرق. سائلتها عن مدى نجاحها في عكس اللحن الشرقي ومزجها في اللحن التعددي الغربي فردت قائلة:
يتطلع الموسيقيون وجمهور المستمعين في الغرب الى التجديد في الموسيقى ومزج الطابع الشرقي في اللحن التعددي الغربي، تجربة جديدة استحسنها الجمهور الغربي وكان ذلك احد اسباب نجاحي في الكونسرتات التي قدمتها في اكثر من بلد غربي.
المنفى فتح آفاق كبيرة أمام الفنان الشرقي من حيث إمكانية الدراسة الأكاديمية للموسيقى واللحن الكورالي التعددي وقد استفاد العديد من الفنانين من هذا الجو العلمي ونال العديد من النجاحات ولكن تبقى الأصالة في عكس الخلفيات الثقافية للمهاجر ومزجها بالجديد عاملا مهما في التفوق، حدثينا عن تجربتك في ربط الثقافة الشرقية ودمجها في الفن الأوربي المعاصر؟
لم يكن هدفي من الدراسة الأكاديمية للموسيقى واللحن الكورالي التعددي ان اقدم الاعمال الغربية كما هي ، لأن ذلك لا يضيف شيئا جديدا ولا يمكننا ان نبيع الماء في حارة السقايين كما يقال ، بل الاستفادة من تكنيك الاداء لخدمة موسيقانا ، لذلك فان مزج الروح الشرقية في اللحن التعددي الغربي يخلق فضاء موسيقيا جديدا على العمل الموسيقي الغربي.
الفنان الشرقي منفرد يغرد وحيدا بينما هناك مرددين في الفن الغنائي الشعبي وخاصة الديني منه بينما الغناء الأوبرا لي التعددي سمة من سمات الفن الغنائي الأوربي الذي تطور في الكنائس كيف ترين مستقبل الفن الموسيقي التعددي في الشرق؟
في الواقع من الصعوبة التنبؤ لمستقبل الفن الموسيقي التعددي في الشرق ، فذلك يعتمد على الواقع الموضوعي للموسيقى في الشرق وهذا يخص المؤلفين الموسيقيين من جانب والدعم المادي والمعنوي من قبل المؤسسات الرسمية والخاصة للمبدعين من جانب آخر.
-هل ترين أن الموسيقى الشرقية التي تعتمد على الربع طون عاملا من عوامل عدم تطورها إلى الموسيقى التعددية الأوربية حيث التوزيع الموسيقي الأوركسترا لي وتعدد الآلات الموسيقية.
باعتقادي لم تكن المسافات الربعية في الموسيقى في يوم ما عاملا معرقلا لتطور الموسيقى امام المبدعين ، ولنا في تجارب الخالدين الاخوين رحباني خير دليل ، كما كان لتجربة اخي الفنان المبدع رعد خلف في التوزيع الاوركسترالي لأغاني البومي الاول الذي صدر حديثا بمناسبة بغداد عاصمة الثقافة العربية افضل دليل على تجاوز الفنان المبدع لصعوبات التوزيع الاوركسترالي للموسيقى ذات المسافات الربعية.
الان حدثينا بيدر عن مشاريعك المستقبلية بعد طرح ألبومك الغنائي الأول؟
كما تعرف لدي تجربة جديدة مع الفنانة العراقية المبدعة عازفة البيانو سلافة غانم حداد في كونسرت بيانو وغناء فقط سنقدمه في مالمو/ السويد يوم السبت 9-3-2013 وسنقدم بهذا الثنائي برنامجا منوعا يشتمل على معزوفات للبيانو وعدد من اغنيات البومي اضافة الى بعض الاغاني الشعبية العراقية وأغان عربية واجنبية .. كما لدي مشاريع اخرى قيد الدراسة واعتقد جازما ان للعمل الجماعي دور كبير في نجاح الفنان ، والتعاون الفني بين مبدعي دول المهجر مهم لايصال رسالة الفن الى الجمهور الغربي وسبب كبير في نجاح ايصال تلك الرسالة الانسانية. في ختام لقاءنا هذا نشكر مبدعتنا بيدر البصري متمنين لها دوم النجاح والتفوق في نقل الصورة الحضارية الناصعة للموسيقى والفن الشرقي حيث يمكن الاستماع الى صوت بيدر على موقع يوتوب كما يمكن قراءة هذه السطور من سيرتها الذاتية قارئي الكريم.
درست بيدر الغناء الأوبرالي لمدة ثلاث سنوات،و دراسة رقص باليه لمدة اربع اعوام في دمشق سوريا كما انها درست في الكونسرفتوار الملكي في دنهاخ في هولندا. لديها خبرة في الغناء العربي وشاركت في أوبرا quot;دايدو و اينياسquot; للمؤلف الموسيقي هنري بوسيل، شاركت كذلك في المسرحية الغنائية quot;زجلquot; في بلجيكا، شاركت في المسرحية الغنائية quot;ليلة عراقيةquot; في هولندا.
وهي عضو في فرقة البصري التي قدمت عروضًا في كل من هولندا، بلجيكا، فرنسا، دانمارك، النمسا وسوريا.
شاركت في حفل السنة الجديدة عام 2002 مع أوركسترا الهوائيات الهولندية الذي نقل عبر الأذاعة والتلفزيون الهولندي، كما قدمت عام 2003 مع الفرقة السيمفونية الهولندية quot;متروبول أوركستراquot;. قدمت كذلك اغاني باللغة الفلمنكية وفي عام 2003 مجموعة من الأغنيات في ستة محافظات هناك من ألحان المؤلف الهولندي تيو هوك.
كما شاركت في العرض الموسيقي الغنائي quot;طقوس الحضارات القديمةquot; الذي قدم في لاهاي وروتردام عام 2004، وشاركت في العرض الموسيقي الغنائي quot;الواح أوغاريتquot; الذي قدم في دمشق عام 2005، زارت بغداد واقامت حفلاً فيها مع الفرقة السمفونية الوطنية بقيادة المايسترو quot;محمد أمين عزتquot;.