انتجت حركة البناء الواسعة التي تشهدها بكين وفرة من الأشكال المعمارية المبتكرة منها ملعب على شكل عش ومسرح يُسمى quot;البيضةquot; ومركز تلفزيوني شُبِّه بملابس داخلية عملاقة.ولكن صحيفة quot;الشعبquot; اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني بزت الجميع بمبنى مكاتبها الجديد الذي يبدو على شكل قضيب ذكري عملاق.وراجت صور البرج المحاط بالسقلات على موقع Weibo الصيني للمدونات الصغرى.
وأثار انتشار شكل القضيب العملاق حفيظة السلطات فيما أخذت اجهزة الرقابة تعمل ساعات اضافية لازالة الصور المحرجة.وكتب احد مستخدمي الموقع quot;يبدو ان (جورنال) الشعب سينتصب وان أمل الحلم الصيني ما زال قائماquot;. وكتب آخر quot;من الطبيعي ان يكون الناطق باسم الأمة شامخاquot;.
وصمم البرج البالغ ارتفاعه 150 مترا البروفيسور جو كي الذي يعمل استاذا في جامعة جيانغسو جنوب شرق الصين. وشاءت الصدف ان يكون موقع البرج ـ القضيب قرب quot;الملابس الداخلية العملاقةquot; لمقر القناة التلفزيونية الصينية في المنطقة الشرقية التجارية من العاصمة الصينية.
وقال جو لصحيفة مودرن اكسبريس quot;ان طريقتنا في التعبير متطرفة بعض الشيء ، تختلف عن ثقافة الاعتدال التي اعتادها الشعب الصينيquot;.وأوضح البروفيسور المعماري ان تصميمه لم يستوح أي عضو في جسم الرجل بل الفلسفة الصينية القديمة في quot;السماء المستديرة والأرض المربعةquot; حيث ينخرط البرج من قاعدة مربعة الى قمة اسطوانية. وذهب جو الى ان الشكل الاسطواني المتمدد صُمم لتذكير من هم في القمة بالشخصية الصينية المتواضعة.
ومن الواضح ان شكل البرج الذي يبدو أشبه بالقضيب كانت قضية ثانوية في اهتماماته.ولكن برج جو ينتمي الى تقليد عريق في فن العمارة، من الأعمدة الديونيزية في بلاد الاغريق الى الشواخص الحجرية في المعابد الهندوسية.
وفضلا عن الحضارات القديمة وجدت التصاميم القضيبية تربة خصبة في فرنسا الثورة حيث اسـتأثر شكل القضيب باهتمام المعماريين جان جاك ليكو وكلود نيكولا ليدو في تصاميمهما.ففي quot;بيت المتعةquot; الذي صممه ليدو لكنه لم ير النور في مبنى على الأرض استوحى المعماري الفرنسي حالة quot;قضيب وحيدquot; تحفه على الجانبين غرف نوم وفي نهايته صالون فسيح في حين ان الغاليريات الشبيهة بالخصيتين تؤطران مداخل البيت.
ونقلت صحيفة الغارديان عن المؤرخة المعمارية بوليت سنغلي قولها ان تصميما آخر كان يجسد افكار ليكو الرمزية عن الجنس بترتيب غرف نوم خاصة quot;تكون ناتئة من حلقة المبنى الدائرية في تمثيل استعاري لعملية الايلاج فيما تمثل الحلقة الدائرية قناة المهبل ورحم المرأةquot;.
واستمر شغف فرنسا بشكل القضيب في القرن التاسع عشر بمساهمة مبدعين مثل الرسام جول بريتون الذي اقترح تزيين مسلة الأقصر في باريس بيد انثوية تقبض عليها بصورة موحية جنسيا وتطوير عمود فندوم بإضافة امرأة عارية تتسلقه.
وفي عهد احدث حرص جان نوفيل على مواصلة هذا التقليد ببرج اغبار في برشلونة وبرج الدوحة في قطر اللذين اثارا تعليقات وابتسامات ذات مغزى بين الكثير ممن وقفوا يمتعون انظارهم بهذين الصرحين المعماريين المذهلين. ولكن السلطات الصينية لم تكتشف الجانب المسلي في مبانيها حتى الآن.
وقالت صحيفة الغارديان ان الذين يبحثون عن مبنى صحيفة quot;الشعبquot; اليومية على موقع Weibo تستقبلهم رسالة تقول quot;بموجب القوانين والأنظمة والسياسات ذات العلاقة، لا يمكن عرض نتائج البحثquot;.