رغم مرور أكثر من عشرين عامًا على وفاته، إلا أن الشاعرة الكويتية د. سعاد الصباح لم تنسَ ذكرى زوجها الراحل يومًا وقررت أخيرًا استحضارها عبر نص شعري عاطفي تبرز فيه أعظم معاني الوفاء الإنساني التي تؤكد في ختامه أن لا وطن لتسكنه إلا معه.


إيلاف من الكويت: في نبذة مختصرة عن الشيخة الدكتورة سعاد محمد الصباح (مواليد 22 مايو/أيار 1942)، تقول سيرتها الذاتية إنها شاعرة وكاتبة وناقدة كويتية حاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد والعلوم السياسة، وهي المؤسسة laquo;لدار سعاد الصباح للنشر والتوزيعraquo; عام 1985. تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية إضافة إلى لغتها العربية الأم. تم تكريمها في العديد من الدول لإصداراتها الشعرية وإنجازاتها الأدبية ومقالاتها الاقتصادية والسياسية.

وكانت قد شاركت في اللجنة العليا لتحرير الكويت أثناء فترة الغزو العراقي للكويت عام 1990 من خلال استنجاد منظمات عربية عدة على التحرك ضد ذلك العدوان، وعقد المؤتمرات دفاعًا عن قضية وطنها، ونشر وإصدار النشرات والكتب في كل من واشنطن ولندن وجنيف وبراغ، كما استأجرت في لندن محطةً إذاعيةً خاصة لذلك.

كما إن زوجها الراحل الشيخ عبد الله المبارك الصباح (23 أغسطس/آب 1914 - 15 يونيو/حزيران 1991)، الذي وجّهت إليه قصيدتها، كان نائب حاكم الكويت في فترة حكم الشيخ عبد الله السالم الصباح. هو أصغر أبناء الشيخ مبارك الصباح. عمل مساعدًا للشيخ علي الخليفة في دائرة الأمن العام، ثم أصبح مديرًا للدائرة نفسها عام 1942، وبعدها عيّن قائداً للجيش الكويتي عام 1954. استقال من جميع مناصبة عام 1961 وقرر عدم الاستمرار في الحياة السياسية.

وإلى نص القصيدة التي نظمتها لزوجها الراحل:


خذني إلى الفوضى والطفولة..

إلى روح زوجي وصديق الزمن الجميل عبدالله مبارك الصباح.. في ذكراه

خُذْني إلى أنوثتي . .

خُذْني إلى حقيقتي

خذني لما وراء الوقت والأيَّامْ

خذني لما وراء البوح والكلامْ

فإنني أريدُ أن أنامْ . .

ما أجمل السُّكنى معكْ

على حدود الضوءِ والسَحَابْ

أو تحتَ جَفْنَيْ كلْمةٍ

أو دّفَّتَيْ كتَابْ

ما أجملَ الهُروُبَ في الفجر معكْ

من غير تفكير.. ولا خوفٍ .. ولا نَدَامَة

ياليتني أُقيمُ في صدرِكً . . كالحَمَاَمَة

وبَعْدَها فَلتقُمْ القيامَة!

ولْيبدأ الطُوفانْ . . !


يا أيُّها المسافرُ الليليُّ في الشفاهِ والأحداقْ

يا أيُّها الآكلُ من فواكه البحرِ . .

ومن حشائش الأعماقْ

خُذْني إلى المرافئ المجهولَة

خُذْني إلى الفوضى . . إلى الطُفُولَة . .

وخُذْ تراثي كلَّهُ . . وحِكمةَ القبيلة

يا أيُّها الزارِعُني شمساً على الآفاقْ

خُذْني إلى أيِّ مكانٍ شئتْ

خُذني إلى خلف حدودِ الوقتْ

فليس لي عقلٌ معك

وليس عنديِ موقفٌ آخُذهُ . . إلا معكْ

خُذني بلا ترددٍ

للهندِ .. أو للسنْدْ

فما أنا شاعرةٌ بالحرّْ

ولا أنا شاعرةٌ بالبردْ

ولا معي حقائبٌ . ولا معي أوراقْ

وليس عندي وطنٌ أسكنُهُ إلا مَعَكْ

مارس 2013 / مجيف

فرنسا