&المعكوسة الأولى "مقود الدراجة":
شيء غريب أمر محير إن كل شيء مقدر له أن يسير إلى الأمام في مساره الصحيح، إذا به يمضى عكسًا إلى الخلف كيف هذا ولماذا؟ يا رب ارحمني وتوب عليه من اللي أنا فيه، إن كل قاعدة مفترض لها أن تتحقق وفقًا لمعادلاتها الصحيحة التي وضعت لأحكامها، وضبط نتائجها ومخرجاتها إذا بها تتحقق وفقًا لمعطيات نظرية أخرى لا صلة لها بها.
&حتى الأشياء التى تسكن حولى مقلوبة وبالعكس لا أستطيع تصور ذلك، "ستوب" هدوء من فضلكم كفى عبثا أيتها الأشياء الحية فإن ما تفعلوه يزيد من سعاري فلتتوقفوا إذا ولتعودوا إلى طبائعكم، كفاكم مزاحًا ثقيلًا فإني لا أقبل مثل هذا المزاح اللا معقول، فلتسكنوا وإلا وإلا ماذا؟! يا رب ارحمني وتوب عليه من اللي أنا فيه، آهٍ ما هذا الذي أنا فيه أريد جوابًا شافيًا نهائيًا عن كل ذلك أريدها حقيقة عارية غير ملتبسة، هيا إمنحني أيها الإله العاقل شخصًا غير ملتوي الفكر، ولا أعوره يجيبني عن كل ما حدث ويحدث لي، هيا يا رب أغثني ولتقل لي كيف لفتى مثلي في الخامسة من عمره أن يقف ويوجه مقود دراجته الهوائية ناحية الغرب، نعم في إتجاه الغرب تحديدا، جاوبني ما الفائدة من وراء هذا الفعل؟ قل لي ما ثمرته؟ ولماذا يصطك بعقلي مع كل دورة زمنية تلف بي، لا بد أن يكون وراء الدراجة والمقود المنحرف غربًا تجاه النيل سببًا معقولًا حتى أتذكره كلما نسيت فما هو السبب وما هو المعقول؟! آه يا رب ارحمني وتوب عليه من اللي أنا فيه.

المعكوسة الثانية : "الأشياء التي تكبر":
وتزداد دهشتي وحيرتي أكثر وأكثر وأنا أرى الأشياء من حولي تكبر نعم قد كانت تكبر وتزداد حجما وأنا معها أتضخم وأكبر، وكانت كذلك تتحول إلى العقلانية رغم كونها بلا عقل كانت تتفاعل بنظام حياة ، كما لنا نحن البشر، ولكن الغريب في الأمر إنني فوجئت بعد ذلك بعد أن كنت قد نسيت هذا الحلم العالق بذهنى والذي أشقاني لأعوام؛ بسبب عدم اهتدائي إلى تفسير مقبول له ببائع يصول ويجول داخل عربة المترو، كان ينادي على هذه الأشياء التي تكبر في الماء، حتى إنني نظرت إليه وإلى الأشياء التي معه نظرة تعجب وذهول فما كان منه إلا ان بادلنى بذات النظرة التي نظرته بها، لقد كنت على وشك النهوض من مكاني لألمس هذه الأشياء وأقول لها متى وكيف؟ إلا أنه سارع بالنزول قبل أن أفعلها، يبدو أنه هرب مني، خاف وتلوى لكنه نجح في بيع الكثير من بضاعته التي كانت معه الأشياء التي تكبر في الماء، أه ما زلت أذكرها، لقد كانت كائنات حية نعم أسماك وبعضًا من كائنات البحر الأخرى ولكن كيف كيف ولماذا لماذا؟ يا رب ارحمني وتوب عليه من اللي أنا فيه.

المعكوسة الثالثة: "المرأة التي تضاجعني ولا أراها!!":
ولقد أنهكت قواي الجسدية هذه المرأة أو المخلوقة التي لا أعرفها ولا أعرف لها سميًا غير أنها كانت ملازمة لي، إذ كانت تأتيني كل يوم من أجل متعتها من أجل أن تتلذ بمضاجعني في يقظتي وأحلامي إنها لم تتركني يوما لكي أستريح وأتزود بالقوة اللازمة للفعل، ولكن على الرغم من ذلك الإستمرار الوحشى منها فإنني كنت أشعر بلمساتها، وما زلت أشعر بفحيحها إلى الآن كانت بحق تثير في نفسي الغريزة الكاملة، وتزيد من جنوني وسعاري، تجعلني بلا عقل كالبهيمة الناطحة ولكن من هي هذه المراة؟ ومن أي البلاد أتت؟ ولماذا اختفت منذ خمس سنوات ولم تعد تأتيني لتضاجعني كما كانت تفعل أول الأمر؟ لقد أحسست بكل المتعة بكل اللذة نعم لذة لم أشعر بها مع أي امرأة أخرى أنني ما زلت انتظرها أن تعود من جديد، نعم أريدك أن تعودي.
عودي يا من عشت معي خمس عشرة سنة دون أن أراك أو أعرفك، هل تسمعينني يا سيدتي، أريدك أن تعودي من جديد، لا يوجد في هذا الكوكب نساء، لا توجد سوى نهود وأفخاد باردة، آه يا رب ارحمني وتوب عليه من اللي أنا فيه.

المعكوسة الرابعة : "هليكوبتر تحط بالقرب من دارى":
ولقد حطت هذه الطائرة الهليكوبتر بالقرب من درانا، كان كل ما حولها صحراء ورمال ولا شىء، إنني ما زلت أذكر الرجال الذين نزلوا منها كانوا& جنودا يحملون أسلحتهم، كانوا مستعدين للمعركة وكنت أنا واقف في شرفة منزلي الأرضية أتتبعهم ببصري من بعيد، لم أكن أدري ماذا أفعل وإلى أين أهرب فالصحراء واسعة ولا رجال في الحي غيري كان الوقت الذي حطوا فيه ظهيرة والحرارة مرتفعة لدرجتها القصوى، والجميع بمن فيهم أبي في العمل والنساء والأطفال نائمون أسفل المراوح لا يفعلون شيئًا آخر، ولكن لماذا حطت هذه الطائرة على البيداء القاحلة بالقرب من دارنا لماذا لم يذهبوا إلى مكان آخر، هل ينوون احتلال المدينة الخالية من رجالاتها والإستيلاء على الحجريتن والصالة اللتين لأبي، هل يوجد داخل البيت كنز خفي لا أعرفه ولا يعرفه مثلي أبي؟! لا أدري ولكني رأيتهم وتحققت منهم لقد كانوا يحملون.. وكانوا.. وكنت أنا... كان هذا في الماضي لكن صورتهم حاضرة فى ذهنى بقوة كأنهم ينوون ويصموون أن.. البيت وأبي.. الحجرتين والصالة لقد رأيتهم لقد كانوا.. وكنت.. أها آه يا رب ارحمني وتوب عليه من اللي أنا فيه.

المعكوسة الخامسة: "نمت لأكثر من خمسة عشر عامًا":
وبعد أن غادر الجنود نمت أنا وإستغرقت فى هذا النوم العميق لأكثر من خمسة عشر سنة هل هذا معقول؟! هل سيصدقنى أحد إن قلت؟، بل هل سيتقبله أصلًا؟ ولكن ما أقوله وقع حدث بالفعل، نمت ولا أدري كيف ، إني لأعلم تمام العلم هذا فلست بنائم، أن الإنسان الطبيعي تبلغ متوسط ساعات نومه من ست إلى ثماني ساعات، أما وأن يقضي خمسة عشر عاما في النوم في البعد عن الحياة فهذا شيء غريب شاذ!!
ولكنى أتساءل هل كان نومي المديد هذا نومًا طبيعيًا أم أنه لم يكن نومًا بل غيبوبة غيبتني وشلت عقلي ومنعت الحركة عن أطرافي؟! ربما قد يكون الأمر هكذا ربما لا أدري ولكني كنت أحيانا أستيقظ وأذهب إلى الأماكن التي أعرفها، وأتعرف إلى الأشخاص أحيانا وأحيانا أخرى لا أعرفهم، كنت أتكلم أنطق الحروف وأخرجها بلساني، فهل كانت هي إذا لا غيبوبة وإنما نصف غيبوبة، ربما لا أدري ولكني أخيرا استيقظت، أصبحت متيقظًا منتبهًا إلى كل ما هو حولي من شخوص وحاجات أراهم جميعا بأحجامهم الطبيعية، حقا حدث ذلك أخيرًا، استيقظت وإن كان قد فاتني ما فاتني من الحياة، لكن لا بأس لأتغاضى عن هذا لأتغاضى عن ما لي أريد فقط& أن أفهم لأحاول أن أصل للسر، ولكن ما هوالسر الذى أنشده أهو سر الحياة ام سر الموت؟ آه يا رب ارحمني وتوب عليه من اللي أنا فيه.

المعكوسة السادسة: "نفس المشهد":
وبعد إستيقاظى لا زلت أتذكر هذا المشهد الواقع أمامي الآن نفس الموقف نفس الأشخاص نعم كل شيء هو هو لم يتغير وكأنه يرفض التغيير، من الذي وضع هذا بجوار هذا ؟ من المخرج الذي رتب المشهد ودققه على هذا النحو؟، من قال للكومبارس والممثلين أن يعيدوا المشهد مرة أخرى أمامي؟، أيوجد أحد خلف الستار يأمرهم بذلك؟ إنهم ينظرون إلى، ينتظرون مني أن ألقي دوري، أن أتلو كلمات المشهد، ولكني لن أتكلم، سأصمت، أوه، لقد تحرك لساني غصبًا عني، لقد قلت كل شيء بالحرف الواحد، وكذلك فعلوا هم أنهم يصفقون لي ولكني غضبان منهم، ورغم لعني لهم فإنهم يضحكون، كيف ذلك؟، ما هذا، أنا لن أفعل هذا مرة أخرى، لا لن أعيد تمثيل نفس الدور أو المشهد لأنه وقع من قبل، كفى مللا وضجرا يا هؤلاء، كفاكم، فالمشاهدون قد سئموا ذلك، نعم سئموا التكرار سئموه .. آه يا رب ارحمني وتوب عليه من اللي أنا فيه.

المعكوسة السابعة: "شبحي":
نعم أنا هنا أيها البشر المحيطون، نعم أنا هنا أتكلم لتنصتوا وتنتبهوا، فسأتلو عليكم قولًا عظيما أفٍ لكم كيف لا تراعوا لي وأنا منكم؟! كيف تستنكرون هذه اليد التي ألوح لكم بها؟!
إنظروا إليها فها هي في الهواء تترنح وتشير إليكم، هل ترونني أو تروها؟! يبدو أنكم لستم هنا، لستم معي، كيف هذا؟! ولكنكم تحدثون أنفسكم منتبهين لحديثكم! أنا أسمع جيدًا ما تقولونه! تتجادلون في أمور السياسة! ما أقبحها، وأقبح من يمارسها، ألا تكفون عنها يومًا وتلتفتون للعمل! إنه أولى، أعتقد أنه.... نعم لأنه أيضًا.... نعم كلامي صحيح مائة في المائة، إذًا فلتأخذوا به، ودعوا كلام هذا الرجل الآخر هذا الرجل الواقف هناك أعلى الجبل، صدقوني إنه كاذب أنا أعرفه، إنه متلو وكل يوم هو بوجه، بينما أنا ثابت خذوا برأي خذوا به ، أفٍ لكم مرات ومرات أتتركوني من أجله أيها السفلة أيها الحمقى والمغفلون، أنا هنا اسمعوا اسمعوا ليس أمامكم ولا أمامي من وقت.. ألا تريدون ذلك؟! إذًا فلتذهبوا للموت اذهبوا للخلف أذهبوا أجمعين، وسأذهب أنا إلى الصحراء بيتى وإلى النوم سأذهب إلى الأشياء التى لا تعقل سأذهب نعم إنى ذاهب، إنى عائد،عائد،عائد.
آه يا رب ارحمني وتوب عليه من اللي أنا فيه.

&