لو كنت تدرك ما أقول!
لفرشت نفسك في الفصول
هو الخريف يطرق المنافذ
بريحه العجوز
يرتب الحروف في الأصول
شبحاً يدور بلا صور
ووجهه المغروز بالأشواك
ليدخل البيوت
يمسّد اللحى
أن تستفيق بلا ضجيج
يوسع الجفاف في مفاصل الحياة
يشتدّ فيه الانعزال
قضم الأظافر والجلوس في المتاهات البعيدة
يفر من غبارهِ
مئات من بشر
وأنت باق تحتضرْ
تنتظر الخازوق!
تنتظر السفود في مآذن التلويح بالخطر
فرارك البقاء
هزيمةٌ لا تغتفرْ
عزيمةٌ صارت مهب الريح
اثثت صبرك في السراب
ونلت أوسمة الوعيد
أوسمة اللطم على الخدود
اثثت تاريخ التبعثر والقهرْ

.....................

هو القدوم والخطر
انذركم
جلبابهمْ مرصوص كالدروع
عمائم السيوف في أغمادها
تراقبُ الطريق تنتظرْ
زمانهم قنوع في الاقناع والمكان
حشد المنصات الطوال
آلاف من بشر
هم يذرفون في الفراغ
هياكل الحريق والصراع
وافتقد المكان لا أثر
والسندباد ضاع في البحار
من كثرة التهريج قد عثر
عند المراقد والمراجع والنهيق
قوارب السنين أبحرتْ نحو المغيب
وقايضت عباب في خطر
تعسّر الزمان ثم غاب
يبحث عن مكان
يحلم بالقمر
سفن السنين الراحلةْ
لا تحمل الركاب
وتحمل اللوحات بالضجيج
وتحمل الرياح والعجيج
في قمة الخطر
هذا الخريف طال في المكوث
واضطجع الظلام قابعاً في خُطب الصخر
وأصبح الفجر كئيباً في النحيب
وبقي الخريف
كأنه الحشْر الوعيد


10 / 11 / 2023