&

اثار منح جائزة نوبل للمغني الاميركي بوب ديلان جدلا واسعا في الوسط الثقافي العراقي مستغربين استخفاف لجنة نوبل بالاداب ومنحها لمغن!!.
& منذ ان اعلنت سكرتارية لجنة نوبل خبر فوز المغني الاميركي بوب ديلون بجائزة الاداب حتى تباينت وجهات نظر العديد من المثقفين العراقيين ما بين سعداء وغاضبين ومستغربين ،حتى مع معرفتهم بمحاولة اللجنة في ديباجة التعريف بالفائز بتقديم صورة (ديلون الشاعر) على (ديلون المغني) في تبرير هذا الفوز ، وقد بالغت سكرتيرة اللجنة الدائمة لنوبل التي اعلنت النتيجة انها وضعته في مصاف مافعلته (سافو)الشاعرة الأغريقية قبل الميلاد ..، ورأى السعداء انه يستحقها لكونه قدم اغنيات معارضة لحرب فيتنام ومسألة الحقوق المدنية وغير ذلك فضلا عن اعتقاد البعض انه اختيار رائع كونه سيعزز توجه لجنة جائزة نوبل نحو الموسيقى ،فيما رأى الغاضبون ان الأسباب السياسية هي التي وقفت وراء هذا الفوز ،وبرر هذا البعض ذلك بانموذج من شعره وتمجيده لاسرائيل:
(نعم، "فتوّة" الحي مجرد رجل.
يقول أعداؤه إنّه يحتل أرضهم،
وهم يفوقونه عددا : مليون مقابل واحد.
فلا يمكنه الهروب أو الركض إلى أي مكان.
إنّه فتوة الحي.
(.....)
كل إمبراطورية استعبدته زالت ،
مصر وروما، وحتى بابل العظيمة.
وها هو قد صنع من رمال الصحراء جنّةً...)
&
&مفاجأة وصدمة
فقد استغرب الكاتب طاهر علوان منح الجائزة لديلون متسائلا : وهل يحتاج مغنٍّ اسطوري اميركي فاحش الثراء كبوب ديلان الى جائزة نوبل ؟ ، وقال :مشاهير تصنعهم مؤسسات العلاقات العامة والترويج وتبيعهم في الاسواق بملايين ومليارات الدولارات وتجني من ورائهم ارباحا طائلة .&
&واضاف:هل يقارن ديلان مثلا بتتويج الكاتب الكيني المناضل نغوغي وا ثونغو المرشح للجائزة اصلا ؟ او ترشيح الالباني اسماعيل كاداري او قدري ؟ او الياباني موراكامي او الفرنسي - التشيكي الشهير ميلان كونديرا او غيرهم من عمالقة الكتّاب الذين حفروا تاريخهم في ضمائر البشرية ..؟
وختم بالقول : صدق من قال ان اوساط الجائزة اخذتهم المفاجأة الاقرب للصدمة ان تسند الجائزة لمغني وليس لكاتب وهو ما لم يحصل منذ قرابة قرن من الزمن .
&
مقتا وخزيا
اما الشاعر جواد غلوم فقد اسنغرب هو الاخر ذلك قائلا : اعجب ان تمنح جائزة نوبل للاداب لمغنٍ ولو كان واسع الانتشار وكاتب كلمات اغاني .
وتساءل :هل اصبحت الاغاني ضمنا من صنوف الادب وودّعت الفن الى غير رجعة لانه بلا نوبل ،ام ان بوب دايلون بكلمات اغانيه يمجد اسرائيل ويتذكر بابيلون .
&واضاف:مقتا وخزيا وأفّا بنوبل ورعاتها وكل الجوائز القائمة على الاعتبارات السياسية والمالية ، حقّ للبعض ان يكفر بالادب واكتابة اذا كانت المعايير بهذا العرج والاعوجاج البذيء.
&
نوبل تغرد خارج السرب
فيما اكد الكاتب رضا الأعرجي ان نوبل تغرد خارج السرب..!!، وقال : أعلنت الأكاديمية السويدية فوز المغني الأمريكي الشهير بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب لعام 2016، وبررت استحقاقه الجائزة لأنه "أوجد تعبيرات شعرية جديدة في الأغنية الأمريكية التقليدية".يا سلام!!
واضاف : منذ سنوات، والأدباء الأمريكيون يعربون عن استيائهم لتغافل القيمين على الجائزة عن أدباء أمريكا، إذ ذهبت آخر جائزة إلى الولايات المتحدة عام 1993 وكانت من نصيب الكاتبة السوداء توني موريسون، فهل سيرضيهم فوز ديلان بالجائزة التي انتظروها طويلا؟&
وتابع : لقد اعتدنا، في كل عام، على إثارة موجة عارمة من التكهنات تغذي بشكل رئيس مشاعرنا النرجسية والقومية، عدا الفضول الدائم للاكتشاف، والرغبة في فوز من نحب.كانت الجائزة حتى اللحظات الأخيرة محصورة بين ثلاثة أسماء: الأميركي فيليب روث، والياباني هاروكي موراكامي، والسوري أدونيس.ولأن عواصم الغرب ضد النظام السوري، ولأن المعارضة السورية حسبت أدونيس على النظام، ولأن الجائزة مسيسة، كانت حظوظ أدونيس منعدمة للفوز بها.
وحتم بالقول ساخرا : نصيحتي للأدباء العرب الذين يتطلعون إلى "نوبل" أن يتعلموا العزف على إحدى الآلات الموسيقية على أن لا تكون آلة العود المشتبه بأنها عربية الأصل.
&
يستحق الجائزة&
من جهتها اكدت الفنانة سحر طه على استحقاق ديلان للجائزة، وقالت :بوب ديلان اخيراً نال جائزة نوبل وهو الذي استحقها منذ بداياته في الستينات. ذلك انه الشاعر والمؤلف الموسيقي والمغني الذي نقل الموسيقى الشعبية المدينية في نيويورك والولايات الاخرى، إلى العصر الحديث لموسيقى الروك.
واضافت : بوب ديلان (كان اسمه لدى ولادته روبرت زيمرمان، يهودي اعتنق المسيحية ثم الاسلام) ثبّت مركزه أولاً كمغنّ ومؤلف أغان في مجال الموسيقى الشعبية المدينية في مدينة نيويورك. كانت أوائل ستينات القرن العشرين فترة نمو وازدهار للموسيقى والأغاني الشعبية المدينية. وكان أفراد جيل طفرة المواليد قد بلغوا سن الدخول إلى الجامعة وأظهروا نفس الاهتمام والوعي الثقافي والسياسي كبوب ديلان، ومثّلوا مجموعة متزايدة من المستمعين للموسيقى الشعبية المستندة إلى التقاليد والأغاني المؤلفة جديداً حول قضايا (كالحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، وتجارب وتكديس الأسلحة النووية، والتمييز العنصري).
وختمت بالقول : شكراً جائزة نوبل فللمرة الاولى ينالها موسيقي الى جانب كونه شاعر.

مسألة فيها نظر
من جانبه قال الشاعر ابراهيم البهرزي : ان يفوز المغني والملحن وكاتب الأغاني بوب ديلان بحاؤزة نوبل ......للسلام امر يشعر بالغبطة واستحقاق عن جدارة شانه شان الموسيقي ياني مثلا لو منح هذه الجائزة لما لهما ( وربما اخرين غيرهما)من دور في جعل الموسيقى. والكلمة المغناة اداة للتواصل السلمي بين البشر واشاعة روح المحبة والمرح والخير والسلام وهي المطامح المعلن عنها في غايات نوبل الجائزة،اما ان يمنح جائزة نوبل للاداب فأظنها مسالة فيها نظر ، باعتبار ان نوبل الآداب. تمنح للمبدعين في مجال الأدب. لكفاءتهم الفنية وعبقرية إبداعهم ، العبقرية الحرفية اعني .
واضاف : فهل (كلمات) الأغاني التي كتبها ديلان أفضل من الناحية الأدبية والفنية من (كلمات)ً المرشحين الآخرين. مثل ميلان كونديرا ونغوغي واثغنيو وفيليب روث و.... بقية الأسماء المرشحة ؟
وختم بالقول : بوب ديلان ظاهرة إنسانية رائعة في مجمل إنجازها وسيرتها ولكنه ليس أديبا بمعنى هذه الكلمة التي. وضعت معايير نوبل الآداب لاجلها.
&
&يستحقها&
اما الشاعر مازن المعموري، فقد استغرب من استغراب البعض بمنح جائزة اداب نوبل لديلون ، وقال :لا أدري لماذا يعتقد أغلب الأدباء العراقيين والعرب أن الشاعر يجب أن يحمل صورة أدونيس أو محمود درويش أو سعدي أو ... !.
واضاف: إختيار بوب ديلان لجائزة الادب صحيحة جدا برأيي الشخصي , لسبب مهم هو إن صورة الشاعر أو الادب المعاصر ليست هؤلاء ببساطة ..
وتابع : دائما ما نضع مثالا صارما لإبداع معين سواء شعر او قصة او مسرح وفي النهاية نجد أنفسنا خارج التغطية وان العالم في مكان اخر
&
استخفاف بالعقل الثقافي
فيما رأى الناقد علي حسن الفواز ان فوز بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب استخفافٌ بالعقل الثقافي، وقال : يبدو أن العالم المحارب جدا يحتاج الى مٌغنين أكثر من حاجته للشعراء وأصحاب السرديات...
واضاف: وبقطع النظر عن تبريرات لجنة الجائزة، إلّا أنها حاولت أنْ تصنع المفارقة، وأنْ تؤسس للإحتفاء بالثقافات الشعبية، بما فيها ثقافة الأغنية التي أشاعها بوب ديلان منذ نصف قرن بوصفه ممثلا للمزاج الأمريكي..
&
موسيقاه وكلماته
& & &من جانبه قال الاعلامي رائد جبوري :قبل سنوات طويلة سألني زميل أميركي لماذا ما تزالون تغنون وتسمعون بوب ديلان في الشرق الأوسط. أجبته بأنني اعتقد بان المواضيع السياسية (تحديدا معارضة حرب فيتنام ومسألة الحقوق المدنية) التي اثارها بموسيقاه واغانيه ما تزال حاضرة هنا بينما ربما نسيتها الذاكرة الأميركية المتهمة دوما بأنها ضعيفة (اقول متهمة لان في هذا تعميم فأميركا كبيرة ومتنوعة).
& واضاف: ربما تركزت معظم شهرة بوب ديلان بمرحلة الستينيات وارتبطت بجيلها الا ان موسيقاه وكلماته حازت على اهم جائزة اداب في العالم. فوزه جاء تذكيرا بصوت المعارضة والاحتجاج والامل داخل المجتمع الاميركي وفي كل العالم.
&توضيح عن نوبل
الى ذلك اوضح الروائي علي بدر عن نوبل و جائزته قائلا :عملت في العام 2006 على سلسلة نوبل في دار المدى، وكتبت دراسة مطولة عن الحاصلين عليها من العام 1901 رينيه سولي برودوم إلى العام 2006، وقرأت عددا كبيرا من نتاجاتهم، واطلعت على الكتاب الذي صدر في 1994 عن المداولات الخاصة بلجان التحكيم، وطريقة الترشيح، وبحثت أيضا في حياة نوبل نفسه.&
واضاف :وقد هالني قيمة بعض الحاصلين عليها الذين لا يرتقون إلا إلى مكانة متواضعة في زمانهم. وتأكد لي ثلاثة أشياء، أن نوبل لا يؤمن بالسلام، إنما يؤمن بتوازن الرعب عن طريق تكديس الأسلحة لدى كل طرف، وكان يسخر من صديقة له فرنسية كان لها جمعية للسلام. أنه فكر بالجائزة لحرمان أولاد أخيه من الأرث لأنه لم يتزوج وليس لديه أولاد، وقد كدس ثورة طائلة بسبب صناعة الديناميت.
&وتابع: أن الجائزة ...وهذا هو المهم...ليست للكاتب الأهم، إنما لكاتب بذل جهده ولم يحصل على شهرة كافية أو على مال كاف.
&