كتابة - إيمان البستاني

هي ميشلين ريسكو، الرسامة الفرنسية الرومانية الأصل، كانت عشيقة (جون جوزيف بيرشنغ) الجنرال في القوات الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى، وقائد للقوات الأمريكية والحرب الأمريكية الإسبانية الحرب ضد الهنود الحمر.
قضت زوجته وإحدى بناته في حريق بمنزلهم في سان فرنسيسكو، حادث فقده لمعظم أسرته كان له تأثير الصاعقة عليه وهو المعتاد على حياة خشنة كقائد لمليون جندي يدخل ويخرج بهم من حرب الى اخرى
بعد عامين من تلك الصدمة الرهيبة، كان بيرشينغ في حفل استقبال وألتقى بميشلين الجذابة وكانت ترطن بإنجليزية مكسّرة وقد تحدث معها عن طريق الإشارات إلى أنه يرغب في رسم لصورته
قامت بتعلم اللغة الإنجليزية من أجل حبيبها، وبعد انتهاء الحرب في نوفمبر 1918، تبعت ريسكو بيرشينغ إلى الولايات المتحدة، حيث كان العالم يُنظر إلى الجنرال يومها كبطل قومي، قسمت إقامتها ريسكو بين مدينتي نيويورك و واشنطن العاصمة
على الرغم من أن علاقتهم بقيت سرية لعامة الناس وعلى مدى 30 عاماً، ألا أن ريسكو التقت بالعديد من أفراد عائلة بيرشينغ، ولا سيما ابنه وارن وأخته جيسي جاكسون بيرشينغ
في عام 1946 تزوجا أخيراً ريسكو وبيرشينج من قبل كاهن كاثوليكي وكان عقد قرانهم في مستشفى والتر ريد، حيث كان بيرشينغ يتعافى من سكتة دماغية أجبرته البقاء في المستفى لمدة 7 سنين، وأستمر زواجهما سنتين فقط بعدها توفى الجنرال عن عمر ناهز 88 عامًا، عادت بعدها ريسكو إلى باريس
أما حكايتها كرسامة تبدأ قبل عام 1922 بكثير وأثناء أقامتها بباريس ألا أن حكاية رسمها لبوتريه الجنرال بدأت عندما فازت ميشلين ريسكو بمسابقة خصصت لتكريم الجنرال على شكل رسم بورتريه له، والتي حضرها 160 فنانًا من خلال الصحافة الأمريكية، كشفت ريسكو أنها كانت معتادة على رسم بورتريهات لشخصيات مهمة وكان ضمن زبائنها (المارشال فرديناند فوش) رئيس الأركان الفرنسي وقائد قوات الوفاق في الحرب العالمية الأولى وملك يوغوسلافيا (ألكسندر) والملك (فيصل الأول ) ملك العراق
أما قصة قيامها برسم بورتريه لجلالة ملك العراق (فيصل الأول ) رحمه الله، يرجح أنه ألتقاها في باريس في مناسبة وقامت برسمه بطلب منها لكون هكذا عمل يأتي بمبادرة من الفنان الباحث عن الشهرة ويستبعد أن يكون العكس حيث أشتهرت ريسكا برسم شخصيات مهمة والبورتريه حسب تفاصيله يبين أنه تم على عجل دون أن يستغرق وقتاً طويلاً كما هو حال بعض البورتريهات وهذا ما يناسب شخصية الملك و ظروفه، وخاصة أنه قد تم تنفيذه بفحم أسود وألوان مائية وقلم رصاص على ورق بحجم (33.5 × 21.7 سم) موقع ومؤرخ من قبل الفنانة في أسفل الجهة اليسرى، بالإضافة إلى توقيعها بتاريخ 1919 ألا ان البورتريه حمل توقيع جلالته في أسفل الجهة اليمنى، العمل مؤطر ومحفوظ بزجاج لأنه غير منفذ بزيت
تقول ريسكو واصفة سلوك ألشخصيات أثناء رسمها لهم قائلة : إن الأشخاص المشهورين قليلو الحماس ويظلون أكثر استرخاءً للكرسي عندما أرسمهم
البورتريه معروض في مزاد سوثبي في لندن بسعر أولي يعادل (15,000) جنيه أسترليني، عثرتُ على البورتريه صدفة وبحثت عن خلفية الموضوع ومن هنا جاء المقال لعناية أنظاركم