ترى باحثة ألمانية أن السعودية تعيش حالة ثقافية كبرى، وبينما المعروف أن القاهرة تكتب وبيروت تنشر وبغداد تقرأ، إلا أن الرياض quot;تكتب وتنشر وتقرأquot;، وتحدت الباحثة وجود مثقفة ألمانية مثل السعودية بدرية البشر.

في عام 2008 قدمت طالبة ألمانية ضمن برنامج تبادل الطلاب بين الجامعات للمرة الاولىإلى الرياض ، وعندما زارت معرض الرياض الدولي للكتاب أثار استغرابها كثرة الروايات السعودية و كثرة الفتيات حول دار الساقي لشراء الروايات.
والتقت quot;إيلافquot; الباحثة الألمانية جوليا كلوب من جامعة فري الواقعة غرب برلين أثناء زيارتها الرياض للمرة الثانية لجمع المعلومات حول موضوع بحثها لنيل درجة الدكتوراه حول الرواية السعودية ولمعرفة خصائص المجتمع السعودي ثقافيًا والتحولات الاجتماعية التي مر بها.
تقول جوليا: زرت الرياض للمرة الاولى عام 2008 مع مجموعة من طلاب جامعة فري واستمرت هذه الزيارة عشرة أيام زرنا خلالها معرض الرياض الدولي للكتاب آنذاك الذي كانت مساحته أقل مقارنة بمعرض الرياض عام 2013 الذي تميز بازدياد المساحة المخصصة له وكثرة دور النشر المشاركة بالإضافة إلى أنه لم تعد هناك أيام مخصصة للرجال وأخرى للنساءquot;.
وتضيف:quot; فيذلك العام 2008 لفت انتباهي كثرة الروايات السعودية وإقبال الفتيات على شرائها ومنذ ذلك الوقت بدأ اهتمامي بدراسة الرواية السعودية لمعرفة السر وراء هذه الطفرة الروائيةquot;.
وتوضح جوليا بأن الصورة النمطية لدى الألمان عن السعودية أنها مجرد دولة نفطية صحراوية ومهمة سياسياً، أما الثقافة السعودية غير معروفة إطلاقاً، وتضيف:quot; لذا كان لدي فضول لاكتشاف هذا البلد ثقافيًا و اجتماعيًاquot;، لكنها لاتستطيع الحكم حتى الآن على المجتمع السعودي والمرأة السعودية خصوصًا لأنها لم تختلط إلا بالوسط الثقافي السعودي و نخبة المجتمع.
تتابع:أكثر كاتبة سعودية أقرأ لها هي بدرية البشر ولا أعتقد أن هناك مثقفة ألمانية بأهمية وشهرة وتأثير بدرية البشر ومن الكتب التي قرأتها لها quot; هند و العسكر quot; وquot;تزوج سعوديةquot;، بالإضافة إلى روايات عبده خال الشيقة وكذلك محمد حسن علوان ، وأتطلع إلى قراءة روايات رجاء عالم التي يتميز أسلوبها بالغموض والصعوبة.
جوليا فرحت كثيرًا عندما علمت أن الصحيفة التي تتابعها منذ أن كانت طالبة في مرحلة الماجستير هي من سيجري معها اللقاء حيث قالت إن أكثر الصحف التي تحرص على متابعتها هي: إيلاف والحياة والوطن وأحيانًا صحيفة الرياض.
تأسف جوليا كثيراً لعدم وجود روايات سعودية مترجمة إلى اللغة الألمانية وتضيف: لم أقرأ روايات سعودية مترجمة إلى الألمانية إلا لعبد الرحمن منيف ، ورواية أخرى تمثل ما يسمى في أوروبا بـquot; أدب البناتquot; وهي رواية quot; بنات الرياضquot; لرجاء الصانع التي أجدها غير جيدة و مكتوبة بشكل سريع وسطحي ، و quot; أدب البنات quot; يعني الروايات التي تهتم بالمشاكل العاطفية و تناقش كل مايخص الفتاة بأسلوب ضعيف جدًا، وهذا محور رسالتي في مرحلة الدكتوراه حيث أريد معرفة أسباب انتشار مثل هذه الروايات بشكل كبير وماهو تأثيرها على القرّاء، وكذلك خصائص الجمهور المهتم بمثل هذه الروايات quot; الفضائحيةquot;، بالإضافة إلى أنني أريد معرفة القضايا المسكوت عنها في الرواية السعودية مثل قضية quot; العبوديةquot;.
من خلال متابعتها للصحافة السعودية تقول جوليا: ألاحظ أن الكتابة في الشأن الثقافي أكثر جرأة من الشأن السياسي كما أن المعارك الثقافية بين المثقفين السعوديين تشبه إلى حد ما المعارك الثقافية بين مثقفي ألمانيا وأرى أن هناك أمورًا متشابهة في ما بيننا لا تتحدث عنها الصحافة في أوروبا لأنهم يعتقدون أن السعودية تختلف تمامًا عن أوروبا.
جوليا تعلمت اللغة العربية لمدة تسعة أشهر في أم الدنيا quot; مصرquot; عام 2003، وتقول : المجتمع المصري يتصف بخفة الدم والصبر على مشاكل الحياة، وتضيف : يقولون إن القاهرة تكتب وبيروت تنشر وبغداد تقرأ لكنني أعتقد أن الرياض الآن أصبحت تكتب وتنشر وتقرأ في آن معًا .
تطمح جوليا مستقبلاً للعمل في المجال الأكاديمي والتبادل الثقافي بين ألمانيا و العالم العربي ، وكذلك ممارسة هوايتها المفضلة في تسلق الجبال .