بغداد:نددت مجموعة من المثقفين والفنانين والاعلاميين العراقيين موقف وزارة الثقافة العراقية من العرض المسرحي الذي قدمته ممثلة المانية على خشبة المسرح الوطني ببغداد ضمن فعاليات مهرجان منتدى المسرح الذي تقيمه دائرة السينما والمسرح ، وأكد المنددون ان هذا السلوك يرمي إلى خلط الأوراق وتشويه صورة مجموعة كبيرة من مثقفي العراق منطلقاً من جزئية ظهرت في حدث مسرحي، وفيما يأتي نص البيان:

أصدرت وزارة الثقافة (بياناً) تحدثت فيه عما أسمته إخفاقا مؤسفاً.. وتجاوزاً فاضحاً.. وخرقاً لمنظومة القيم الأخلاقية والثقافية لدائرة السينما والمسرح وغيرها من الاتهامات على خلفية العرض المسرحي الألماني الذي قُدِّم ضمن فعاليات مهرجان منتدى المسرح . لم يتردد بيان وزارة الثقافة في إطلاق سيل من اتهامات التخوين وإزعاج الذائقة ، وخرق القيم الأخلاقية، وخدش المنظومة الثقافية والمجتمعية مستفيداً من سلوك التسقيط السيئ الصيت الذي تسلل إلى الخطاب الثقافي هذه المرحلة.
لقد انطوى البيان على تحريض مبطن قد يدفع في أجواء الاحتقان والتوتر هذه الأيام إلى دفع البعض للاعتداء على مؤسسة عريقة كمؤسسة السينما والمسرح والنيل من رموز المسرح والقائمين عليه، لذا كان بيان وزراة الثقافة المليء بالاتهامات بمثابة ضوء أخضر للمتصيدين في الماء العكر.. ولم يأخذ بيان وزارة الثقافة طبيعة العمل الفني والثقافي.. وسياق المهرجانات المسرحية وما يمكن أن تفرضه من عروض مسرحية مغايرة بنظر الاعتبار ولم يولي لزوايا العرض المسرحي في بلدان العالم الآخر أي اهتمام، من دون أي تمييز بين الإثارة الجسدية والأداء المسرحي، محملاً دائرة السينما والمسرح مسؤولية جزئية فنية ظهرت في عرض مسرحي أجنبي تختلف محدداته وطبيعته عن قيمنا المجتمعية من دون أن يكون لدائرة السينما والمسرح دور في تفاصيل العرض المسرحي الألماني الذي يعبّر عن وجه نظر مختلفة فيها كثير من الجرأة.

وبغض النظر عن التوصيف الذي قدمه بيان وزارة الثقافة والقراءة المختزلة للحدث .. فقد جاء البيان بوصفه حارساً للقيم الثقافية والأخلاقية معتبراً وبإطلاق تام أن الجميع، من فنانين وقائمين على المسرح الوطني مصدر إساءة للفن والثقافة، وكرّس نمطاً من التفكير والمعالجة سعى لتشويه صورة الفن والفنانين .. واتخذ من الحدث مناسبة للتشهير والتجريح والإساءة.

نعتقد نحن الموقعين أدناه أن هذا السلوك الرامي إلى خلط الأوراق وتشويه صورة مجموعة كبيرة من مثقفي العراق منطلقاً من جزئية ظهرت في حدث مسرحي (بغض النظر عن موقفنا منه) هو سعي يؤسف له قصد تشويه الفنانين المسرحيين في العراق ووصم سمعة المسرح في العراق والنيل من كرامة الثقافة والفن في العراق وهو أمر لا علاقة له إطلاقا بحرص رجالات الثقافة والفن في العراق ودورهم في حفظ وتمتين القيم الأخلاقية والثقافية، بل يدخل في باب الانتهاكات والإساءة لشريحة مؤثرة من الفنانين والمثقفين.. ولا مجال لحسم هذا الأمر إلاّ بالرد على بيان وزارة الثقافة وتوضيح الخلط الذي اعتمده البيان .
ان محاولة بيان وزارة الثقافة تصوير الأمر وكان دائرة السينما والمسرح هي المسؤولة عن المساس بالأخلاق والذائقة أمر غاية في الحساسية، وتقديم مؤسسة السينما والمسرح وكأنها تسوّغ أو تجيز الإساءة الى منظومة القيم الثقافية والمجتمعية والمساس بالذائقة العامة حالة أكثر خطورة.. فضلا عن محاولة البيان ترك انطباع لدى الناس أن وزراة الثقافة هي فقط من يدافع عن القيم والأخلاق والاستقامة ويحمي المجتمع وقيمه ويحافظ على الدور الايجابي للفن والثقافة هو الإشكال الكبير الذي يختزل تاريخ عريق من التضحيات والانجازات في بناء الثقافة العراقية لصالح أشخاص بعينهم نصبوا أنفسهم حماة القيم والأخلاق والثقافة.. وهي محاولة سيئة للانحطاط بحدث مسرحي أجنبي اختلفنا عليه ، كما هي محاولة مريبة لتوفير غطاء فكري وقيمي يشوه صورة الفن والمسرح في العراق.
لذا نطالب وزارة الثقافة التي اتخذت من الحدث المسرحي منطلقا للهجوم على المسرح في العراق من دون عرض خلفياته وتفصيلاته على الرأي العام أن تعيد النظر في موقفها وتعي خطورة مثل هذه المواقف مما جرى، ولا تتخذ من الحدث منطلقاً لتقديم صورة سيئة عن المسرح في العراق .. كما نطالب ونأمل من الرأي العام الفني والثقافي ممارسة دوره من أجل احترام الفن والثقافة في العراق، واحترام الطبيعة الحقة للفن المسرحي المختلف عنا .. وعدم السماح بمصادرة دور المسرح في العراق في تكريس القيم الأخلاقية والثقافية والمجتمعية والوقوف في وجه من يحاول إفراغ المسرح من محتواه الأخلاقي والإنساني لصالح نزعات التشويه والإساءة والتجريح والتخوين.

الموقعون:
1- د. نصير غدير / شاعر وباحث
2- علي السومري / كاتب وإعلامي
3- كوكب حمزة / موسيقي
4- جاسم الحلفي / كاتب وناشط مدني
5- حميد قاسم / شاعر وإعلامي
6- رعد مشتت / شاعر ومخرج سينمائي
7- أحمد عبد الحسين / شاعر وإعلامي
8- قاسم محمد عباس / كاتب وباحث
9- عدنان حسين / صحفي
10- سعدون محسن ضمد / كاتب وإعلامي
11- عمار السواد / كاتب وإعلامي
12- أحمد شرجي / ممثل ومخرج مسرحي
13- سعد سلوم / كاتب وباحث
14- جمال علي الحلاق / كاتب وباحث
15- علي السراي / كاتب وإعلامي
16- فائز صبري / كاتب وإعلامي
17- ميديا رؤوف / فنانة مسرحية
18- فاضل عباس اليحيى / مسرحي
19- آلاء حسين / فنانة مسرحية
20- سعد مجيد / فنان
21- عباس النوري / سينمائي
22- حسين العراقي / فنان
23- شعلان شريف / صحفي
24- طامي هراطة عباس / قاص وكاتب
25- فاروق صبري / مسرحي
26- صادق الأزرقي / قاص وكاتب
27- فيصل فائق صبري / مسرحي في هولندا
28- نبيل طاهر / منتج
29- كريم النجار / كاتب وصحفي
30- مؤيد الطيب / فنان وإعلامي
31- كفاح هادي / كاتب وإعلامي
32- مسار عباس عذاب / مسرحي
33- جواد الحمداني / مترجم
34- بشرى عمور / إعلامية وناقدة مغربية
35- ياسر السالم / كاتب وناشط مدني
36- علي جلال / رئيس مهندسين
37- إبراهيم خالد الدجيلي / كاتب وإعلامي
38- محمد ياسين
39- محمد الـحكمت / إعلامي
40- جعفر صادق / ناشط مدني
41- رفيف الشيخلي
42- محمود شاكر الجبوري / موظف
43- ﺑﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻮﺭﻱ
44- ظفار علي
45- جبار محسن / ناشط في منظمات المجتمع المدني
46- أسامة زيد
47- عباس نوري / ممثل
48- صادق حسن / شاعر
49- قدامة كاظم / مهندس
50- قاسم حسن / مسرحي وإعلامي
51- اثير الشامي / طالب ماستر سينما
52- كرار كيتاوي / ناشط مدني
53- جمال سفر / كاتب
54- مجيد ارون / مدرس
55- صادق علي / كاتب من الدنمارك
56- محمد عيسى
57- ضياء الساعدي
58- ذياب آل غلآم
59- تكبير الجبوري / طالبة جامعية
60- هيام الخزاعي / ناشطة سياسية وإعلامية
61- شوان جلال / مسرحي
62- هادي الخزاعي / فنان مسرحي
63- مرتضى فيصل ndash; مصور فوتوغرافي
64- رحيم شناوه الزيدي / موظف
65- بلند الحيدري / كاتب
66- سلام خالد / مهندس
67- منير محمد
68- سعد عودة رسن / شاعر
69- ابو ليلى الربيعي / ناشط مدني ومهندس زراعي
70- علاء الماجدي / مخرج تلفزيوني
71- حسام الربيعي / صحفي
72- فاضل الأسدي
73- رجاء الربيعي / قاصة
74- صقر الزكريا / ناشط مدني
75- نصير الربيعي
76- أريج الخالدي / كاتبة
77- مهند جاسم
78- مرتضى كاظم علي / صحفي