جسر الفنون
قفر في هذا الصباح الثلجي
وحاجز نهر السين لايأبه
بالعشاق ذوي الأسماء المكتوبة
على الصلب والنحاس
هؤلاء راحوا يتدفئون بعيدا
في مكان ما
داخل قصة الحب
أو بعد انطفاء الوردة الحمراء

الاقفال باردة
مرت عليها عوادي المطر والشمس
تصفق ألواح العواصف
على السطح الصغير
تُنسج خيوط الحرارة عميقا

أما الصدأ الرطب فيمكث
مثل ملح بني
في الأغوار المنسية
لا يغيب
يتوالد في كل آن
حبيبات وتضاريس صغيرة
يصير نحتا جنب الاسمين

فكيف يٌنقش الاسمان
من أجل الحب الدائم
في أقفال مغلقة ؟
هل هو إملاء عمى العشق الجارف
يقود الخطى
يمزج عرق الأجساد
وفرح العيون
ورحابة الأحلام
حين ينتصب وهم الاعتقاد الأبدي
واللامبالاة الحرى
والانتظار الجارف
بلا أفق غير الجسد الواحد
سوى لحظة الحب.

أما نهر السين فيسكن عيونه
يحضن المفاتيح الملقاة
كتابوت الخلود الفرعوني
يبتسم
ولا يكترث
تباركه الأبنية القروسطية
النائمة على سر المقاصل الدامية
لكن هو العشق الذي يدوم
حين ينسل الماء بعيدا
عن الأقدام التي تدق
خشب الجسر دون كلل
تزرع القبل
كفراشات ليل
تحوم بين أجنحة طيور
باريس البيضاء الخالدة
فوق كل الأسوار

باريس فبراير 2013