&
وتقول إن النازحين العرب، خلال النزوح واضطرابات الهجرة، وهم يصلون منهكين الى الضفة الأخرى بحاجة الى أيدينا تمتد لهم. وما كانت لتقل ذلك لو لم تمر بنفسها بالطرق التي سلكها هؤلاء ومازال يسلكها القادمون من الشرق.
&معظمهم عراقيون!!&
تنشط الجالية العربية العراقية في مآوي الهجرة نشاطا فنيا ملحوظا يكاد يبز حال الجاليات العربية الأخرى والتي في معظمها ما يقتصر على الأعراس والدبكات والغناء من دون ابراز الطاقات الفنية والأدبية. ففي هيوستن \ امريكا، على الرغم من وجود مركزا ثقافيا عربيا تؤازره مراكز ثقافية قطرية لكل جالية تقريبا فمن النادر أن نرى نشاطا فنيا أو أدبيا فيها.& بينما نرى الجالية العراقية تنشط نشاطا ملحوظا من تقديم معارض فنية وقراءات ادبية تحمل طاقات فنية عالية ومخزونا وجدانيا يبهر الزائر.&
منذ سنتين افتتحت العراقية "سلوان توماجيان" في هيوستن مركز "P.E.A.C.E. "& وهو عبارة عن دارة كبيرة وذلك لمد يد العون الى اللاجئين الجدد القادمين الى هيوستن تساندها "د. رند عمران" وذلك لفتح الابواب أمامهم وتأمين حاجاتهم ودعم الموهوبين منهم ثم وصلهم مع أقنية المدينة الفنية، وقد أقامت عددا من المعارض والنشاطات كان أخرها معرضا فنيا تشكيليا لمدة ثلاثة أيام للعراقي التشكيلي فائق حداد تدفق خلالها الزائرون وأغلبهم كان عراقيا. كانت الصالة غارقة بالزوار الذين جاؤوا يحملون الحنين وذكريات العراق وثقافته التي لن ينسوها متجذرة في أعماقهم وهم في الواقع لا يقيمون في البلد الأجنبي بل يقيمون في العراق العائم الذي أمتد كبيرا وطاف يغمر بقاع الأرض.&
كأن الزورا جاؤوا ليس من أجل الفن ولا من أجل اللوحات بل من أجل لقاء العراق، أصواتهم المرتفعة ماكنت أعرف لها تفسيرا سوى أنها لهفة لقاء ومحبة دفنتهما آلة المدينة الأمريكية، تسألت لو أن المكان مكان لاتين أو أمريكان لوجدت الزوار صامتين يتأملون الأعمال الفنية ويتنقلون بينها بخفة وسكون مع موسيقى هادئة تضفي على اللوحات غطاء خلفيا سحريا.&
في الفيديو المرفق يقدم الفنان فائق حداد نفسه ويشرح عن أعماله ويقدم الفنان العراقي إياد فاضل كلمة نقدية عن العمل كله ونعتذر عن شدة الأصوات التي كادت تغمر صوت المتكلمين، كنا نظن أننا سنجد المكان هادئا ساكنا لكن الوجد والحنين وصور الفقد كانا السبب وراء هذه الضجة التي لا تحمل إلا معنى إضافيا عما يخالج النفس المعذبة المهجرة.
حولت الفنانة "سلوان" مركز& PEACE& الذي كان مجرد غرف وصالة خاوية الى قطعة فنية تروي التراث والأصالة صنعها الحرفيون المهاجرون وسيشعر الزائر أنه قد عاد الى زمن سحري، ربما أطياف ألف ليلة وليلة، الى الدار العربية التي كانت قبل مائة عام وأصلا امتدادا للعصر العباسي. وتبذل معها د. رند عمران جهدا ملحوظا للتقريب بين الفنانين والموهوبين ومنحهم الأمل ودفعهم للإنطلاق والإنفتاح على العالم الآخر المتلهف لسماعهم ورؤيتهم.&
&&
&
التعليقات