تفعيل دور أرامكو وساينوباك في مجالي النفط والغاز
ايلاف تكشف الخفايا النفطية بين الرياض وبكين2/2



ايلاف خاص ndash; بكين . الرياض

الصين السادسة اقتصاديا بالعالم

تعتبر الصين اليوم سادس اضخم اقتصاد في العالم، وقد حققت خلال العقد الماضي معدلات نمو لم يسبق لها مثيل حيث تشير التوقعات الاقتصادية الى انها ستستمر في تحقيق اعلى معدلات النمو على النطاق العالمي من حيث اجمالي الناتج القومي، لذا قررت المملكة العربية السعودية ان تكون بموضع الشريك الاستراتيجي بخاصة في ما يتعلق بتلبية الطلب الصيني المتنامي على البترول والمساهمة في بناء مجمعات للتكرير والبتروكيماويات، ولعلاقة بين البلدين تتصف بالشراكة الاستراتيجية وليس فقط مجرد اتفاقيات ثنائية وبذلك ستسطيع الصين الحصول على امدادات بترولية امنة وفي نفس الوقت ضمان منفذ رئيسي لتسويق البترول السعودي، فالزيارة التي يقوم بها الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والنتائج والاتفاقيات المرتقبة بين البلدين قد مهد لها على مدى 15 عاما تقريبا، من خلال الفريق الفني المشترك الذي شكل بين وزارة البترول و الثروة المعدنية السعودية وهيئة التنمية والاصلاح الوطنية الذي كان يجتمع بشكل دوري تناوبي لبحث وتطوير سبل التعاون، وتم من خلال الفريق اعداد بروتوكول التعاون في قطاع الغاز والبترول مع اليات التنفيذ الذي وقعه الملك عبدالله خلال زيارته الحالية للصين .

وحالما بيدأ تشغيل المشاريع المشتركة بين ارامكو والصين فانها ستعزز موقع ارامكو السعودية في المرتبة الاولى كمورد مضمون للزيت الخام مما سيزيد من حجم الزيت الخام السعودي والمنتجات المكررة التي سيتم بيعها في الصين الى حوالي 850 الف طن برميل يوميا عند الاخذ في الاعتبار الاستيراد من خارج هذه المشاريع اضافة الى ان ارامكو تشارك ساينوبك في دراسة جدوى بناء احتياطي استراتيجي وتشغيلي في الصين، وذلك لطمانة مخاوف الصين فيما يتعلق بامن الامدادات النفطية لها .


تاريخ العلاقة بين ارامكو السعودية والشركات الصينية
تعود تاريخ العلاقة بين ارامكو السعودية و الصين الى عام 1992 عندما عملت الشركة جنبا الى جنب مع الجهات الصينية على عرض يقضي بتصميم و بناء مصفاة جديدة في الجزء الشمالي الشرقي من الصين، وتم استكمال العرض وقدم للحكومة الصينية عام 1995 لكن المشروع لم ير النور بسبب عدم جهوزية السلطات الصينية في ذلك الوقت لمنح الشركات الاجنبية فرص الدخول الى السواقها .

وعام 1997 وقعت ارامكو السعودية اتفاقية تفاهم مع شركة ساينوبك تنص على التعاون من اجل تقييم فرص واحتمالات المشاريع المشتركة في برنامج ساينوبك المتعلق بتطوير مصافيها وتوسعتها بهدف تكرير المزيد من الزيت ذي النسب العالية من الكبريت، وتم بعدها الموافقة من قبل ارامكو على مشاركة ساينوبك واكسون موبيل في دراسة الجدوى الاقتصادية و الفنية لتوسعة مصفاة فوجيان ورفع انتهاجها الى 240000 برميل يوميا، هذا بالاضافة الى انشاء مجمع بتروكيميائي لانتاج 1.12 مليون طن في العام من البولي اولفينات و70000 طن سنويا من مادة الباراكسيلين .

وكانت ارامكو قد افتتحت في العام 1997 مكتبا للمبيعات والتسويق في بكين لمساندة جميع نشاطات التسويق في الصين والعمل على التوسع في حصة ارامكو السعودية في سوق زيت الخام هناك، واصبحت الشركة اليوم بفضل هذه الجهود المورد الاول للزيت الخام في الصين بالاضافة الى كونها المورد الاول لغاز البترول المسال بتلبيتها ثلث الحاجة الصينية اي ما يمثل مليوني طن سنويا، بالاضافة الى كون ارامكو احد ثلاث اكبر الشركات الموردة للكبريت.

اما في العام 1998 فقد افتتح مكتب لارامكو في هونج كونج لمتابعة تطوير مشروع فوجيان، وتلاه مكتب في بكين للمشاركة في اعمال تصميم وانشاء الوحدات التكريرية والبتروكيميائية المرتبطة بالمشروع، ووطدت ارامكو علاقتها بشركة ساينوبك الصينية من خلال مذكرة تفاهم في العام 2004 لترسيخ الشراكة في اعمال التنقيب عن الغاز وانتاجه وتشجيع التعاون في الاستثمار في قطاعي التقنية واعمال تكرير الغاز وتسويقه، وتم بعدها الاتفاق على تطوير مصفاة اخرى في الجزء الشمالي الشرقي من الصين اطلق عليه quot;مشروع شنداوquot;.


مصالح مشتركة

ان التعاون الصيني السعودي لا يصب فقط بخانة تطوير المنشآت الصينية فقد حرصت وزارة البترول السعودية من مبدأ الجدوى التجارية والمنافع المتبادلة على دعوة الشركات الصينية للمساهمة في المشاريع التي تقام في السعودية خاصة في مجال بناء السكك الحديد واستغلال المعادن ومحطات التحلية وتوليد الكهرباء ومشاريع خدمات الطاقة، واستطاعت شركة ساينوبك من الفوز بعقد مشاركة مع ارامكو السعودية للتنقيب عن الغاز في شمال الربع الخالي من السعودية، حيث كلفت الشركة الصينية بعمليات المسح الزلزالي وكافة عمليات التطوير.

اقرأ ايضا في ايلاف :

النفط بين الرياض وبكين

السعودية نحو علاقات جيدة مع بكين