إيلاف من مراكش: تحتضن مدينة مراكش المغربية يومي الخميس والجمعة تظاهرة شعرية وأدبية وفنية كبرى احتفاء بالمدينة الحمراء عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2024.
وتشهد التظاهرة التي تنظمها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ودار الشعر بمراكش، بالتنسيق مع كلية اللغة العربية بمراكش، تنظيم ندوة علمية، يليها لقاء شعري وفني بمشاركة الشاعرة مليكة العاصمي وجمعية عبد الله الشليح لهواة الملحون.
وتفتتح التظاهرة رسميا الخميس بتقديم كلمات كل من وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، و(إيسيسكو)، ودار الشعر بمراكش، وكلية اللغة العربية بمراكش،فيما يسهر أنس حسام النعيمي، من مركز اللغة العربية للناطقين بغيرها في (إيسيسكو)،على تسيير فقراته.
وتتميز التظاهرة بتنظيم ندوة "مراكش في الأدب العربي المعاصر" الخميس بمشاركة ثلة من النقاد والباحثين، موزعة على جلستين: جلسة أولى يخصص موضوعها ل"مراكش في السرد العربي المعاصر"، يديرها عبد الحق ميفراني تقدم خلالها مداخلات نقدية للباحثين أحمد قادم عميد كلية اللغة العربية بمراكش، ووردة البرطيع، وعادل عبد اللطيف. فيما يخصص موضوع الجلسة الثانية ل"مراكش في عيون الشعر العربي المعاصر"،يسيرها الدكتور سعيد العوادي،بمشاركة النقاد محمد زهير وثريا إقبال وعبد الكبير الميناوي.
ويتواصل برنامج التظاهرة الجمعة، الذي يصادف الثامن من مارس، لذلك اختار المنظمون، ضمن الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة، استضافة الشاعرة المغربية مليكة العاصمي، في لقاء شعري تقدم فيه قصائد لمراكش، فيما تحيي جمعية عبد الله الشليح لهواة الملحون الحفل الفني للتظاهرة، احتفاء ب"ديوان المغاربة"(فن الملحون)، الذي صنفته منظمة (يونيسكو ) أخيرا تراثا إنسانيا عالميا.
وسبق أن احتضن قصر الباهية، بمراكش، نهاية يناير الماضي، الإعلان الرسمي لبرنامج الاحتفاء بمدينة مراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي، تحت رعاية الملك محمد السادس، بحضور محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي ، والدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).
ويتضمن البرنامج الاحتفالي تنفيذ أنشطة على مدار عام كامل، في إطار برنامج (إيسيسكو) لعواصم الثقافة، الذي يسعى إلى التعريف "بالمخزون الثقافي الإسلامي لعدد من عواصم الدول الأعضاء، وإبراز تنوع وغنى وجمالية مكونات تراثه المادي وغير المادي، وإسهامات علمائه وفنانيه ومبدعيه، رجالاً ونساءً، في مختلف مجالات المعرفة والبناء الحضاري للأمة وللإنسانية جمعاء".
وشدد الوزير بنسعيد على ضرورة "إشراك جميع الجهات المختصة في العمل الثقافي والتراثي في أنشطة الاحتفالية التي تكرس دور مدينة مراكش الثقافي على المستوى الدولي".فيما أوضح الدكتور المالك على "أحقية مراكش بأن تكون عاصمة للثقافة بالعالم الإسلامي، لما تزخر به من تاريخ عريق وتراث غني، واشتهارها بالكتاب والحرفيين المهرة’’، معربا عن يقينه أنها ستكون عاصمة للثقافة بكل ما يحمل هذا الوصف من معنى.
وتهدف هذه التظاهرة، التي أطلقتها المنظمة ضمن برنامج عواصم الثقافة في العالم الإسلامي، إلى "دعم دور الثقافة في التنمية المستدامة وترسيخ أهمية احترام الحقوق الثقافية والثقافات المتباينة، لتحويل هذه المدن إلى وجهات ثقافية ودعم رأسمالها الثقافي".
وتعرف مدينة مراكش بمكانتها التاريخية، وهي واجهة ثقافية عالمية، اشتهرت بإنتاجها الثقافي والتراثي والأدبي، معززة صورتها كواجهة لتعزيز قيم التعايش والحوار، وهي أيضا مدينة الشعر والشعراء، من خلال ما قدمته من تجارب شعرية أغنت شجرة الشعر المغربي.
التعليقات