الترفيه والاعلان الى قمة الصناعات في العالم


نيويورك



حزينة هوليوود هذه الأيام. فبعد انتهاء موسم الأعياد ودخول السنة الجديد تبين أن حصيلة شباك التذاكر من عروض أفلامها في عام 2005 لم تتجاوز 8.8 بليون دولار، وفي أفضل الأحوال 8.9 بليون دولار، أي أقل بنحو 400 الى 500 مليون دولار عن العام الماضي. وشكلت هذه الأرقام التي نشرتها أشهر شركات الأبحاث ولا تشمل سوى صالات العرض المحلية، أكبر انخفاض في دخل عاصمة السينما منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي.

وللمسؤولين في هوليوود بعض الحق في التخوف من تراجع حصة إنفاق المستهلك الأميركي. فكما يبدو، أن رد الحسد لم يكن الدافع وراء خيبة الأمل التي عبروا عنها بعد ظهور نتائج العام. فعلى رغم أن انخفاض حصيلة شباك التذاكر لا يتجاوز إيرادات فيلم واحد هو فيلم الفانتازيا laquo;تاريخ ناريناraquo; (رسوم متحركة) الذي دفعه تحالف laquo;وولدن ميدياraquo; و laquo;وولت ديزني بيكشترزraquo; إلى صالات العرض في موسم الأعياد، إلا أن السينما تعتلي قمة واحدة من أضخم الصناعات التي يتوقع أن تحقق معدلات نمو قياسية في مناطق العالم باستثناء السوق الأميركية.

وطبقاً لتوقعات شركة الأبحاث العملاقة laquo;برايس ووترهاوس كوبرزraquo;، و التي تناولتها الحياة اللندنية فقد استعادت صناعة الترفيه والوسائط العالمية قواها بعد الترهل الذي عانته في الأعوام الماضية، وسيزيد دخلها بنسبة مركبة معدلها السنوي 7.3 في المئة في الفترة بين 2005 و 2009 حيث سيصل إلى 1.8 تريليون دولار، مقارنة بـ 1.3 تريليون دولار في 2004. ومن شأن ذلك أن يضع هذه الصناعة التي تضم كل أنواع النشاطات الترفيهية ووسائط الاعلان والاعلام في قمة الصناعات العالمية.


المنافسة الأوروربية

وأشارت التوقعات الجديدة إلى أن صناعة الترفيه والوسائط الأميركية ربما تكون استنفدت كثيراً من قدرتها على الوصول إلى جيوب المستهلكين، إذ يتوقع ألا تزيد نسبة نمو ايراداتها السنوية على 5.6 في المئة. بل أن حصتها من هذه الصناعة تبدو مقبلة على الانحسار لمصلحة الصناعة الأوروبية التي ستتجاوز ضعف الأعوام الماضية وتنمو بنحو 6.5 في المئة سنوياً، وفي درجة أكبر منطقة آسيا والمحيط الهادئ حيث متوسط النمو السنوي سيشارف على 10 في المئة مدعوماً بنسبة نمو تناهز 25 في المئة في الصين.

لكن صناعة الترفيه الأميركية ستحتفظ بموقعها المهيمن حتى في حال تحققت التوقعات وانخفضت تقديرات حصتها من ايرادات الصناعة العالمية من 44 في المئة في عام 2004 إلى أكثر من 38 في المئة بقليل في 2009. إذ ستبلغ قيمة ايراداتها في نهاية الفترة 690 بليون دولار بينما ستصل ايرادات الصناعة في آسيا والمحيط الهادئ إلى نحو 400 بليون دولار. أما ايرادات أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا مجتمعة فيتوقع أن تقفز إلى 572 بليون دولار، وسيراوح نصيب الدول العربية منها بين 30 و40 بليوناً.


زيادة الدخل

والذي سيمكن صناعة الترفيه والوسائط العالمية من زيادة دخلها، هو قدرتها الفائقة على التجديد واستحداث قنوات مبتكرة لجني الايرادات، بحسب اعتقاد شركة برايس ووتر هاوس التي توقعت أن ترفع تقنيات السرعات العالية في الانترنت وأدوات الاتصال اللاسلكي، ايرادات الصناعة من 11.4 بليون دولار في 2004 إلى 73 بليوناً في 2009. وستأتي هذه الزيادة الضخمة فقط من اشتراكات مستخدمي الانترنت لاستئجار الكتب والموسيقى والأفلام وألعاب الفيديو.

وتلعب الانترنت السريعة دور القاطرة لصناعة الترفيه والوسائط في اثنتين من قنوات الدخل الرئيسة، هما اشتراكات الخدمة والاعلان اللذان سيرفعان ايراداتهما بنحو 17 في المئة سنوياً ليصلا إلى 289 بليون دولار. وستحقق آسيا والمحيط الهادئ، وعملياً الصين والهند، أسرع معدلات النمو وستنفرد بأكثر من 45 في المئة من الايرادات المتوقعة، في مقابل 32 في المئة لأوروبا و19 في المئة لأميركا. وستنمو ايرادات الانترنت من الخدمة والاعلان في الدول العربية والأفريقية بنحو 12 في المئة سنوياً مرتفعة من 1.3 بليون دولار في 2004 إلى 2.3 بليون دولار في 2009.

وتعتقد برايس ووترهاوس وكثير من شركات الأبحاث المتخصصة، أن الدور الذي تلعبه الانترنت في ايرادات صناعة الترفيه والوسائط العالمية من الاعلان سيبقى محدوداً في المستقبل المنظور. ويتوقع أن ترتفع ايرادات الاعلان عموماً من 358 بليون دولار في 2004 إلى 477 بليوناً في 2009، مسجلة زيادة سنوية تقترب من 6 في المئة، بينما ستنمو ايرادات الانترنت من الاعلان بنحو 16 في المئة سنوياً من دون أن تتجاوز مبلغ 32 بليون دولار في نهاية الفترة، أي أقل من 18 في المئة من ايرادات الاعلان التلفزيوني.


إيرادات الإعلان

وفي واحدة من التوقعات اللافتة أشارت برايس ووترهاوس إلى أن ايرادات الاعلان في أكبر سوق اعلانية في العالم هي الولايات المتحدة، ستتأثر سلباً وإن في شكل طفيف مع تزايد استخدام أقراص الفيديو (دي في دي)، وستنمو بمعدل سنوي منخفض (2.6 في المئة) في أوروبا لكنها ستحلق في آسيا والمحيط الهادئ وتحقق نسبة نمو سنوية مركبة تزيد على 6 في المئة في الشرق الأوسط، وكذلك في وسط وشرق أوروبا.