إيلاف من الرباط:تحت عنوان"أماكن روحية"،يقيم الفنان التشكيلي والمصور الفوتوغرافي أحمد بن إسماعيل،إلى غاية الثاني من نوفمبر المقبل،معرضا للصور الفوتوغرافية برياض"دونيز ماسون"في مراكش.

أحمد بن إسماعيل

ويقترح ابن إسماعيل في معرضه،الذي يقام بمناسبة تظاهرة"مايو شهر الصورة"، مجموعة من الصور الفوتوغرافية،بالأبيض والأسود،لعدد من الفضاءات والأماكن بالمدينة القديمة لمراكش.

وأوضح ابن اسماعيل أن معرضه يقترح مجموعة من الصورالقديمة والحديثة، التقطها ما بين 1986 و2024،لأماكن تتميز بطابها الروحي، وتقع بعمق مدينة مراكش.

من صور المعرض

وعرف ابن إسماعيل بمنجزه التشكيلي ومشاركاته في معارض عديدة، فيما تحولت أعماله الفوتوغرافية، مع مرور الوقت، إلى ذاكرة تخزن أمكنة مراكشية شهيرة ووجوه فنانين وأدباء أجانب عشقوا المدينة والبلد، أو مغاربة ساهموا بقسط وافر في المسار الفني والأدبي المغربي المعاصر. صورٌ بالأبيض والأسود، ترسم لها مسارا تواصل منذ ثمانينات القرن الماضي، يجمع المتتبعون على أهميتها، وإسهامها في التوثيق للذاكرة العمرانية والثقافية المراكشية والمغربية، في أبعادها المختلفة.

مما جاء في تقديم الفنان، بمناسبة معرضه الجديد: "أحمد بن إسماعيل، مصور مراكشي يكشف كاميرا يكشف عن المدينة القديمة في مراكش من خلال عدسة مقدسة، تلتقط صوره الروحانية للمدينة وجمالها المقدس، كاشفة الطرق الضيقة، والمساجد القديمة، والسكان. يثير عمله اتصالا عميقا بالمقدس، ينقل المشاهدين في رحلة روحية عبر الرموز والتقاليد في مراكش. من خلال عدسته، يكشف أحمد بن إسماعيل عن الروحانية الواضحة التي تملأ كل زاوية من زوايا المدينة، داعيا كل فرد للتأمل في الجمال المقدس الذي يسكن قلب هذه المدينة العريقة".

بين الصور العديدة التي توثق للمدينة،ببناياتها وناسها،يتوقف زائر المعرض عند نص قصير–شهادة للكاتب الإسباني الراحل خوان غويتيسولو،في حق بن اسماعيل وتجربته مع الصورة، من ترجمة إبراهيم الخطيب،مما جاء فيها أن الصور التي التقطتها عدسة بن إسماعيل تطمح إلى "بلوغ رؤية تكاملية: إذ تجمع الشاذ والفذ إلى الثنائي المزدوج عبر قوس المجاز الكهربائي.ركام من تفاصيل متواضعة تشكل بلطف هوية شاملة تمنحنا نفسها نافدة نافدة، سورا سورا،سلما سلما،وبابا بابا.وكما يصنع الشعراء والفنانون،حدَس ابن إسماعيل أن الاستثناءات والأوضاع المنفلتة جزء لا يتجزأ من السببية الحقيقية: إن مدينته التي تشذرت تغدو ذلك التكاثر المخصب الذي يدخلنا، عبر جمال المفاجئ، إلى قلب مدينة السبعة رجال".

لا يصور بن إسماعيل المكان،بل روح المكان،كما يقول عنه الشاعر محمد الصالحي، هو الفنان الذي"جمع بين حماسة النفس وحماسة الحِرفة،فحاز بذلك صفة الفوتوغرافي الناجح".

تنطوي صور بن إسماعيل،بحسب الصالحي،على"دفقات الزمن حيث الصيرورة والسيرورة معا".يتعلق الأمر،هنا،بـ"صورة تناولك الدقائق التي تعجز اللغة والسينما والتشكيل على القبض عليها"،حيث أن الصورة الفوتوغرافية عند هذا الفنان ليست تأبيدا للحظة،بل هي"كشف عن الحقيقة الزمنية التي توارت خلف الأكاذيب والأباطيل .كشف لما هي عين المكان منذورة له".

أما مراد القادري،رئيس بيت الشعر في المغرب،فيرى أنّ"ابن مدينة مراكش،التي يتعانقُ فيها الظّل والضّوء،استطاع،عبر آلة التصوير التي احترفَ مُعانقتها،أن يرسُمَ لنا لوحاتٍ فنية تنبضُ بالبهجة والحيرة وتدعُونا لشحْذ ليس العين وحدها،بل كلّ الحواس من أجل فهْم وسبر أغوارِ عالمه التصويري الذي ينقله لنا بقلبه ووجْدانه عبر بوابة عينٍ لاقِطة ذكية".