إيلاف من مراكش: تقديرا لمسيرة فنية استثنائية ومنجز سينمائي معتبر، ممثلا ومخرجا،تسلم النجم الأميركي شون بين، مساء السبت، بمراكش، أمام جمهور غفير، نوعي ومتنوع، غصت به قاعة الوزراء بقصر المؤتمرات نجمة تكريمه، من يد الممثلة والمخرجة الإيطالية فاليريا غولينو، وذلك ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم في دورته ال21.
النجم الأميركي شون بين يتسلم نجمة تكريمه من يد الممثلة والمخرجة الإيطالية فاليريا غولينو
وبرمج مهرجان مراكش، بمناسبة تكريم بين، أربعة أفلام، هي "حياة والتر ميتي السرية"، و"إلى البرية"، و"إنها جميلة جدا" و"هارفي ميلك".
ما يكمن في قلوبنا
قال شون بين، في كلمة بالمناسبة، إنه محظوظ بأن يقف أمام "كم كبير من المبدعين المهرة في مجال الخيال، الذين يحبكون قصصا رائعة".
وأَضاف بين، بعد تقديم الشكر للملك محمد السادس ولشقيقه الأمير مولاي رشيد، وللشعب المغربي: "إن الذين يعرفونني واطلعوا على حياتي يعرفون أنني لا أفوت فرصة للتعبير عن رأيي، لا سيما أمام هذا الجمع من المواهب المتعددة. هناك أمر ينبغي ألا يغيب عن بالنا، وينبغي أن نتذكره على الدوام، ويتعلق بالقدرة على التعبير دائما عن آرائنا. وفي ظل التيارات الليبرالية الحالية، لاسيما في الولايات المتحدة وعبر العالم، يجب أن ينصب التركيز على التنوع، ليس التنوع في السلوك أو الأفكار، ولكن إمكانية التعبير عما يكمن في قلوبنا. وعلينا ألا ننسى ذلك".
كاريزما استثنائية
قبل تسليمها شون بين نجمة تكريمه، تحدثت فاليريا غولينو، عن الممثل والمخرج الأميركي بكثير من التقدير، مشيرة إلى أنه فنان رائع ومتميز، وفريد من نوعه كممثل وكمخرج، وكمناضل ملتزم، صاحب شخصية معقدة واستثنائية، يتميز بكاريزما استثنائية.
وأضافت غولينو أن شون بين يتمتع بشخصية متكاملة ومزاج ساخن، لذلك كان من البديهي أن يكون منذ أفلامه الأولى ممثلا فريدا من نوعه، يختار عمدا أدوارا متجذرة في واقع سياسي واجتماعي صعب، لذلك غالبا ما جاءت شخصياته يائسة وأحيانا عنيفة، لكنها تحافظ دائما على إنسانيتها العميقة.
ورأت غولينو أن شون بين جسد في أدواره، كممثل، التمرد وعدم اليقين والعصيان، لذلك كان المخرجون الكبار على حق وهم يختارونه للعمل معهم. فيما كان همه الأساسي، كمخرج، أن ينقل إلى الشاشة معاناة أولئك الذين يتم إسكاتهم.
رمز أميركي
أصبح شون بين، الممثل والمخرج والمؤلف المتوج مرتين بجائزة "الأوسكار"، أحد الرموز الأميركية، بفضل مسار مهني امتد لما يزيد عن أربعة عقود. ترشح لنيل جائزة "أوسكار" أفضل ممثل خمس مرات عن أدواره في أفلام "الميت الذي يمشي" (1995) لتيم روبينز، و"لطيف ومنحط" (2000) لوودي آلان، و"أنا سام" (2002) لجيسي نيلسون، قبل أن يحظى، عن أدائه الرائع في فيلم كلينت إيستوود "نهر غامض"، بأول "أوسكار" لأفضل ممثل سنة 2003، تلتها جائزة "أوسكار" ثانية، نالها عن دوره في فيلم "هارفي ميلك" لجوس فان سانت سنة 2009. كما فاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان "كان" سنة 1997، عن دوره في فيلم "إنها جميلة جدا" لنيك كاسافيتس.
وموازاة مع مشواره الفني في التمثيل، شون بين هو أيضا مخرج سينمائي، حيث يشمل منجزه كمخرج مجموعة من الأعمال السينمائية، مثل "القوة العظمى" (وثائقي، 2023)، و"يوم العلم" (2021)، و"الوجه الأخير" (2016)، و"إلى البرية" (2007)، و"11 سبتمبر" (وثائقي، 2002)، و"حارس المعبر" (1995)، فضلا عن فيلمه الأول "العداء الهندي" (1991).
إغاثة المهمشين
إلى جانب مساره الفني، أسس شون بين، في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي في يناير 2010، جمعية غير ربحية للإغاثة الطارئة سُميت "منظمة ج/ب لإغاثة هايتي"، والتي أعيد تسميتها لاحقا بـ "منظمة جهود الإغاثة المجتمعية"، وهي تقدم المساعدات الفورية للمجتمعات المهمشة عبر العالم.
التعليقات