مسرحية حبوس ضمن عروض مسرح الشارقة للمسرح الخليجي ،تأليف صالح بن علي أل زمانان وإخراج نوح الجمعان وفرقة الوطن المسرحية السعودية، النص مبني على لعبة السجن ربما سجن الذات ،نسج اللعبة بلغة فلسفية الشاعر والمؤلف صالح زمانان،شارك في لعبة الفرجة ثلاث شخصيات سجين ،وسجان والنادل،وشخص اخر،وتداخل الكوريكراف وشبه الاجساد المحبوسة مابين المطاردة والهزيمة في ركح شبه مغلق &غارق بالاسئلة الفلسفية ،وتشكيل الجسد عبارة عن حبس،يتحول المكان الى مقهى لحوار فلسفي مابين السجين والسجان عندما تتحول النفوس البشرية الى حالة إنغلاق بسبب فقدان الامن وشبه الحياة الروتينية تسود لغة الهموم مع عبثية الواقع وديماغوجية الواقع وضبابيتة ،وحوار السجان العبثي عن طريقة الحقن بالفيروسات في مختبر العجائب، ودخول النادل واستفزازه للسجان،اشتغل المخرج على لعبة الاسئلة المحيرة والسجون المخيفة ،ومصير السجين المحزن،وتكتمل صياغة اللعبة المسرحية مابين السجان والسجين واهزوجة الدانة والفلكلور الراقص، ولعبة اللافتات البضاء والسوداء والقضبان تداخلت بشكل هارموني مع أزياء السجان والسجين، وفلسفة &التخاطب حول موضوع الكأبة والحنين ، ولغة المسرحية قربتنا من كتاب مسرحيات العبث مثل الحنين والالم والحصار والحزن ، وسايكولوجية ضياع الانسان ومحاولته التحرر من سجن الاحلام . استطاع المخرج نوح الجمعان خلق روح الفرجة والمتعة وكسر حاجز الخوف وتمزيق الستائر المظلمة وتحقيق عوامل الفرح ، وإزالة الملل وحالة التثاؤب لدى المتلقي،وادخلنا في لعبة السجون ، وكانت السينوغرافيا منسجمة مع أداء الممثلين ، عشنا سجن الذات والحياة العادية ، والعرض حافل بلغته النقدية والفلسفية وضبابية الحياة ، والنص جريئ وعميق من الناحية الشاعرية ، وظف المخرج إيقاع الفرجة المسرحية &واستخدام الدلالات لعبة المقاعد والسجن وتبقى لغة الذات &وفكرة الحبس وعملية التناغم مع السينوغرافيا وتفجير الفضاء المسرحي .
إنحازت مسرحية حبوس الى لغة مسرح العبث ، من خلال تحقيق &الصدمة للشخوص وخاصة السجين وتجاوز حدود حياته اليومية والتقليدية، واستخدام لغة السخرية في بعض الحوارات، وخلقت اللغة حواجز مابين النفس والحقيقة أي مسرح مشاكس, الحوار فيه يبنى على مونولوج داخلي ، أحيانآ يسود الصمت والحوار مبتور في موضوعه، &إن عملية الاحساس بالحرية تحت مسميات وستار المجانين والمساجين، &هذا المسرح هو مسرح المواقف وإستخدام الرموز ، والنص يتجاوز حدود المسرح التقليدي.

فرقة الوطن المسرحية في المملكة العربية السعودية
تأسسست الفرقة سنة ٢٠١٦ وقام بتأسيسها المسرحي نايف معين البقمي،وإتخدت من الوطن إسمآ لها،لكي تتيح المجال والفرص لمشاركة جميع مسرحيي المملكة العربية السعودية في هذه الفرقة، وإتخدت من العاصمة الرياض مقرآ لها، وكان أول إنتاج مسرحي لهذه الفرقة هي مسرحية تشابك وهي من تأليف الكاتب المسرحي السعودي فهد ردة الحارثي، وإخراج الاستاذ أحمد الاحمري، وتمثيل سامي الزهراني، وعبدالرحمن المزيعل ، حصلت هذه المسرحية على أفضل عرض في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في دورته الثانية،وكذلك على أفضل نص ، وأفضل ديكورفي نفس المهرجان،وكما حققت أفضل عرض، وأفضل إخراج ، وأفضل ممثل عبدالرحمن المزيعل ،وأفضل ديكور ،في مسابقة سوق عكاظ المسرحية، وفي مهرجان أوال المسرحي في بمملكة البحرين حققت أفضل إخراج،وأفضل ممثل عبدالرحمن المزيعل، وفي مهرجان الجنادرية المسرحي حصلت المسرحية على جائزة أفضل عرض، وأفضل إخراج ، وأفضل نص،وأفضل ممثل عبدالرحمن المزيعل وسامي الزهراني. وقدم العرض في عدة مدن سعودية في الرياض والدمام والطائف.

عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي السويد