من اكثر الصناعات تأثيرا على نمو اقتصاديات الدول:
قطاعالسيارات في مصر بين اهميته معوقاته 1/2
*وزير الصناعة المصري:- الحكومة ملتزمة بتقديم الدعم لهذه الصناعة *رئيس رابطة مصنعي السيارات :- هناك تأثيرات إيجابية للتخفيضات الجمركية الأخيرة على صناعة وسوق السيارات في مصر
محمد نصر الحويطى من القاهرة :صناعة السيارات في مصر من الصناعات التجميعية التي تعتمد على مجموعة كبيرة من الصناعات المغذية والتى تنتمي إلى معظم الأنشطة الصناعية مثل الصناعات الهندسية والصناعات الكيماوية والصناعات الكهربائية والصناعات المعدنية والصناعات النسيجية والصناعات الجلدية, وتعتبر صناعة السيارات والصناعات المغذية لها من الصناعات المؤثرة على نمو اقتصاديات الدول خاصة الدول التي تقوم بالتصدير للخارج سواء كان ذلك في صورة سيارات كاملة الصنع أو في صورة مكونات وأجزاء وقطع غيار .
ومن المعروف أن صناعة السيارات من الصناعات سريعة التطور والتى تعتمد بشكل كبير على التخصص وإنتاج مكونات عالية الجودة والأداء ولكي تكون هذه الصناعة مجدية فنيا واقتصاديا يجب أن تقام بطاقات إنتاجية كبيرة.وإذا نظرنا إلى صناعة السيارات بمختلف أنواعها في مصر نجد أنها نشاطات تجميعية تحتوى على نسب مختلفة من المكونات المحلية، وتحسب نسبة التصنيع المحلى في السيارات على أساس نسبة قيمة الأجزاء المصنعة محليا إلى إجمالي قيمة الأجزاء المكونة للسيارة مضافا إليها نسبة مساهمة خط التجميع والنسبة التي تمثلها مواد الدهان المستخدمة.
وتعتمد صناعة السيارات على تصميمات الشركة الأم في الخارج بحيث يتم تجميع موديلات عالمية في مصر، وتقدر الطاقة الإنتاجية المتاحة للشركات العاملة بصناعة السيارات في مصر بأكثر من 200 ألف سيارة سنويا موزعة بين 125 ألف سيارة ركوب، و75 ألف سيارة أتوبيس ومينى باص وسيارات نقل، يتم تغطيتها من خلال 21 شركة لتجميع السيارات منها 14 شركة لسيارات الركوب يبلغ إجمالي رؤوس أموالها 800 مليون جنيه تشارك الشركات المصرية فيها بحوالي 600 مليون جنيه والشركات العربية بنحو 30 مليون جنيه وتوفر عمالة لحوالي 10 آلاف عامل والطاقة المستغلة لهذه الشركات لا تتجاوز 30%.
وتعتبر مدينة السادس من أكتوبر اكبر تجمع لصناعة السيارات في مصر حيث يوجد بها مصانع لكبرى الشركات العالمية ومنها شركة جنرال موتورز مصر والشركة المصرية الألمانية للسيارات،ودايو موتورز ايجيبت وشركة سوزوكى مصر وفرست موتورز وشركة فيات اوتــــو مصر للصناعة وشركة نيسان مصر, ويقدر عدد المركبات المرخصة بجميع أنواعها في مصر بنحو 3.4 مليون مركبة ، منها 705 ألف سيارة أتوبيس ونقل ومقطورة .
صناعة السيارات
1- سيارات الركوب
صناعة السيارات صناعة سريعة التطور وتحتاج إلى استثمارات ضخمة وتكنولوجيا متقدمة للغاية والى إنتاج كمي ضخم لا يقل بأي حال من الأحوال عن 100 ألف سيارة سنويا للمصنع الواحد وذلك حتى يكون حجم التصنيع اقتصادي ، ويتم إنتاج سيارات الركوب في مصر بواسطة 14 شركة تنتج حوالي 30 ألف سيارة مقسمة على 16 موديلا بفئات مختلفة تتمثل فيما يلي :
-الفئة 2000 CC فاكثر(مر سيدس-هيونداى-BMW – بيجو- دايملر كرايسلر-كيا )
-الفئة بند 1600- 2000 CC كيا وهيونداى وفولفو ، دايملر كرايسلر،ومرسيدس، بيجو ، فولكس فاجن .
-أما الفئة الأكثر تواجدا في السوق المصري هي ما بين 1300 إلى 1600 CC وهى تنحصر بين شركات ستروين واوبل وهيونداى ومتسوبيشى وسكودا وتويوتا وكيا مع دخول أعضاء جدد مثل فيات وبروتون، بيجو وفولكس فاجن ، وتمثل مبيعات السيارات ذات السعة من 1300 حتى 1600 CC 90 % من حجم مبيعات السيارات في مصر والتى وصل إنتاجها إلى 28 ألف سيارة في عام2004 .
-الفئة 1000 CC فأقل فتتمثل في سيارات بروتون ، دايهاتسون ، هيونداى وسوزوكى ، اوبل فيات ،فولكس فاجن .
وقد أكد المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة الخارجية والصناعة أن الحكومة ملتزمة بتقديم كل الدعم لتشجيع صناعة السيارات في مصر وتعميق استخدام المكونات المحلية للوصول إلى إنتاج سيارات مصرية ذات قيمة مضافة عالية تسهم في نقل التكنولوجيا المتطورة وتزيد من فرص العمل والتشغيل .
وقال الوزير خلال لقائه أوائل (آب) الجاري بعدد من رؤساء شركات إنتاج السيارات والصناعات المغذية لها الأعضاء برابطة مصنعي السيارات إن مصر لديها فرص وإمكانات كبيرة في مجال الصناعات المغذية للسيارات والتى صارت من أهم الصناعات العالمية التي تستوعب استثمارات وعمالة ضخمة .
وأضاف أنه يمكن للمصانع المصرية أن تتوسع في إنتاج مكونات السيارات والصناعات المغذية لها بغرض التصدير للأسواق الخارجية مشيرا إلى أن الحكومة لن تتخذ أية إجراءات يترتب عليها أي أضرار لأصحاب مصانع تجميع السيارات أو الصناعات المغذية لها , مشيرا إلى أن التخفيضات الجمركية التي اتخذتها الحكومة مؤخرا على بعض أنواع السيارات وأجزائها جاءت بهدف توسيع السوق وتعميق التصنيع المحلى وتشجيع الصناعات المغذية للسيارات وتحقيق عدالة المنافسة بين جميع المنتجين والمستوردين .
وأكد وزير الصناعة المصري أن إلزام منتجي السيارات المحلية بوجود مكون محلى بنسبة 45 % على الأقل في السيارات يهدف إلى تعميق وتشجيع صناعات قطع الغيار ومكونات السيارات لإنشاء قاعدة صناعية في هذا المجال لديها قدرات تنافسية تمكنها من التصدير إلى الأسواق الخارجية .
ويقول المهندس صلاح الحضري رئيس رابطة مصنعي السيارات في مصر أن صناعة السيارات في السوق المصرية تشهد منافسة شديدة سواء في السوق المحلية أو من السوق العالمية حيث تتصف السوق المصرية بضعف القوى الشرائية وعدم تواجد بعض الصناعات المغذية لصناعة السيارات مشيرا إلى أن نسبة الإنتاج المحلى لسيارات الركوب المنتجة محليا تقدر ما بين 45 – 50 % من مكونات السيارات.
ويضيف الحضري أن هناك تأثيرات إيجابية للتخفيضات الجمركية الأخيرة على صناعة وسوق السيارات في مصر , موضحا أن تلك التخفيضات أدت إلى توسيع سوق السيارات في مصر بشكل كبير خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي حيث زادت مبيعات سيارات الركوب بنسبة 7ر61 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي لتصل إلى 56 ألفا و887 سيارة مقابل 35 ألفا و185 سيارة في النصف الأول من العام الماضي مشيرا إلى إن من بين السيارات المباعة في النصف الأول من العام الحالي 32 ألفا و444 سيارة من الإنتاج المحلى مقابل 22 ألفا و803 سيارات في النصف الأول لعام 2004 بنسبة زيادة قدرها 4ر41 % ,كما يشير إلى أن مبيعات السيارات المستوردة في السوق المصرية بلغت في الشهور الستة الأولى من العام الحالي نحو 24 ألفا و443 سيارة مقابل 12 ألفا و282 سيارة في الفترة المقابلة من العام الماضي بنسبة زيادة بلغت نحو 99 % .
وأضاف أن هذه المؤشرات تؤكد أن التخفيضات الجمركية التي اتخذتها الحكومة مؤخرا حققت أهدافها في سوق السيارات حيث زاد حجم السوق كما زاد الإنتاج المحلى بنسبة ملحوظة في الوقت الذي انتعشت فيه الصناعات المغذية للسيارات في مصر .
وطالب الحضري عددا من رؤساء كبريات شركات إنتاج السيارات في مصر بتحويل جزء من طاقات مصانع تجميع السيارات في مصر إلى صناعة المكونات بغرض التصدير ومنح حوافز للتشجيع على زيادة استخدام المكونات المحلية في السيارات المنتجة في مصر لتحقيق أعلى قيمة مضافة وخلق فرص عمل جديدة وتشجيع الاستثمارات الوطنية .
وإذا نظرنا إلى موقف صناعة سيارات الركوب في مصر سنجد أنه يتم إنتاج نوعيات وماركات وطرازات متعددة من سيارات الركوب وبتراخيص من الشركات العالمية المتخصصة وبعض منها بمشاركة (Joint Venture ) بين الشركة الأم والشركة المصرية ومن هذه الشركات :دايو ، اوبل ، مر سيدس، BMW ، دوجان , وشاهين، شيروكى(كرايسلر)، هيونداى ،سوزكى ، كيا، لادا، فيات وايسوزو .
وحقيقةً وبعيدا عن الأقاويل الكثيرة فأن متوسط إنتاج مصنع تجميع السيارات حوالي 2327سيارة سنويا وهذا ما يتنافى واقتصاديات صناعة السيارات في العالم والتى تتطلب حجم إنتاج للمصنع الواحد يبلغ 100 ألف سيارة.
وفى هذا الشأن يقول الخبراء أن صناعة السيارات في مصر تحتاج إعادة نظر في ظل تدنى حجم إنتاج المصانع القائمة والذي يتراوح بين 2-5 آلاف سيارة سنويا لكل مصنع حيث تبلغ نسبة الطاقة العاطلة في مصانع السيارات في مصر اكثر من 70%.
ويفضل الأفراد السيارات فئة 1300 – 1600 CC تليها الفئة 1000- 1300 CC وذلك لأسباب تتعلق بالمزايا الجمركية وانخفاض استهلاكها من الوقود بالإضافة إلى كثرة الموديلات التي تعرض من هاتين الفئتين من قبل الوكلاء وذلك لأنها تناسب احتياجات ومتوسط دخل العملاء.
2-الأتوبيسات والمينى باص
تعتبر صناعة الأتوبيسات والمينى باص من الصناعات كثيفة العمالة ويتم تجميع وإنتاج هذه السيارات على شاسيهات ماركات عالمية وبحمولات ونوعيات مختلفة، ومن أهم النوعيات المنتجة محليا مرسيدس ،مان،ايسوزو،نصر،رينو،سكانيا،فولفو،ومتسوبيشى، وتجميع سيارات النقل الخفيف والمتوسط والثقيل في مصر بماركات مختلفة مثل كرايسلر ومتسوبيشى وسكانيا ومرسيدس وسوزوكى ومان ورينو.
وإذا أردنا أن نرصد الموقف في سوق صناعة الأتوبيسات والنقل في مصر سنقول أنه يتم تجميع الأتوبيسات في مصر بواسطة 6 مشروعات ترتبط بحوالي 120 مصنعا في مجال الصناعات المغذية لإنتاج المكونات والأجزاء يتراوح سعر الأتوبيس المصنوع محليا بين 500 إلى 700 آلف جنيه مقابل 1.5 مليون جنيه سعر مثيله المستورد , كما تبلغ نسبة الطاقات العاطلة في مشروعات تجميع الأتوبيسات 78% ,إلى جانب أن هناك حوالي 78% من النقل في السوق المصرية ذات حمولة اقل من 3 طن .
وعن صناعة الأتوبيسات في مصر يقول المهندس صلاح الكموني عضو رابطة مصنعي السيارات أن الاعتماد الأساسي في نقل البضائع هو النقل البرى ونسبته في تزايد مستمر ويستحوذ على حوالي 85%من إجمالي حجم نقل البضائع وبالتالي يعتبر قطاع النقل من القطاعات الحيوية باعتباره خدمات إنتاجية لذلك تم تخفيض التعريفة الجمركية على السيارة النقل حمولة 5 أطنان من 40% إلى 32 % ، وحمولة 9.5 طن من 40 % إلى 22 % واكثر من 9 أطنان خفضت من 40 % إلى 12 % فقط وذلك تشجيعا للسيارات ذات الحمولة الكبيرة .
و بدراسة توقعات حجم السوق المصرية من اللواري والأتوبيس تبين أن الاحتياجات السنوية من سيارات النقل تقدر في عام 2015 بحوالي 50 ألف سيارة كما تقدر الاحتياجات السنوية من الأتوبيسات عام 2015 إلى حوالي 4000 أتوبيس, و .يوجد في مصر 12 شركة تقوم بتجميع سيارات النقل والأتوبيس والميكروباص ويعمل في هذه الشركات حوالي 15 ألف عامل ،بنسبة 80%من إجمالي العمالة في صناعة السيارات نظرا لان هذه الصناعة تحتاج إلى عمالة كثيفة وميكنة اقل مقارنة بسيارات الركوب .
وقد حققت صناعة سيارات النقل والأتوبيس نسب تصنيع محلى عالية على النحو التالي :
* مينى باص 65 – 70 %
*ميكرو باص اكثر من 60 %
*أتوبيس عادى/سياحي 65 – 75 %
*سيارات نقل خفيف ومتوسط 65 %
*سيارات نقل ثقيل حوالي 20 – 50 %
ويقول أسامه الحكيم المهندس بشركة النصر المصرية لصناعة السيارات أن الصناعة الأكثر استقرارا في مصر خلال السنوات القادمة ستكون لصناعة الأتوبيس لأنها لا تعتمد على الميكنة بنسبة كبيرة حيث يعتمد الأتوبيس المصنوع محليا على مكونات محلية مما لا يمثل عبئا على ميزان المدفوعات مشيرا إلى أن صناعة الأتوبيسات وسيارات النقل في مصر قد أحجمت خلال الفترة الأخيرة عن الدخول في صناعة المحرك ومجموعات نقل الحركة وذلك لأنها تخص كل موديل مما لا يشجع على الدخول في صناعتها .
التعليقات