تستمر «جائزة غازي القصيبي» في دورتها الثانية بمسارها الهادف لتكريم المبدعين من أبناء المملكة العربية السعودية عبر فروعها في مجالات الأدب والثقافة، والعمل الإداري والتطوعي، واضعة في معاييرها لاختيار المرشحين شروطًا تحاكي الشفافية والتفاني في خدمة المواطن والمجتمع السعودي بكل أمانة، وتسلّط الضوء على الحداثة والتقدم النوعي في منجزات القيادة الرشيدة التي تقيم وزنًا للثقافة والفنون وتحفّز المؤسسات على تبني المشاريع البناءة وتسعى لتمكين المرأة وتفعيل دورها، واستنهاض الهمم لتعزيز العمل التطوعي وخدمة البيئة.
وبعدما حققت أهدافها المتوخاة في الدورة الأولى، أعلنت الجائزة أهداف المنافسة في فروعها الثلاثة للدورة الثانية كما يلي: في «الأدب» لأفضل تجربة شعرية، و«الإدارة» لأفضل بيئة مثالية لعمل المرأة، و«التطوع» في خدمة البيئة.
رئيس الهيئة
وفيما دعت الهيئة الإشرافية على الجائزة الجهات المعنية إلى ترشيح مَن تراه جديرًا، قال رئيسها الدكتور عبد الواحد الحميد: هذه الجائزة ستستمر في أداء رسالتها بالإسهام في خدمة السعودية وأهلها عبر تسليط الضوء على المنجزات المتحققة في الفروع الثلاثة، وتحفيز أبناء وبنات الوطن على أداء الدور الذي يأمله القادة وتستحقه المملكة.
مسارات الفروع الثلاثة
بدوره، أمين عام الجائزة، الدكتور عمر السيف، كشف مسارات الفروع التي رفعتها اللجنة العلمية، معلنًا تخصيص فرع الأدب لأفضل تجربة شعرية بهدف مواكبة «عام الشعر العربي»، الذي عُرف به القصيبي. مشيرًا إلى أن المملكة تزخر بشعراء مبدعين بأعمال تتسم بالنضج والجودة لم ينالوا حظهم من التكريم، وتسعى الجائزة لتتويج جهودهم، ومنحهم المكانة التي يستحقونها.
وتتلخص أهمّ الشروط للترشح بهذا الفرع في "أن يكون المترشح سعوديًا، لا يقل نتاجه عن ثلاثة دواوين باللغة الفصحى، تتوافر فيها الكفاية الفنية اللازمة وتعبّر عن تجربة ناضجة كمًّا وكيفًا، ولها نسخ ورقية وأرقام إيداع".
وتشترط الهيئة المشرفة ألا يكون المرشح أو المرشحة قد فاز بجائزة محلية أو خارجية نظير تجربته الشعرية.
ويمكن الترشّح مباشرة من قبل المبدعين، وللجهات المعنيّة ترشيح من تراه جديرًا بالجائزة.
وسيكون فرع الإدارة والتنمية مخصّصًا لتكريم المنظمات التي تميزت بتوفير بيئة عمل مناسبة للمرأة السعودية، من حيث مرونة ساعات العمل التي تحقق التوازن المثالي للمرأة، وجودة البيئة، وفرص التوظيف والتمكين في المناصب المختلفة.
وتعكس هذه الجائزة تصميم المملكة على تمكين المرأة ودمجها بشكلٍ فاعل في المجتمع الاقتصادي.
وهو ما يظهر أثره جليًا في انخفاض نسبة البطالة لمستوى تاريخي لم يسبق أن وصل إليه.
ولخصت اللجنة العلمية أهم الشروط للجهات الراغبة في الترشح لهذا الفرع من الجائزة بأن تكون "المشاركة مقدمة من القطاع الخاص، أو القطاع غير الربحي، شرط أن يتضمّن ملف التقديم معدل توظيف النساء في المنظمة الحالية ونموها في الأعوام السابقة، وأن يحوي خطة استقطاب النساء، ونتائج الاستقطاب".
ويُشترط أن يتضمن الملف خطة تحسين بيئة عمل النساء، ونتائج تلك الخطة، بالإضافة لنسبة رضى الموظفين، ولاسيّما النساء، عن بيئة العمل في المنظمة.
ويجب مشاركة جميع الملفات الداعمة لتحسين بيئة عمل النساء، وألا تكون الجهة قد فازت بجوائز مماثلة، محليًا أو دوليًّا.
لقطة من حفل تتويج الفائزين في الدورة الأولى عام 2022
واعتُمِد في "فرع التطوّع" المجال البيئي، تتويجًا للجهود الجبارة التي قامت بها المملكة العربية السعودية في هذا المضمار. انطلاقًا من برامج رؤية المملكة 2030، مرورًا بالعديد من المبادرات ذات الأثر الوطني.
وأبرز هذه المبادرات، "السعودية الخضراء" التي تشمل مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة، وإطلاق المركز العالمي للسياحة المستدامة، وإنشاء مؤسسة غير ربحية لاستكشاف البحار والمحيطات، ومبادرات التنوع الحيوي من أجل رعاية وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، والتحول إلى مصدر عالمي رئيسي للهيدروجين الأخضر، وجعل مدينة الرياض من أكثر المدن استدامة.
كما تضمنت مبادرات المملكة البرامج ذات الأثر العالمي وهي "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر".
وأنشأت المملكة أيضاً بعض المنظمات المعنية في البيئة، مثل المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي، وغيرها من المنظمات ذات العلاقة بالجانب البيئي.
وفيما تسعى الجائزة لتحفيز المبادرات التطوعيّة المعنيّة بالبيئة، لخصت شروط الاشتراك في هذا الفرع بأن "يكون التقديم خاص بالمنظمات الحكومية والخاصة، ولا يشمل الأفراد. وأن يكون الإسهام التطوعي قد مضى عليه أكثر من عام واحد على الأقل، شرط أن يمثل التطوع أحد قيم المنظمة، وأحد معايير تقييم أداء المنظمة ومنسوبيها".
ويمكن الترشح من خلال رابط الترشيح في موقع الجائزة: https://ghaziaward.yu.edu.sa/
لقطة من تتويج الفائزين بجائزة غازي القصيبي في نسختها الأولى العام الماضي (واس)
الدورة الأولى
وكانت الهيئة المشرفة على جائزة غازي القصيبي قد توجت الفائزين في دورتها الأولى بفروعها الثلاثة: الأدب، والإدارة والتنمية، والتطوع، في مقر جامعة اليمامة.
وفاز في الدورة الأولى عن فرع الأدب "سيرة الدكتور حمزة المزيني" بعنوان "واستقرت بها النوى". والتي تميزت بعمق التجربة الشخصية للكاتب ذاته وتحقيقها معايير كتابة السيرة، والقدرة التعبيرية على صياغة الأحداث، ورسم الشخصيات ووصف الأماكن.
وحازت جمعية "غوث للتوعية والإنقاذ" المركز الأول في فرع التطوع، تقديرًا لجهودها المؤثرة اجتماعيًا وخدماتها في البحث عن المفقودين في المناطق الرملية والجبلية والسيول والمستنقعات، ومفقودي البحار. بحيث أنجزت 367 عملية بحث وإنقاذ خلال الأعوام الخمس الماضية، بينها إخراج السيارات العالقة في مختلف التضاريس بما مجموعه 7572، وكذلك أعمالها التطوعية في التثقيف وموسم الحج والعمرة.
وفاز قطاع الأمن العام، وتطبيق توكلنا، بالمركز الأول مناصفة في فرع التنمية والإدارة. فقد خُصص مسار هذا الفرع في الدورة الأولى للجهات التي أسهمت في تخفيف الآثار الاقتصادية والتجارية والإدارية التي سببتها جائحة كورونا بواقع تسعة معايير حددتها اللجنة العلمية.
ولعب قطاع الأمن العام دورًا كبيرًا في التعامل مع الأزمة بكل كفاءة وفاعلية. كما حققت منصة توكلنا التميّز افتراضيًا من خلال الحلول التقنية الابتكارية والإبداعية، بحيث شملت تقديماتها 26 مليون مستخدم في أكثر من 144 خدمة إلكترونية.
نبذة
يُذكر أن جائزة غازي القصيبي تُمنَح مرة كل سنتين. وهي تُنسَب لـ"الشاعر والأديب والكاتب والسفير الدبلوماسي والوزير السعودي غازي بن عبد الرحمن القصيبي، (2 مارس 1940 - 15 أغسطس 2010).
تولى القصيبي مناصب عدة في المملكة العربية السعودية. فكان أستاذًا مساعدًا في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود في الرياض عام 1965 ثم أصبح مستشارًا قانونيًا في مكاتب عدة وفي وزارة الدفاع والطيران (وزارة الدفاع حاليًا) ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة.
وتولى عام 1971 منصب عميد كلية التجارة بجامعة الملك سعود، ثم مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية عام 1973، ثم أصبح وزيرًا للصناعة والكهرباء عام 1976 ووزيرًا للصحة عام 1982.
وعيّن سفيرًا للسعودية لدى البحرين عام 1984 ثم سفيرًا لدى بريطانيا عام 1992، وعاد وزيرًا للمياه والكهرباء عام 2003، وتولى وزارة العمل عام 2005.
مُنح القصيبي وسام الكويت ذو الوشاح من الطبقة الممتازة عام 1992 ومُنح وسام الملك عبد العزيز وعدداً من الأوسمة الأخرى من دول عربية وغير عربية.
وكان عضواً فعالاً في مجالس وهيئات حكومية، وهو صاحب فكرة تأسيس جمعية الأطفال المعاقين بالمملكة العربية السعودية، وعمل بلا مُرتب في آخر 30 سنة من حياته حيث حُولت مرتباته إلى الجمعية.
ولقد ذكره الأديب عبد الله بن محمد الطائي ضمن الشعراء المجددين في كتابة دراسات عن الخليج العربي قائلاً: «أخط اسم غازي القصيبي وأشعر أن قلبي يقول ها أنت أمام مدخل مدينة المجددين، وأطلقت عليه عندما أصدر ديوانه (أشعار من جزائر اللؤلؤ) الدم الجديد، وكان فعلاً دمًا جديدًا سمعناه يهتف بالشعر في الستينيات، ولم يقف، بل سار مصعدًا، يجدد في أسلوب شعره، وألفاظه ومواضيعه».
ويعد كتابه "حياة في الإدارة" من أشهر ما نشر له. وفيه تناول سيرته الوظيفية وتجربته الإدارية حتى تعيينه سفيرًا في لندن. علمًا أن عدد مؤلفاته تخطى الستين، فيما لاقت قصائده إعجابًا كبيرًا.
التعليقات