أعد الكاتب المسرحي البريطاني المعروف ديفيد غريغ عملا استعراضيا موسيقيا يقتبس المجزرة التي ارتكبها اندريس بريفيك في النرويج عام 2011. وكان غريغ كتب سيناريو الفيلم الموسيقي لقصة كاتب الأطفال البريطاني الشهير روالد دال quot;تشارلي ومعمل الشوكولاتةquot; من اخراج السينمائي البريطاني سام منديز.
وأجرى غريغ ابحاثه للمشروع الجديد في جزيرة اوتويا ومدينة اوسلو حيث وقعت المجزرة ورافقه في هذه الزيارات المخرج رامين غراي بعد ثلاثة اشهر على الجريمة التي راح ضحيتها 77 شخصا غالبيتهم من المراهقين.
ويعالج العمل الاستعراضي الموسيقي الذي أُطلق عليه اسم quot;الأحداثquot; حدود العاطفة الانسانية ومن المقرر ان يُقدم العرض الأول على مسرح ترافيرس في ادنبرة هذا الصيف قبل ان ينتقل الى لندن لعرضه على مسرح يونغ فيك.
ونقلت صحيفة الغارديان عن الكاتب المسرحي غريغ انه كان شديد الاهتمام في معرفة مشاعر المجتمع النرويجي. واضاف quot;ان اوسلو ليست مدينة كبيرة والجميع يعرف الجميع الى هذا الحد أو ذاك وبالتالي فان كل من تحدثنا معه تأثر بما حدث. وطلب منا البعض ألا نتحدث أو نكتب عن بريفيك. وأنا لستُ متأكدا مما إذا كنا نقدم له نصرا بتجاهله أو نحاول ان نفهمه. وهذا ما أردتُ أن أضعه موضع تساؤلquot;.
وتحدث الكاتب غريغ والمخرج غراي مع كثيرين فقدوا اصدقاء وأحباء. ونتيجة لذك قرر الكاتب ألا يذكر بريفيك بالاسم في العمل وأن ينقل مكان وقوع المجزرة في العمل الاستعراضي الموسيقي الى اسكتلندا.
وقال المخرج غراي الذي طلب من غريغ كتابة النص لفرقته الاستعراضية انهما خلال زيارتهما للنرويج تحدثا مع صحفي كشف انه كان زميل بريفيك في المدرسة وتمكن من اعطائهما معلومات مفصلة.
واضاف غراي quot;ان قلقا شديدا ساورنا حول ما إذا كان من الصواب اصلا الإقدام على مشروع كهذا لأن الحادث كان مروعا ولكن المخرج أراد أن يسأل إن كانت للعاطفة تجاه الآخر حدودا أم انها يمكن ان تصبح عاطفة مدمرة بحد ذاتهاquot;.
وكثيرا ما تناول المسرح الموسيقي البريطاني مواضيع سوداء. فان مسرحية quot;صحوة الربيعquot; التي تقتبس رواية الالماني فرانك فيديكند المثيرة للجدل تعالج اغتصاب القاصرات والانتحار والاجهاض في حين ان quot;طريق لندنquot; التي قُدمت مؤخرا على المسرح الوطني كُتبت في رد فعل على قتل خمس عاهرات في مدينة صغيرة جنوب شرق انكلترا.
وقال غريغ ان بريفيك مارس عنفه ضد مجتمع بأكمله وانه أراد ان يعرف رد فعل النرويجيين على فعلته لا سيما وان النرويج تبدو نموذجا لليبرالية الغربية وتجسد المثل الديمقراطي الاشتراكي الأعلى في اسكندنافيا وهذا ما استهدفه الهجوم.
واشار غريغ الى ان جريمة بريفيك في بلد صغير مثل النرويج تعادل نسبيا هجمات 11 ايلول/سبتمبر على نيويورك. ولاحظ quot;ان الاميركيين ردوا بطريقة والنرويج ردت بالديمقراطيةquot;.
واعرب الكاتب المسرحي البريطاني عن الأمل بأن يعيش الجمهور من خلال مسرحيته خبرة تكاد تكون نقيض المأساة اليونانية التي تتابع التعطش الى الانتقام ولكن بطلته في المسرحية الجديدة تبحث عن الفهم والتفهم وهو يريد ان يضع هذا الموقف ايضا موضع تساؤل. كما انه يريد ان يدفع الجمهور الى التساؤل عما إذا كان قاتلا بالجملة مثل اسامة بن لادن يختلف عن قاتل منفرد مثل بريفيك مع ربط العمل بأعمال قتل تعرضت لها مدارس ابتدائية في بريطانيا والولايات المتحدة.
التعليقات