ولدٌ بعيدٌ في بلدٍ بلا خَلَد.

يُخرجُ الطلَ من التلد

من معطفه الرثّ يُعاقبُ دَنِفاً طال عهدُه. يمكثُ بين الطلل، مُبعداً هشاشة َ النِعم. مصمّمٌ أن يهزّ جدران صمته. عاشقٌ يقمعُ عبقَ أزهاره. سلامٌ على الصدَفة في حضن المُصادفة.تلك مسافتُه، شراستُه، دبيبُ هاجسه الضرير... دعْهُ، دعْ أضراسَه تفتكُ بهزيمته. يخضُّ وحدَه هذا الجدالَ المُشاكسَ، والعنادَ المخملَ في صقع إيابه. هي مملكة ُ العهن والنتن والفتن والنبذ الفاسد. هذا عُقابُ جموحه يهشُّ به على المأرب المجهول. الوقتُ غسقٌ يترصّدُ فرائسَه في دروب العمر، لم يختمرْ بعدُ عجينُ خجله. لم يخمترْ بعدُ وجهُ صبابته. كان سائراً سادراً في فلوات منسية، وتحت سماء الجدل الهاطل. سقفُه خزينُ حزن، وفلولُه سائقة ٌ أنسالَ أمانيه الى دهليز الشغف القاحل، والشظف المُورِق بالفشل.
عجيبٌ دهرُكَ يا نهارَ ضياعي.غربة ٌ تقتاتُ لحمَ الوجع. جائلة ٌ في دروب القفر والسفر الماجن. فتمضغُ قريحة َ الهذر.
بين الباب ومطلع القصيدة افقُ جنون، همهمة ٌ، غصّة ٌ في النظر، يبابٌ في التطلّع. لكنّك تسلّحتَ بالمكر، لك أفيونُ نيرانك، والكلمات الصدئة الجارحة.
في الركن الأقصى يُغمغمُ هسيسُ مجونك، كدَرُ مائك، ولولة ُ كبت مقطوعة في القاع.
في الدروب المهرولة تحت ظَفَرِ الظهيرة عيونٌ، تركضُ كالإشارات بين النظرة والمُتلقي. اعبرُ وهاداً بين الإبتسام والشفتين. لكَ يا وقتُ قسيبُ القصيدة. زوغانُ الموسيقى يجرحُ مسيلَ هاجسك.آه ٍ يا جديلة َ الجذَل اليس من نهاية لجريان الإنفعال؟
وسط َ ضرام الجدَل ينهزمُ الصبرُ والعقل ويحترقُ المصيرُ.
للعشق عُشُّ غسق يعشبُ بأفراخ الفرح، تحت كاهل الظلمة والصمت والكلمة.
ثمة َ بينكِ وبيني أيّتها الدقائقُ الضائعة لقاءٌ مُشبتكٌ بالريبة. ترتبكُ فيه الفضيلةُ والقبيلةُ.
والقتيلة تُنتهكُ عفّتُها في النهار المتسكّع بين الضلوع.
وتتسابقُ الذكرياتُ في عمى الأيام.
أيّة ُذكرى هي الفائزة، وأيّها كانت الخاسرة َ؟
نلهثُ بين أزقة الدقائق، نتقدّمُ نتخاذلُ، نفلحُ وننتكسُ.
هي مسيلات العمر فيها ليال ٍ عجافٌ، وقمرٌ يجتابُ دمع المتاهة...
ساُمسكُ بحاشية الخوف اضرمُ فيها مقتي وقوّتي.
الوعودُ وعولٌ في نظرِالسكاكين.
والقائدُ صيّادُ فرص يتخبّطُ بين هدير الخطب يحتطبُ مأربَه. عاطلٌ يتعاطى أفيون أكاذيبه.
ليس من خلود سوى وميض ِ شوقك، يُلهبُ سفحَ ظلامي.
في تجاعيد الممالك مخاز ٍ ومهازلُ مستغرقة ٌ في سنا عُهرها.
فجرٌ فاسقٌ يطوفُ بين الجيف، ينسجُ قمصاناً للأولياء المتخمين بالفساد.
وتلك المرايا التي تُرينا جمرات أوجاعنا طالتها طوفاناتُ مخاوف، ورمتها الى المجهول.
تعالوا نبتن ِ سدّاً، جداراً، وقواعدَ تحترمُ حقنا الضائع.
هي الأمُّ والأختُ والمحبة ُ تُطفيء اوار الغضب , توقظُ الرحمة من موتها العميق.
تعالوا نرجم ِ التواريخ بكلّ أورامها المُلوّثة بالخطيئة، نتخرّجْ فيها مرفوعي الضمائر.
ثمة َ يُهتكُ عمرُ مستقبلنا، ويومنا الوليد.
للأمل رفوفُ معرفة، رفيفُ التأمل.
لمَ أنتَ ضائعٌ بين الإختبار والإختيار واغتيال الغد؟
سأهجرُ هاجسي، انغمسُ في شوط الشوق، أنبذُ مائدة الجدل العقيم، وانشغلُ في سقي ِ الحديقة.
وردة ٌ واحدة ٌ، أرجٌ، لونٌ، بسمة ٌ طائفة خيرٌ من هذيان القصيدة، وهذار الخطاب.
سنبلة ٌ تمزحُ مع الريح لها من الكرم ما يُضاهي حجم الهرم.
عُشبة ٌ تُقاومُ لفحَ الصيف لها هديلُ أصدقُ من معادلة رياضية.
خيرٌ لك أيّها الصدّيقُ أنْ تتبعَ خُطاي، فأنا ابحثُ عن مخرج من ضياعي. لأنأى عن مجاهله الظلامية.
ستتعقبُ مساري، فأنا أغشى مُثار صحوي لأعرف أين ترسو قدماي.
عَثارٌ دربُ الوهم، خربةٌ فسحة ُ أنفاسي. هرمٌ وجعي، متخبّطٌة ٌ رؤاي. فلمَ تُبْعِدُ عني مشيئتُك؟
أراني أسمعُ صداع الفجر، انفاسه الراعفة في الزمهرير.
أسمعُ الطائرَ يتثاءبُ فوق دفء وكنه.
أسمعُ النجمة تُغمضُ عينيها لتنام.
أسمع هسيسَ جثوّ ِ النائم في دهليز الحلم، يجهلُ متى يُغادره.
أجهلُ كيف يتدفأ العاشقُ بغطاء المُخيلة.
أعلمُ أنّ ما في معجمات الزمن ميوناً، أكاذيبَ ماجنة.