&

"شيء من الوفاء إلى زين العاشقات"

لست يافعا بالقدَر الذي أصول وأجول&
في مدن الأنوثة المزدحمة بما هو ممتع ومتعب معا&
ولست عجوزا مع إنّ خطواتي تقترب من عتبة السبعين &
من قال ان هزيمتي ستكون ماحقة منكرة
مع امرأتي الفاتنة ! !
لحظة لقيتها تلوّح لي مهللةً لقدومي
تقدّم لي مكامن جمالها السالف&
على طبق من خزَفٍ امّحتْ صبغـتُه
لكننا قادران على إعادة الحياة اليه
نصقله ونعيد فخارَهُ&
نُلوِّنُ صفحتَهُ بالزهريّ والأخضر اليانع
نرسم صورتي روميو وجوليت في حواشيه
وفي قعرهِ ملامح لشيرين وفرهاد&
نملؤه تفاحة غير آثمة&
وبقايا عشبةٍ &فلتتْ من فم أفعى " جلجامش "
سنقضمها سويةً
ثم نعلكها مثل قاتٍ يماني يخدّرنا أمَدا&
آنفُ ان نعيش عاما يخنقُ عاما آخر
مثل خزَفٍ يكسرُ بعضُهُ بعضا
أليست الدنيا لحظات وصْلٍ وليالٍ قصيرة&
نهرب بعيدا عن مقصّ العمر الى مخابئ يجهلها
ننتشي وحدنا ؛ &نضحك بتوئدة
ندنو ، نتعانق ، نهزأ من شيخوختنا&
نطلي تجاعيد وجهنا بفرشاة ساكتة&
لا تُصدر حسيسا
نوصي أواني البيت الاّ تُحدث جلَبَةً&
لئلا يسمع المخبرون صرير سريرنا&
غريبٌ أمرُ تلك العيون المتلصصة علينا&
لماذا تترقب خطانا وتطاردنا ؟؟
تثقب آنية الماء المعدّة لسقاء ميسم زهورنا
أيَّ حسـدٍ أتنحّى ، أيَّ لسانِ تنينٍ أتّـقـي
فأنا المسمّى بِلغةِ شفتيها " زين العاشقين "&
لا أتقنُ لغة الشتائم ومناكفات رجال الشوارع
ألأني أنشر رحيق هرمي في مهجعي &؟؟
أهمس بآذان &فتوّتي لتصحو من غفوتها&
على فنجان قهوة من يد حبيبتي
ولقمة سائغة تطعمني إياها&
أيَّ غلظة قلبٍ تتبعني لتُطيح بي&
أنا الأعزل من السلاح
الخارج من معمعان الحروب بأعجوبة
طمرتُ شراستي مذ تعلّقتُ بضفائر معشوقتي
نزعتُ نجاد سيفي من عاتقي وألقمتهُ النار&
ان شئتم ان تصوّبوا سهامكم عليّ
او رميي في البحر غرقا&
سيأكل القرش من حشاشة قلبي
يتعلم طقوس الحبّ المقدسة&
يُسالم الحيوانات الصغيرة ويرعاها&
يؤنس أطفال بلادي الغرقى&
الهاربين من سَقَـر بني جِلْدتهم&
يُطعمهم مما يلقى من أعشاب البحار&
حيث لا دمٌ ولا نزفٌ ولا لحمٌ مقدّد&
في مسالخ الحروب&
في مجازر رعاة الكره &وحائكي عباءات الوقار الزائف
هونا ايها الصائدون من طرائد المتعبين &
أما شبعتم من قنص غزالات غابات الفيافي الخضر ؟!
أنتم لم تفقهوا نصْحَ صانع &" الغورنيكا " :
" لم يزل الهوى فتيّاً فينا ونحن نعبر نهراً بقاربِ الستين "
مافتئ يزحف كالسلحفاة على اجسادنا&
منذ أنْ رسا يخْتُـنا على ضفاف الشيخوخة&
&
&