روسيا: ذكرى انطلاقة إصلاح جذري



موسكو


شهدت روسيا في الخامس عشر من نوفمبر 1991 انطلاقة لإصلاح جذري تمهيدا للتحول لاقتصاد السوق.ويقول quot;يغور غايدارquot; نائب رئيس الحكومة التي عهد إليها بتنفيذ الإصلاح إن روسيا لم تجد مفرا من الولوج في إصلاح جذري لاسيما وإن المدن الروسية الكبيرة بدأت في منتصف خريف 1991 تواجه أزمة الغذاء. وكانت المرة الأخيرة التي عانت فيها روسيا من نقص الحبوب في عامي 1917 و1918. وكانت النتيجة أن روسيا حصلت على الثورة والحرب الأهلية.

ولم يعترض أعضاء مجلس الدولة في نوفمبر 1991 على برنامج الإصلاحات الذي عرضه الرئيس بوريس يلتسين والذي تضمن، من جملة أمور أخرى، إطلاق حرية أسعار السلع ورفع القيود المفروضة على التجارة الخارجية بما فيها تجارة النفط. وتم تبني البرنامج رغم أنه كان هناك وعي بأن إصلاحات من هذا القبيل لا تحظى بإجماع الشعب.

ويقول quot;يوري افاناسييفquot;، عضو قيادي في الوفد الروسي إلى المؤتمر الأول لنواب شعب الاتحاد السوفيتي في عام 1991 وهو من دعاة الحرية الذين يقدمون الحرية على ما عداها، إن الإصلاحات التي ألقى يلتسين المسؤولية عن عواقبها على عاتقه لم تصبح مصيرية ولم تنفذ في مجالات حيوية مثل المجال العسكري ومجال الإسكان والخدمات في المساكن ومجال المعاشات، حتى الآن. وبدلا من ذلك صدر عدد كبير من القرارات والقوانين التي أعطت الضوء الأخضر لنهب روسيا. ولم تقُدْ الإصلاحات الشعب إلى بر الحرية.