صوفيا: البطالة والاجور المتدنية من العوامل التي تدفع عمال الطباعة المهرة في بلغاريا إلى زيادة دخلهم ... من خلال طبع نقود مزيفة.وتسعى السلطات للقضاء على ظاهرة تزييف أوراق البنكنوت وبطاقات الائتمان وجوازات السفر مع استعداد البلاد للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي في 2007. قال بويكو بوريسوف وكيل وزارة الداخلية في مؤتمر لمكافحة التزييف عقد في صوفيا "يتخرج من مدارسنا منذ سنوات خبراء في الطباعة أمامهم أفضل الامكانيات وأكثر المطابع تطورا... وعندما لا يجدون فرصة عمل أو يعملون برواتب صغيرة يلجأ البعض لتزييف النقود لصالح عصابات الجريمة المنظمة." ومنذ العام الماضي أغلق المسؤولون 24 مطبعة تعمل دون ترخيص وصادروا الملايين من الدولارات وأوراق اليورو المزيفة. وبعد طول انتظار أصبحت حيازة معدات للتزوير جناية يعاقب عليها القانون.

وفي يونيو حزيران تمكنت الشرطة البلغارية من ضبط عصابة يعتقد أنها أكبر عصابة تزوير في جنوب شرق أوروبا وكثفت السلطات من جهودها لوقف عبور المزورين إلى اليونان المجاورة خلال دورة الالعاب الاولمبية في أغسطس آب. وأشادت الشرطة الاوروبية بجهود بلغاريا إلا أن نظامها القضائي غير الفعال يبطيء من احراز تقدم. وقال بوريسوف "لم يصدر حكم فعال واحد ضد مزور. كل من يلقى القبض عليه وتوجه إليه تهمة يفلت من العدالة بدعاوى استئناف لا نهاية لها." واليورو الذي وصف عند طرحه عام 2002 بأنه غير قابل للتزييف أصبح أكثر جاذبية للمزورين من الدولار.

وقال البنك المركزي الاوروبي إن نحو 550 ألف ورقة يورو مزيفة ضبطت في العام الماضي أي بزيادة 30 في المئة مقارنة بعام 2002. وفي البداية استغل طلاب بالجامعات ومتخصصون في الكمبيوتر جهل الناس بأوراق اليورو الجديدة في عمليات تزوير بدائية. إلا أن محترفي التزييف يستخدمون الآن ورقا خاصا وحبر وتجهيزات طباعية مصممة بالكمبيوتر لصنع نسخ متقنة بما يكفي لأن يتداولها الناس دون اكتشاف حقيقتها.

وقال يورجن شتوربيك مدير الشرطة الاوروبية لرويترز "إذا كانت هناك 20 علامة أمنية فان حتى المواطن المدقق سيفحص خمسا او ستا منها ومن ثم يركز المزورون على العلامات الامنية الواضحة." وتابع "رأينا طفرة كبيرة في الجودة ... بعض الاوراق المالية الآن متقنة لدرجة أنه لا يمكن اكتشافها ببعض الاجهزة." ويجري تهريب الاوراق المالية المزيفة من بلغاريا إلى غرب أوروبا. وضبطت الشرطة الاف الاوراق في سيارات وحافلات ركاب أو مخبأة في أحذية أو تحت الملابس وفي بعض الاحيان داخل أرغفة خبز.

والمهربون الذين ينجحون في الافلات يتجهون إلى مدن مثل فيينا أو امستردام لمبادلة النقود المزيفة بنقود أصلية من اليورو أو للحصول على قروض لا يعتزمون تسديدها. وقال شتوربيك "وجود مطبعة لتزييف النقود مصدر خطر لكنه ليس الخطر الذي يمثل تهديدا للوضع العام. غير أنه إذا ما كانت هناك مطبعة وشبكة اجرامية تصبح هناك حينئذ مشكلة حقيقية." ويقول خبراء إن التعليم التكنولوجي المتطور والفقر وتراخي القوانين كلها عوامل تساهم في انتعاش التزييف في شرق أوروبا والدول النامية الاخرى. وتحتل بولندا وكولومبيا وليتوانيا أيضا مراتب متقدمة في قائمة أكبر مراكز التزييف.

إلا أن السلطات تقول إن الشرطة في الدول الغنية تواجه أيضا عقبات عندما تحاول سجن المزورين. وقال ادوارد ليدجنز رئيس وحدة مكافحة التزييف في بافاريا بالمانيا "من الصعب للغاية في كل أنحاء أوروبا اثبات ما يريد المشتبه به فعله بالاموال المزيفة." واضاف "لا يمكننا احالة الامر للقضاء إلا عندما نتمكن من اثبات أن الاموال المزيفة كان سيتم ترويجها أو إذا قبضنا على الجناة أثناء الطبع." ويقول مدير الشرطة الاوروبية إن تداول أوراق اليورو المزيفة "في الحدود العادية" وان كميات الاوراق المزيفة المتداولة من العملة الاوروبية الموحدة أقل من كميات الاوراق المزيفة من الليرة والفرنك وغيرهما من العملات التي حل اليورو محلها.

والهدف الأساسي هو منع الاضرار باليورو مثلما حدث في هولندا عندما توقفت بعض المتاجر عن قبول بعض أوراق البنكنوت لكثرة المزيف منها في السوق. وقال شتوربيك "لا يمكن لأحد أن يقضي على الجريمة ولا يمكن لأحد أن يقضي على تزييف النقود."