بغداد:&بعد انقطاع دام اكثر من شهرين عن اقامة المعارض الفنية، احتفت دائرة الفنون التشكيلية بالمعرض المشترك لاربعة فنانين، فيما اكد البعض انه مكرس للفرح وانه جاء ليؤكد الحياة والأمل على الرغم من الخراب والألم.
&افتتح صباح يوم الثلاثاء، معرض المجموعة الرباعية للفن المعاصر& وحمل عنوان (اللوحة إضاءة للمستقبل)، الذي نظمته دائرة الفنون التشكيلية على قاعة عشتار في مركز وزارة الثقافة& لأربعة فنانين هم: أصيل داود سلوم، عبد الباسط الرسام، أمير سعد غضبان ومديحة الكناني، وضم أربعين لوحة بواقع عشر لوحات لكلّ فنان،وعلى الرغم من اختلاف اساليب الرسم بينهم الا انهم تناولوا المرأة& ومعاناتها وتفاصيل حياتها& فكانت دلالاتها واضحة في اغلب الاعمال التي كانت تدعو للتأمل، وقد لفتت اللوحات الانظار لانها امتلكت الوانها واساليبها لا سيما تلك التي استعادت ألق المدرسة البغدادية او كما قيل ان المعرض يستعيد أمجاد الثمانينيات بالفن، وانه متميز بأسلوبه ولونه وموضوعه. وقد اشاد البعض بالمعرض كونه يجيء في ظرف عراقي صعب.&

اراء الفنانين
وقد توقفنا امام الفنانين الاربعة لنتعرف على وجهات نظرهم& في مشاركتهم واساليبهم، فقد اكدت الفنانة اصيل داود سلوم ان سعادتها تكمن في هذا الحضور الكبير بعد غياب المعارض، وقالت: في ظل توقف وركود معارض الفنون التشكيلية اتفقنا ان نقيم هذا المعرض ونشارك فيه احببنا ان نكسر هذا الركود بالاتفاق فيما بيننا وكل واحد منا اراد ان يعطي فكرة او يعلن عن اسلوبه فصار هذا المعرض البديع بتنوعه، فهناك التعبيري والحداثة وكأن المعرض حديقة فيه مجموعة من الزهور الملونة، والفكرة الجميلة هي ان ننجمع معا ونقدم اعمالنا كل حسب اسلوبه.
واضافت: اسلوبي التعبيرية واغلب لوحاتي عن المرأة في مجتمعنا وخوفها على بيتها وزوجها واولادها وعلى كل شيء يحيط بها.
اما الفنانة مديحة الكناني فقد اكدت ان اقامة المعرض في هذا الظرف العراقي الصعب يمثل تحديا، وقالت: المعرض بصورة عامة عن المرأة العراقية ومعاناتها، وهي واضحة من المدرسة البغدادية استخدمت الوان الاكرليك على القماش بقياسات واطارات موحدة، كلها تتناول المرأة وما تكابده في الحياة فضلا عن البغداديات.
واضافت: المعرض يمثل تحديا للظروف التي يعيشها العراق، فمثلما هناك شباب يقاتلون فنحن هنا نقاتل من اجل استمرار الحياة بالوانها الجميلة، والحمد لله ان المعرض نال استحسان الجمهور والمثقفين.
من جانبه ابدى الفنان امير سعد سروره بتواجده لاول مرة في معرض مشترك تنظمه الوزارة، وقال: اعمالي تنتمي الى المدرسة التجريدية الاوربية الرمزية، والغاية من المعرض ارسال رسالة الى العالم من ان العراق بخير وما زال ينبع بالثقافة والعلم والفلكلور العراقي، وان حمامة السلام ما زالت ترفرف في العراق على الرغم من الظروف الصعبة والانفجارات و(داعش) والتهجير وكل شيء سلبي في العراق واننا لا زلنا نعيش فيه ومتمسكون به ونظهر ابداعنا للعالم الذي عليه ان يرى نتاجاتنا وثقافتنا وافكارنا.
واضاف: انا ارسم اسلوبين، اسلوب تجريري واخر واقعي، فلاول مرة اشتغل بالاسلوب التجريدي ولكن عادة ارسم بالواقعي مثل شوارع او بحار او غابات،ولاول مرة اشارك في معرض لوزارة الثقافة واعمالي موجودة في شارع المتنبي وشاركت في الكثير من المهرجانات.
فيما اكد الفنان عبد الباسط الخفاجي ان رسالة المعرض للعالم ان العراق بخير، وقال: في هذه اللوحات افكار وفيها تعابير،فيها طيف وفيها لون ودراسة اكاديمية بحتة واخترت خمسة شخصيات وخمسة مفاهيم تجريدية،فاخترت جواد سليم وشارلي شابلن وفان كوخ وبتهوفن ولوحة الموناليزا،في هذه اللوحات قدمت الوانا ورموزا وفكرا وثقافة وقدمت تاريخا، في هذا المعرض كانت الالوان مدروسة وراائعة وجاءت بنسق جميل ورائع في هذا المعرض وضعت اللون العراقي حيث انني رسمت الموناليزا بطريقة عراقية بالوان بلدنا العراق& واضاف: في هذا المعرض اريد ان اوصل رسالة للعالم ان العراق سيبقى ابد الدهر بفكر وثقافة وفن جميل على الرغم من الجراحات والالم واننا باقون ننتج فنونا من فنون بلاد الرافدين

و جهات نظر في المعرض
كما استطلعنا اراء عدد من النقاد والحضور فيما ضمه المعرض من لوحات واساليب فنية فضلا عن اقامته في الوقت الحالي، فقد اكد الناقد صلاح عباس،رئيس تحرير مجلة تشكيل، انه معرض مكرس للفرح، وقال: يجيء هذا المعرض باعتباره علامة فارقة ومميزة لا سيما اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الظروف العراقية الراهنة حيث الاسى والتدمير والمفخخات، هذا المعرض عبارة عن تلاوين يشع منها الضياء الانساني، اعمال مفعمة بالحيوية والعاطفة، وكل فنان اخذ مداه الاوسع والابعد وكل فنانة لها حيز مناسب، هذا المعرض يجيء تحية للحياة وكمشاركة في زراعة الامل، وهو معرض جيد بكل المواصفات الفنية والتقنية.
واضاف: حاول المشاركون ان يصنعوا اشكالا اخرى مميزة فمنهم من استفاد من الفنون العالمية وفيهم من بقي ضمن حيز الفنون العراقية ومناغمة الحياة العراقية بكل ما تنطوي عليه، انه معرض مكرس للفرح.
اما الفنان الدكتور سمير الموزاني& فقال: تجربة جيدة في الفن النسوي العراقي وهذه تجارب لها جذورها في المدرسة البغدادية& لاسيما لوحات الفنانة مديحة الكناني من حيث وحدة الموضوع وفي تعريق الفن العراقي وهي اضافة جديدة جميلة تبشر بخير.
&واضاف: بادرة طيبة لاسيما في هذا الظرف الصعب والرخو وقد انكفأ الفنانون العراقيون نحو الداخل والقسم الاكبر هاجر خارج العراق وبقيت هذه التجارب تتواصل مع هذا الظرف الصعب وهي مشكورة على تواصلها ويسجل لها علامة مضيئة في الفن التشكيلي المعاصر في العراق.
&&& من جانبها اعربت الفنانة دينا القيسي عن سرورها بما شاهدت من لوحات،وقالت: في المعرض هناك لمسات حلوة، وبما انهم اربعة فنانين فلكل واحد منهم له رؤيته الخاصة لكنني احسست ان هناك انسجام جميل في اعمالهم وكأن المعرض لفنان واحد،احسست ان افكارهم منسجمة ودواخلهم، وممكن ان تكون مصادفة او تكون حسب اتفاق فيما بينهم.
واضافت: ان يقام معرض في ظل الظروف الراهنة التي نحن فيها متعبون نفسيا ولا نستطيع ان نبدع، فهذا شيء جميل خاصة ان التقشف الحكومي شمل وزارة الثقافة والوضع التعبان الذي نحن فيه، هؤلاء الفنانون تمكنوا من اقامة المعرض وتحملوا التكاليف لوحدهم لذلك انا اثني عليهم واتمنى لهم التوفيق.
&& الى ذلك اكد الناقد التشكيلي قاسم العزاوي& اعتزازه بالتجارب النسوية، وقال: تنوعت اساليب الفنانين المشاركين في المعرض& بين المدرسة البغدادية باساليبها المعروفة والمدرسة التعبيرية التي اشتغل عليها امير سعد والمدرسة التجريبية التشخيصية التعبيرية ايضا التي اشتغل عليها عبد الباسط بوجوه شخصيات معروفة ولكن باسلوب تعبيري مغلف بمقاربات تجريبية فيما اشتغلت مديحة الكناني على الحلميات البغدادية باساليبها المتنوعة وكانت الاقرب الى الواقع العراقي بتعدد مواضيعها وثيماتها،فيما الخامات الطاغية على المعرض هي الوان الاكريليك ـفكلهم اشتغلوا الاكرييلك وكما نعرف الاكريليك مادة سهلة سريعة الجفاف وقابلة للتصويب والتصحيح للوحة ليس كالزيت او الالوان الاخرى.
واضاف: على العموم لم ار جديدا في هذا المعرض وانما استهلاك للمدارس الموجودة اصلا، ولكنها مبادرة جيدة بعد انقطاع لشهرين في معارض الفن التشكيلي بسبب الصيف.
وتابع: اي منجز يبشر بالخير والجميل الذي لاحظته ان بعد 2003 الى الان وبعد ان كان عدد الفنانين على عدد الاصابع نرى الان اكثر من 150 فنانة ومنهن هاتان الفنانتان اللتان لفتا الانظار الى رسوماتهما.

&