ازمة بي اند او والعلاقات الاماراتية الاميركية


بهاء حمزة من دبي


تسارعت في الساعات الاخيرة وعلى نحو مفاجيء تداعيات حسم موانيء دبي صفقة شراء شركة quot;بي اند اوquot; البريطانية للموانئ والعبارات على العلاقات الاماراتية الاميركية التي كانت توصف دوما بالمتينة حيث سارع العديد من نواب الكونجرس الاميركي لتسجيل احتجاجهم على الصفقة التي ستضمن لموانيء دبي الهيمنة على اهم الموانيء الاميركية حيث ان شركة موانيء بي اند او تدير بالفعل عددا من اهم الموانيء الاميركية منها موانئ كل من نيويورك ونيوجيرسي وفيلادلفيا وبلتيمور وميامي ونيو أورليانز وهي التي ستنتقل تبعيتها الى سلطة موانيء دبي ما اعتبره هؤلاء النواب اخلالا بالامن القومي الاميركي في وقت اكدت فيه كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية ان الصفقة لن تؤثر على علاقات الصداقة والتعاون القائمة والقوية بين البلدين ما يوحي بأن صراعا سياسيا عنيفا يمكن ان يشتعل في واشنطن خلال الايام المقبلة فيما لا تملك الامارات سوى الانتظار والمراقبة.


وبدا في اعتراضات نواب الكونجرس الاميركي خصوصا من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين انها فرصة رأوها سانحة للانقضاض على نظام الرئيس بوش الجمهوري وهو ما يتضح في بعض تصريحاتهم حول الازمة منها قول مارك فولي النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا إنّه يعتقد أنّ قرار المصادقة quot;تمّ تحت المعطفمشيرا الى أنّ الرئيس جورج بوش، سبق ان اختار في كانون ثان (يناير) المسؤول السابق في شركة موانئ دبي ديف سانبورن، مديرا لشؤون الموانئ الأميركية.


وبينما يلتزم الجانبان الرسميان في البلدين التهدئة حيث اكدت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في تصريحات ادلت بها امس لعدد من الصحفيين العرب والأميركيين قبيل توجهها إلى الشرق الأوسط في جولة تشمل مصر والسعودية ودولة الإمارات على التوالي انها تتمنى الا ألا يشعر quot;الأصدقاءquot; في دولة الإمارات بأي إساءة بسبب المناقشات التي تجرى في الكونجرس لأن الإدارة الأميركية عليها مسؤولية مناقشة أي صفقة بهذا الحجم أمام المشرعين وطمأنة الرأي العام الأميركي بأنها لا تشكل أي تهديد لمصالح الشعب أو لأمن البلاد.


وقابلها تصريحات الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الاماراتي ردا على الازمة المتصاعدة في الكونجرس والتي يقول فيها ان الامارات كانت حليفا قويا للولايات المتحدة في محاربة الارهاب وستبقى كذلك. مضيفا انهم ينتظرون في الامارات اللقاء الوشيك بين وزراء خارجية دول التعاون الخليجي ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في ابوظبي الاسبوع القادم لاحداث الى المزيد من تعزيز هذه العلاقات.


والمشكلة التي تؤرق الادارة الاميركية ان توقيت اثارة الازمة في الكونجرس حساس للغاية كونه يتزامن مع الجولة التي تقوم بها رايس للمنطقة والتي ستناقش فيها حسبما اعلن مجموعة من الموضوعات الملحة على الساحة العربية حاليا وتحتاج خلالها الى كل دعم ممكن من الحلفاء العرب ومنهم بالطبع دولة الامارات التي ترتبط بعلاقات خاصة ومتينة مع الادارة الاميركية مع السعودية ومصر، حيث تناقش رايس خلال جولتها الحالية تطورات الأزمة الإيرانية وهو واحد من الموضوعات التي تحتاج الى تأييد خليجي شامل ومعلن حتى يمكن المضي في حصار النظام الايراني والموضوع الفلسطيني وتداعيات انتقال السلطة ال حركة حماس والازمة الوليدة بينها وبين الادارة الاميركية واخيرا التطورات في العراق.


لكن تبقى العديد من التساؤلات تنتظر الوقت للاجابة عنها منها ..هل ستؤدي الازمة الناشئة الى اهتزاز في العلاقات الوثيقة بين الامارات واميركا وهل ستلفت الصفقة الضخمة انظار العالم للقوة المتصاعدة في دبي؟