لتسمحي لي هذه المرة أن أكون أنانيًّا تمامًا
وأن أشربَ من النبع البعيد وحيدًا
من دون رفقة غمامة أو طائر ضليل
سأترجمني هناك
بلا ضفتين
ولا أنهر تزيد من رقرقة البعاد

كل شيء سوف يبدو طبيعيا تماما
يدي من دون حواس
الهواء الذي يتكدس من حولنا كشهقة نافرة
الكلمات التي لم تنطق بعد
خيارنا الكلاسيكي باستعمال المناشف
الصباح الذي يعمل بأقصى طاقته لتسريع نبضات الضوء
عيد الجلوس على العطر المختبئ بأعماقنا لوردتين
المصافحة الذهبية التي قد تتمُّ قريبا
ما بين حفيف مسامي وجحيم مسامك !

لتسمحي لي هذه المرة أن أكون أنانيًّا تمامًا
لن أدعو أي طائر ليقاسمني سنبلاتكِ
تعبتُ من الكرم العاطفيّ لذوي الأجنحة ولم ينقروا لو قصيدة واحدة
رصعتها على شفتيك
لن أقول للفصول الأربعة رتبي لي فصلا خامسًا باتجاه حشاشتك
ولن أجعل الماعز يثغو
أو الفراشات تصلي للضوء
أو الأفاعي تمارس فحيحها العذريّ
أو الأغربة ترمم أتربتها
أو الشوارع تدلل مصابيحها
أو السيارات ترقص على سيقانها الأربع
سأخترع إيقاعا آخر للحياة
أطرزه باسم آخر قبلة
مرت على ذهن الحقول&

سوف ألمسُ برقًا فيك كما ينبغي&
لعاصفة مدوية من الحنين
سوف أقول لأصابعك : أنت نجماتي العشر
ليديك : دثريني بموعظة
لحمامك القابع على الصدر لا تطرْ تماما
لخرافاتِ الليل على أهدابك: كوني غرفتي
للحاجبين المشقّرين بشراهة: تقدما من صلوات خطوطي
للعينين: لا تتنازلا عن ذبحي طوعًا أو كرهًا
لحدائق الورد على الوجنتين: ازرعنني بالسراب لأشقى على جمرة&
للشفتين الصاهلتين: الجحيم ليس جوابًا نهائيًّا للذة الضائعة
ولك: اتركيني على بواباتكِ عاريًا مني لأصهل أكثر !