صدر كتاب quot;ملحمة التطور البشريquot; للباحث السعودي سعد الصويان، كتاب انتظره الانسان ثلاثين عامًا، رفعه الكاتب إلى أجيال قادمة تتحلى بجرأة السؤال وجرأة تقبل الجواب.

الرياض: شهدت الرياض، العاصمة التي تربض في وسط الصحراء، حدثًا احتفاليًا يشبه احتفاء العرب في الجاهلية بولادة الشعراء الفحول الأفذاذ. وتمثل ذلك بالحفاوة التي استقبلت الأوساط الثقافية والعلمية في السعودية بها صدور كتاب استاذ الأنثروبولوجيا الدكتور سعد عبدالله الصويان، الموسوم بـquot;ملحمة التطور البشريquot;.
الكتاب الذي نشرته دار مدارك للنشر، وقع في اكثر من 1100 صفحة، جاء مقسمًا إلى ستة فصول رئيسية، هي التطور البيولوجي، والتكيف الإيكولوجي والديموغرافي، والنسق الاقتصادي، والنسق الديني، والبناء الاجتماعي. وجاء معززًا بمئات الرسوم والجداول والصور وبفهارس تفصيلية دالة بالكلمات.
مزج الأكاديمي بالصحفي
وقد امتاز الصويان عن غيره، كما قال ناقد لـquot;إيلافquot; بجرأة الطرح التي اتسمت بعلو سقفها، وعمق التناول الذي مازج بين النفس الأكاديمي ولغة الطرح الصحافية.
ويقول مؤلفه في حديث حضرته quot;إيلافquot; إن فكرة الكتاب بدأت قبل ثلاثين عامًا، كمجموعة أفكار وكراريس يدرسها للطلبة في الجامعة.
الكاتب ولد في منطقة القصيم (400 كلم شمال الرياض)، وهي منطقة انتجت حفنة من المبدعين السعوديين مثل عبدالله القصيمي وتركي الحمد وإبراهيم البليهي وسلمان العودة وعدد كبير من الإعلاميين ورجال الدولة. وحمل الكتاب بعدًا دلاليًا لافتًا، جسده إهداء المؤلف سفره المهم: quot;إلى أجيال ستأتي لديها الجرأة على طرح الأسئلة ومواجهة الإجابات الصعبةquot;.
تصانيف عربية وأجنبية
حين تحدث مجموعة من المثقفين في أمسية ثقافية خاصة عما سيثيره الكتاب من نقد، قال الصويان بتواضع: quot;لا أريد إثارة ضجة حول الكتاب، وأرجو الا يخرج تناوله عن سياقه العلميquot;. ثم يقهقه ويعلق بسخرية: quot;يبدو أن الناس نسوني، وذكرهم بي هذا الكتابquot;.
عندما يظهر لك الصويان للوهلة الأولى بلحيته غير المهذبة، يبدو لك انه قروي خرج توًا من بلدة ضاربة اطنابها في البساطة، خالطًا حديثه الآسر بثقافته العميقة ولهجته القصيمية المميزة، حتى تستبين فيها روح الباحث المختص في التاريخ الشفهي والشعر النبطي في الجزيرة العربية، حيث قضى ردحًا من حياته في جمع المأثورات الشفهية، وصنف في أنثروبولوجيا الشعر الشعبي في العام ٢٠٠٠ كتابه quot;الشعر النبطي: ذائقة الشعب وسلطة النصquot;، وفي العام 2001 كتاب quot;فهرست الشعر النبطيquot;، وفي العام 2010 كتاب quot;الصحراء العربية ثقافتها وشعرها عبر العصورquot;، وفي ذات العام كتاب quot;أيام العرب الأواخرquot;.
كما صنف الصويان الحاصل على الدكتوراه من جامعة بيركلي العريقة، كتابان باللغة الانجليزية هما:
Nabati poetry: the oral poetry of Arabia
و
The Arabian oral historical Narrative: Ottoman Harrassowitz, Wiesbaden