صدر حديثاً، عن المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر، كتاب: (عشياتُ الحِمَى)، وهو سيرة ذاتية، خصصها كاتبها د. حمد البليهد لتدوين مرحلة الطفولة، بلغة سردية شاعرية، محاولاً الإمساك ببعض ظلال الأحداث التي ذابت في مجرى الزمن، مستعيناً بذاكرة الروح، وقوة المخيلة لتجميع فتات الوقائع الصغيرة، وإعادة تركيبها وعيشها بكلّ ما فيها من مشاعر وهواجس وذكريات.

وتمتاز هذه السيرة، أولاً: بلغتها السردية الجميلة الجريئة التي قُدّمت بها الأحداث والرؤى، عن طريق الإعلان والانتقاء تارة، والإخفاء والحذف تارة أخرى؛ بحثاً عن حريَّة نوعيَّة تقترحها الكتابة أمام إكراهات الواقع، أو أحكامه ومواضعاته، وثانياً: أنّ هذه السيرة خُصصت لمرحلة الطفولة، وهذا النوع من السير الذاتية قليل في الأدب العربي، وكما يقول الدكتور: صالح معيض الغامدي أستاذ الأدب العربي في جامعة الملك سعود، والمتخصص في دراسات السيرة الذاتية: "ربما تكون مرحلة الطفولة من أمتع المراحل التي يسردها كاتب السيرة الذاتية قراءة، ولكنّها قد تكون من أصعبها كتابة".