أعلنت الأمانة العامة لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، عن الفائزين بالجوائز الخاصة للدورة الثانية عشرة للجائزة والتي كانت بعنوان "التنوّع".
و شهدت هذه الدورة تقديم 3 فئات من الجوائز الخاصة هي "جائزة صُنّاع المحتوى" و"جائزة الشخصية الفوتوغرافية الواعدة" بجانب "الجائزة التقديرية" التي تُمنح للمصورين الذي ساهموا بشكلٍ إيجابيّ في صناعة التصوير الفوتوغرافي.
جائزة الشخصية الواعدة
المصورة الإماراتية فاطمة الموسى حصلت على "جائزة الشخصية الفوتوغرافية الواعدة" تقديراً لحضورها الفني المتوهّج من خلال منهجية بصرية تعتمد الأبيض والأسود بعيداً عن تشتيت الألوان، وإبداعها في استحضار الماضي وتخليد التاريخ وتجسيد تراث الأجيال السابقة وثقافتهم وأسلوب حياتهم.
كما تصبو فاطمة إلى مشاركة إرثها وثقافتها من خلال أعمالها، وإلى تسليط الضوء على قيم الانسجام والتعايش التي تُشكّل محطّ فخرٍ لها. فهي تؤمن بأنّ التصوير لغةٌ عالمية، وتعتزم الاضطلاع بدورٍ أساسي في دعم التفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف ثقافات العالم.
وقالت الموسى، تعقيباً على فوزها بـ"جائزة الشخصية الفوتوغرافية الواعدة": أتقدّم بالشكر الجزيل والخالص إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، راعي الجائزة، كما أود أن أتقدّم بالشكر الجزيل إلى مجلس الأمناء والرائعين فريق على القيمة الكبيرة والدعم الذي تقدمه "هيبا" لمجتمع المصورين على المستوى الدولي. شكراً لتشجيع ودعم الفن والثقافة والابتكار. تحتل "هيبا" مكانة خاصة جداً في قلوبنا. الكلمات لا تستطيع التعبير بما أشعر به من فخر وتشريف، الفوز يعني بالنسبة لي أن يتم الإشادة بي وتقديري وتكريم عملي الجاد على مدار سنواتٍ كان دافعي فيها هو الشغف.
وأضافت: التصوير الفوتوغرافي فنٌ راقٍ ولغة يفهمها كل الناس، فهي تنبع من دواخل الروح، ولها أحاسيس وتعابير وأحاسيس داخلية. العالم مليء بالقصص التي يمكن روايتها والإلهام موجود في كل مكان حولنا. أتطلع لإيصال صورة إيجابية وأن أكون سفيرةً للأعمال الهادفة التي ترتكز على قيم الخير والتسامح والاحترام المتبادل مع ثقافات الدول المختلفة في العالم.
الجائزة التقديرية
وفاز بالجائزة التقديرية للدورة الثانية عشرة، المصور الهولندي الشهير "فرانس لانتينج" نظراً لما قدَّمه خلال مسيرته كمصور حيث يُعدُّ أستاذاً وخبيراً فيه. حصد عشرات الجوائز والألقاب والتكريمات المرموقة وبعض كُتبهِ أعتُبِرت ضمن الأكثر تأثيراً في القرن العشرين، وكان له الفضل في استقطاب الاهتمام العالمي بقضايا بيئية هامة.
وقال بمناسبة فوزه: الحصول على الجائزة شرفٌ كبيرٌ وتقديرٌ ثمين، أتقدّم بالشكر والامتنان لـ"هيبا". الجائزة عزَّزت يقيني بأن التصوير لغة تواصل عالمية للناس في كل مكان. أهدف بعملي دائماً للتعبير عن التساؤل حول عالم الطبيعة والقلق بشأن المخاوف والتحديات التي يواجهها.
صنّاع المحتوى
أما "جائزة صُنّاع المحتوى" فقد مُنِحت للمصورة الأميركية الشهيرة "مارغريت ستيبر"، التي وصفتها مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" عام 2013 بلقب "صاحبة الرؤية".
زميلة مؤسسة غوغنهايم بالإضافة لعملها لصالح مجلة نيوزويك ووكالة أسوشيتد برس، وتُعرض صورها في عدة أماكن عريقة في العالم، منها مكتبة الكونغرس الأميركي.
حصدت ماغي عشرات الجوائز المرموقة وسافرت عبر أكثر من 70 بلداً وثقافة لتعايش آلاف القصص وتترجمها للغة الصورة بتمكّنٍ بصريّ يصعبُ على أي مصورٍ مجاراته، لأكثر من ثلاثة عقود.
وعلقّت ستيبر على فوزها بجائزة صُنّاع المحتوى بقولها: سعيدةٌ وممتنةٌ كثيراً لـ"هيبا" على هذه الجائزة القيّمة والتكريم الثمين. إنها إشادةٌ كريمةٌ للغاية لأمثالي العاملين بهدوء من أجل الجيل القادم من المبدعين البصريين.
لقد اخترتُ المعادلة التالية لتكون أساسيةً في حياتي الفوتوغرافية، كلما تقدَّمتُ للأمام استطعتُ دفع الآخرين للأمام، هذه حقيقةٌ في هذا المجال التنافسيّ للغاية.
أنا أعمل دائماً خلف الكواليس لأن ذلك ممتع بالنسبة لي. نعم لا يمكننا مساعدة الجميع ولكن يمكننا تغيير حياة العديد من المصورين نحو الأفضل.
الأمين العام للجائزة، علي خليفة بن ثالث
خليفة بن ثالث
وفي تصريحٍ له قال الأمين العام للجائزة، علي خليفة بن ثالث: سعداء بالإعلان عن فائزينا بالجوائز الخاصة لهذه الدورة، والذين نجحوا في تقديم إسهاماتٍ فوتوغرافيةٍ مؤثّرة ومُعاصرة تلامسُ القضايا ذات الأولوية للشعوب والأمم.
نهدفُ من خلال تقديم التكريم لهذه الشخصيات المميزة، لتقديم أمثلة مرموقة تُحتَذَى في مدى عطائها لصناعة التصوير العالمية ودعمها لكل المصورين المهتمين من كافة أرجاء العالم.
وأضاف بن ثالث: "إن تكريم المبدعين في الفئات الثلاث، لهو من صميم رسالة الجائزة المستلهَمة من فكر سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وليُّ عهد دبي راعي الجائزة، في دعم الفنون وتشجيع الإبداع الثقافيّ والمعرفيّ، ودفع عجلة العمل والاكتساب والإنجاز. ونحن فخورون بوجود شخصيةٍ إماراتيةٍ عربية ذاتُ خطٍ فنيّ واعد ضمن قائمة الفائزين. هذا دليلٌ ساطع على الخط التصاعدي الإبداعي لصناعة الابتكار الإماراتية وللتفوّق النوعي في الفنون البصرية. ندعم هذا النوع من المواهب ليحقق طموحاته ضمن خارطة صناعة التصوير الدولية".
نبذة عن سيرة الفائزين
فاطمة الموسى – الإمارات العربية المتحدة
جائزة الشخصية الفوتوغرافية الواعدة
رسخّت فاطمة الموسى، المصوّرة الإماراتية من أبوظبي، مكانتها بصفتها شخصية بارزة في عالم التصوير الفنّي، لاسيّما تصوير الشوارع حيث تكمن مهارتها. فقد ارتقت إلى آفاق جديدة بفضل رؤيتها الفريدة للفنون البصرية وعشقها للتصوير وموهبتها الاستثنائية.
استهوتها الصور منذ نعومة أظافرها، فتعمّقت في معانيها وتأثّرت بالعواطف والأحاسيس التي ولّدتها في صميم قلبها. وانطلقت في مسيرتها الفنية الحقيقية في مجال التصوير الفوتوغرافي عام 2015 عندما اقتنَت أول كاميرا احترافية، وهي كاميرا لايكا كيو، وخصّصت الوقت الكافي لتعلّم كيفية استخدام هذه الكاميرا المميزة واستكشاف مجال التصوير ككلّ.
بعد فترةٍ وجيزة، غيّرت فاطمة نهجها في التقاط الصور وبدأت باستخدام كاميرا مزوّدة بمحدّد مسافات مع عدسات لايكا أم. فمن خلال التصوير بالأبيض والأسود، تمكّنت فاطمة من التعبير عن رؤيتها للعالم بشكلٍ واضح.
يكمن جوهر التصوير بالأبيض والأسود في الارتقاء بجودة الصُّور إلى آفاق جديدة. فمن خلال إزالة الألوان المُشتّتة للنظر، تتجلّى عناصر أُخرى، ومنها موضوع الصورة والقوامات والأشكال والأنماط والتركيبات. كما أنّ كاميرا لايكا المزوّدة بمحدّد مسافات والتي تفضّلها فاطمة على سائر الكاميرات، تزيد الصور بالأبيض والأسود جمالاً وتميّزاً وتُنتج أعمالاً خالدة تناشد الحواس.
تتجلّى رغبة فاطمة في استحضار الماضي وتخليد التاريخ في صورها المبهرة. فهي تدأب على ابتكار قصصٍ تنقل متأمِّل الصور إلى العصور القديمة وتعكس تراث الأجيال السابقة وثقافتهم وأسلوب حياتهم. كما تصبو فاطمة إلى مشاركة إرثها وثقافتها من خلال أعمالها، وإلى تسليطِ الضوء على قِيم الانسجام والتعايش التي تُشكّل محطّ فخرٍ لها. فهي تؤمن بأنّ التصوير لغةٌ عالمية، وتعتزم الاضطلاع بدورٍ أساسي في دعم التفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف ثقافات العالم.
تجوب فاطمة الموسى العالم حاملةً كاميرتها وتحتضن جماله بانفتاح وإيجابية. فهي تؤمن بأنّ العالم مليءٌ بالقصص التي تنتظر مَن يسردها، وتستقي الإلهام من عشقها للتصوير بالأبيض والأسود، فتنظرُ إلى العالم عبر عدسةٍ فريدة وتشارك قصصها ومصادر إلهامها. يتمثّل أحد أهداف فاطمة في نشر كتابٍ يستعرض مجموعتها المذهلة من الصور بالأبيض والأسود، ويقدّم نظرةً إيجابية وأعمالاً نابِعة من قِيم الخير والتسامح والاحترام المتبادل بين مختلف الثقافات حول العالم.
عُرضت أعمال فاطمة الموسى في وجهاتٍ مرموقة، بحيث استضاف متجر لايكا في فندق العنوان ودبي مول معرضاً لها بعنوان “Delight for the Soul” في سبتمبر 2016. كما شاركت في معرض سكّة الفني في البستكية بدبي في مارس 2018، وكذلك في المعرض الأول للمصوّرات الذي نظمته جمعية الإمارات للتصوير الضوئي وأشرفت عليه في أبريل 2019.
فرانس لانتينج – هولندا
الجائزة التقديرية
يُعد أستاذاً في مهنته، وقد ألهمت أعماله مجتمعات المصورين في جميع أنحاء العالم. تُشتهر صوره الفوتوغرافية بجمالها المذهل وتألقها الفني واحترامها العميق للطبيعة. يتمتع فرانس بقدرة فريدة على التقاط جوهر موضوعاته، سواء كانت حيوانات أو مناظر طبيعية أو أشخاصاً. ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز "تلتقط صور لانتينج مخلوقات نعتبرها عادية، فتحوّلها إلى مفاهيم جديدة مثيرة للدهشة".
تتميز مسيرة فرانس المهنية الرائعة بقائمة رائعة من الإنجازات، بما في ذلك مرتبة الشرف من World Press Photo، ولقب مصور BBC للحياة البرية للعام، وجائزة "أنسل آدامز" من نادي سييرا. وقد تم تكريمه كزميل للجمعية الجغرافية الملكية في لندن وحصل على جائزة "لينارت نيلسون" السويدية. في عام 2001، قام صاحب السمو الملكي الأمير "بيرنهارد" بتكريم فرانس بوسام فارس السفينة الذهبية الملكي، وهو أعلى تكريم في مجال الحفاظ على البيئة في هولندا، تقديراً لمساهماته في الحفاظ على الطبيعة. نالت كتب فرانس الجوائز والإشادات وتم تصنيف كتابه "العين بالعين: لقاء حميم مع عالم الحيوان" كواحد من أكثر 50 كتاباً واقعياً تأثيراً في القرن العشرين.
كان لتغطيته الشهيرة لدلتا أوكافانغو في ناشيونال جيوغرافيك الفضل في إلهام موجاتٍ من الاهتمام الدولي بالحياة البرية والحفاظ عليها في بوتسوانا.
تتضمن أعمال فرانس أيضاً لمحات عن النقاط البيئية الساخنة من الهند إلى نيوزيلندا، والفهود الآسيوية المنقرضة تقريباً في إيران، ودراسة رائعة عن الشمبانزي في السنغال والتي ألقت ضوءً جديداً على التطور البشري. تستمر صور فرانس وإرثه في إلهام المصورين في جميع أنحاء العالم، وذلك بفضل تفانيه العميق في الحفاظ على جمال كوكبنا وتنوعه.
مارغريت ستيبر – الولايات المتحدة الأمريكية
جائزة صُنّاع المحتوى
هي مصورة مفعمة بالحياة لديها حيوية وحماس فتاةٍ في العشرين، ولديها نظرة وردية حماسية للعالم تجعل البسمة لا تفارق وجهها طوال الوقت، وهذا من العوامل التي جعلتها قريبة أكثر من غيرها للقلوب والعقول.
"ماغي" تعمل لصالح مجلة ناشيونال جيوغرافيك وقد اختارتها المجلة عام 2013 ضمن 11 امرأة من صاحبات الرؤى على مستوى العالم، زميلة مؤسسة غوغنهايم بالإضافة لعملها لصالح مجلة نيوزويك ووكالة أسوشيتد برس، وتُعرض صورها في عدة أماكن عريقة في العالم منها مكتبة الكونغرس الأميركي.
ماغي كانت ضمن لجنة التحكيم للدورة الخامسة لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي والتي كان محورها الرئيسي "السعادة" وقد قدّمت محاضرة رائعة في مقر الجائزة بعنوان "لقطات من حياة البشر" عكست فيها شخصيتها الفنية الإنسانية الوثائقية وعمقها الشعوري في تناولها البصري للصور الفوتوغرافية.
لقد سافرت ماغي عبر أكثر من 70 بلداً وثقافة لتعايش آلاف القصص وتترجمها للغة الصورة بتمكّنٍ بصريّ يصعبُ على أي مصورٍ مجاراته، لأكثر من ثلاثة عقود، عملت ماغي في هايتي. نشرت مؤسسة Aperture دراستها بعنوان "الرقص على النار: صور من هايتي"؛ مجموعة من الصور التقطت عام 1986 عند سقوط نظام عائلة دوفالييه الذي دام 30 عاماً في هايتي. عُرضت صور ماغي في أكثر من 95 معرضاً حول العالم وفي الولايات المتحدة. أعمالها مدرجة في مكتبة الكونغرس، ومجموعة مؤسسة غوغنهايم، ومجموعات مكتبة ريختر في جامعة ميامي.كان أحدث عمل لماغي عبارة عن قصة عبر الإنترنت عن "أكبر بايثون على الإطلاق في فلوريدا: القصة غير المروية لاكتشافها" في يونيو 2022.
اختيرت "ماغي" كأحد المرشحين النهائيين لجائزة بوليتزر (2019) لمشروع مدته ثلاث سنوات حول زراعة الوجه. حصلت على جائزة المصور الفوتوغرافي من ناشيونال جيوغرافيك (2018) وجائزة لوسي للتصوير الصحفي (2019). تشمل الجوائز التي حصلت عليها وسام لايكا للتميز، وجوائز مؤسسة الصور الصحفية العالمية، وجوائز POA لأفضل صور العام، وسام الشرف للخدمة المتميزة للصحافة من جامعة ميسوري، ومنحة أليسيا باترسون، ومنحة إرنست هاس ومنحة مؤسسة نايت.
التعليقات