مسرحية "الحلم" لستريندبرج هي ذاث ثيمة ملائمة للظروف الإنسانية. عندما تنزل ابنة الإله إندرا بين البشر لتكتشف كيف يعيش الناس.
كتب الكاتب السويدي أوغست سترندبرج المسرحية سنة ١٩٠١ لم تتغير حياة الناس منذ ذلك الحين. قام المخرج السويدي ماتياس اندرسون بتفسير حديث لمسرحية "الحلم" بمعالجة اخراجية لها علاقة بالوقت الحاضر.
المسرح يحتوي على جدار من الصفائح المعدنية كخلفية، والناس بملابس معاصرة وخلفية متعددة الثقافات، كما تبدو الناس في المدن الكبرى في عالم اليوم المعولم. حاول المخرج تفكيك النص وفق تفسيره الجديد وتغيير أجزاء من نص سترندبرج، وقدم اقتباسات وثائقية من قبل أشخاص قابلتهم عالمة الأنثروبولوجيا الاجتماعية كريستينا أولغرين.

في رحلتها على الأرض تلتقي أغنيس ابنة إندرا بأشخاص يعانون، وأشخاصًا يخدعون أنفسهم بالسعادة والوهم، وأشخاصًا يعيشون على أمل كاذب، وتختبر الحب الذي سرعان ما يغرق بسبب الفقر تقول أغنيس: "ليس هناك الكثير مما يجعل الناس سعداء، وعادة ما يكون حلم السعادة هو الأفضل. إبتكر المخرج ماتياس أندرسون هجرة اللاجئين الى اوروبا بسبب الحروب والكوارث، مسرحية "الحلم" هي واحدة من صور القلق للإنسان. غامر المخرج في جعلها معاصرة للغاية، بحيث تفقد الدراما الأسئلة الوجودية، لقد نجح المخرج في تحقيق التوازن بشكل ممتاز، وتضخيم القلق الوجودي إلى حد ما من خلال انعكاسه في عالم اليوم العنيف، يبدو أن غالبية الأشخاص الذين يشعرون بالأسف هم لاجئون، وأشخاص من دول أخرى يفرون من أوطانهم الاصلية وهنا في العالم الغربي توجد مشاكل إقتصادية عديدة بسبب البطالة.
مسرحية "الحلم" مثيرة التي أخرجها ماتياس أندرسون أصبحت واقعية تمامًا لأنه جردها من العبثية ووضعها في سياق معاصر. نُشرت المسرحية في عام ١٩٠٢ ويمكن اعتبار المسرحية بالدراما التعبيرية "في مقدمة المسرحية كتب اوغست سترندبرج" الزمان والمكان لا وجود لهما على خلفية غير مهمة للواقع يدور الخيال ونسج أنماطًا جديدة؛ ينقسم الناس ويتضاعفون لكن الوعي فوق كل شيء، ما يسمى "تقنية الحلم" يعتبر ستريندبرغ جنبًا إلى جنب مع الدائرة المحيطة بمسرح آبي في دبلن وموريس ميترلينك أحد الشخصيات الرئيسية في فن المسرح الحداثي.
أطلق ستريندبرج على مسرحية "الحلم": "إنها أكثر دراما محبوبة". عُرضت المسرحية لأول مرة في المسرح السويدي في ستوكهولم في عام ١٩٠٧ مع الممثلة هارييت بوس بدور"الابنة". وتعتبر مسرحية الحلم أهم وأشهر مسرحياته الأخيرة لأنها تقدم لنا خلاصة اهتماماته الفكرية وتقدم لنا صورة للشكل الدرامي عنده الذي كان المثال الذي احتذاه كُتاب المسرح غير الواقعي الذين جاءوا من بعده وخاصة أتباع التعبيرية في ألمانيا. في هذه المسرحية حاول المؤلف أن يحاكي ما يبدو منطقياً ولكن غير مترابط في شكل الحلم فكل شيء ممكن الحدوث وكل شيء ممكن ومعقول، ولا وجود للزمن والمساحة. والأحداث تدور على أرضية غير واقعية، الخيال هو الذي يخطط للأحداث وهو الذي يعطيها صورها المعقولة وغير المعقولة. إن الوعي الذي يسيطر على كل شيء هو وعي الحالم، وأمامه لا توجد أسرار ولا تناقضات ولا تحفظات ولا قوانين هذه هي طبيعة الحلم كما وصفه فرويد ووضعه سترندبرج في شكل فني.
تبدأ مسرحية "الحلم" بحوار بين أحد الألهة الهندية الوثنية وابنته تقول له إنها ترى في حياة البشر جمالاً ولكنها تسمع أنيناً ومعاناة وتتساءل لماذا يشقى الإنسان فينصحها والدها أن تخرج إلى الأرض لتعرف حقيقة معاناة الإنسان. فما أن تصل حتى تجد رجلاً (الكابتن) سجيناً في قلعة على كومة قاذورات وهذا رمز لحال الإنسان في الدنيا فتحرره من القلعة وينطلقان معاً، وتتغير طبيعة الشخصيات فيتحول الكابتن إلى محام ثم إلى شاعر وتصبح إبنة أندرا زوجة المحامي ولكنها تجد التعاسة تصاحب كل مظاهر التجربة الإنسانية من الطفولة والشباب والحب والزواج والعمل والبطالة وتكتشف ان الحياة مجرد أوهام وأحلام .هناك باب تتمنى الفتاة فتحه الخدم يتشاجرون ويختلفون حول ما يمكن أن يكون وراء هذا الباب وعندما يفتح الباب لا يجدون شيئاً هناك ضابط ينتظر وصول حبيبته فكتوريا من الأوبرا ويطول انتظاره ولكن فكتوريا لا تعود، إختيار الممثلة جوزفين ليونغمان لتمثيل دور الابنة الحبيبة أغنيس، فتاة نحيفة بريئة يبدو صوتها دائمًا قاصرًا بسبب البكاء والذهول. ربما كان هدف المخرج السماح لابنة الرب بالاندهاش من كل شيء تصادفه في الحياة الأرضية، ولكن بعد ذلك تفقد أغنيس قدرتها على استيعاب كل المصائر البشرية المحزنة.
في الفصل الثاني ترتفع الستارة المعدنية لتظهر مجموعة من الأشخاص ممددين على الارض خائفون ومصدومون لما مروا به، والذين يحتاجون الى المساعدة في السويد وانتظار الإجابة إذا حصلوا على تصريح الاقامة الدائمة يفرحون، اربعة منهم يحكون قصصهم تأتي الاقتباسات حزينة وفضيعة، قبل جائحة كورونا شاهدت عدة عروض لمسرحية "الحلم" في المسرح الملكي وفي المسرح الوطني والفرق المسرحية الاهلية لكن عرض مسرح مدينة ستوكهولم والمخرج ماتياس المثير للجدل وعدم إستيعاب بعض المتفرجين لهكذا عروض.

مسرحية الحلم اوغست ستريندبرج

اخراج : ماتياس أندرسون

المسرح: مسرح مدينة ستوكهولم

تصميم المجموعة : أولا كاسيوس

الازياء : ويليام وينر

الصوت: مايكل بريشي، هاكان أوسلوند

الموسيقى وتصميم الصوت: جان لويس هوتا

االاقنعة : باتريشيا سفاجر

المشاركون في التمثيل : جوزفين ليونغمان، بيورن بينغتسون، بيتر إيغرز، جون ألكسندر إريكسون، بهادور فولادي، صامويل فرولر، تيريز سفينسون، مايكل جونسون، بيانكا كرونلوف، آكي لوندكفيست، مارال ناصري، أن بيترن وج ونيلا رويستوري اكسترا