تايلاند تشهد نهضة اقتصادية وسياحية كبيرة





بانكوك

تشهد مملكة تايلاند نهضة اقتصادية كبيرة تقودها طفرة زراعية واسعة وانتشار المدن السياحية والمواقع الترفيهية التي تستقطب ملايين السياح من مختلف دول العالم.وجاءت هذه الطفرة من خلال تنفيذ خطة طموحة يشرف عليها ملك تايلاند نفسه ويشجع مواطنيه على مضاعفة الانتاج الزراعي وبناء المجمعات السياحية لجذب اكبر عدد من السياح .وقد تبنى الملك مشروعا نموذجيا اسماه /مشروع المحصول البديل/ وهو عبارة عن استبدال بعض المزروعات بمحاصيل أكثر فائدة ومثمرة في ذات الوقت مثل استبدال زراعة الخشخاش بمحاصيل ذات انتاجية أكبر.

واطلعت وفود اعلامية وصحفيون من مختلف دول العالم نظمت لهم وزارة الخارجية التايلاندية زيارة للمشاريع التنموية الطموحة وذلك بمناسبة احتفالات مملكة تايلاند في الاسبوع الماضي بالذكرى الستين لتولي الملك بوميبول الدولياديج /راما التاسع/ عرش بلاده والذي يعتبر أطول الملوك حكما في العالم .

وشارك في هذه الاحتفالات عدد كبير من قادة وممثلي دول العالم ومجموعة من الصحفيين والاعلاميين من الدول العربية والاوروبية والاسيوية ،واشتمل برنامج زيارة الوفود الاعلامية على زيارة للاماكن السياحية في العاصمة بانكوك ومدينتي شيانغ ماي وشيانغ راي.

والتقت الوفود الاعلامية خلال الزيارة بعدد من كبار المسؤولين التايلانديين من بينهم نائب رئيس الوزراء التايلندي الذي قدم شرحا عن علاقة بلاده بمختلف الدول وخاصة علاقات الصداقة التي تربط تايلاند مع الدول العربية التي وصفها بأنها علاقات حميمة منذ وقت طويل..مشيرا الى ان تايلاند تستقبل سنويا الالاف من السياح والزوار من الدول العربية الذين يلاقون كل ترحيب من الشعب التايلاندي .

كما قدم نائب رئيس الوزراء التايلاندي شرحا عن المناطق السياحية والترفيهية في مختلف المدن التايلاندية وكذلك عن الانجازات التنموية التي تحققت في عهد الملك والتقدم الذي تشهده تايلاند في مختلف المجالات الاقتصادية والزراعية والعمرانية .

والتقت الوفود الاعلامية ايضا بوزير الخارجية التايلندي الذي اشار الى الانجازات الكبيرة والأماكن السياحية والتاريخية والحضارية في المملكة التايلاندية .

وقال معالي الدكتور كنتاشي سهومن كهول وزير الخارجية التايلاندي في تصريح لوكالة انباء الامارات أن الملك استطاع أن يحول تايلاند التي يبلغ عدد سكانها /65/ مليون نسمة الى قوة اقتصادية عملاقة في آسيا تشكل الطبقة المتوسطة فيها أكثر من /60/ بالمائة من المواطنين والى دولة قوية ومستقرة .

وأشار الى ان جلالة الملك يتابع بنفسه مشاريع التنمية ويشجع المزارعين بتواجده في حقولهم ويحثهم على العمل والعطاء ويأخذ لهم صورا فوتوغرافية بواسطة كاميرته الخاصة كما يقوم بزيارات للمصانع التايلاندية حيث بادر بانشاء مشروعات ملكية أساسية وحيوية كتدوير المحاصيل وتربية الأسماك والري ومزارع الألبان واعادة التشجير وبناء الطرق وانشاء القرى المكتفية ذاتيا .

وأضاف وزير الخارجبة التايلاندي أن هناك مشروعا رائدا في تايلاند يحظى بدعم واهتمام الملك شخصيا وهو مشروع / شيبا تانا/ وتعني/اختصار التنمية/ وهي مؤسسة غير حكومية وغير ربحية تأسست عام 1988 وتهدف الى خدمة المجتمع عن طريق الاستجابة الديناميكية السريعة والخلاقة للحاجات الحيوية للشعب.

واوضح ان المؤسسة عملت على تنفيذ مشروع المحصول البديل كاستبدال بعض المزروعات والمحاصيل بمحاصيل أكثر فائدة ومثمرة في ذات الوقت مثل استبدال زراعة الخشخاش بمحاصيل ذات انتاجية اكبر.

ويحظى ملك تايلاند بحب واحترام الجميع له فهو رمز للأمة والشعب كما أنه أسهم في نقل تايلاند من مجتمع ريفي الى مجتمع متعدد الأنشطة كما يقوم بزيارات لجميع المناطق لاسيما الريفية منها ويبدي اهتماما كبيرا في تنميتها .

واشار وزير الخارجية التايلندي الى أن جلالة الملك عمل على توطيد العلاقات الخارجية للمملكة مع مختلف دول العالم وتوطيد أواصر الصداقة مع مختلف الشعوب حيث ان المملكة مهتمة بمختلف القضايا الاقليمية والدولية وترى أن تحقيق العدل والسلام يضمن الاستقرار والتنمية وتحقيق الرفاه الاقتصادي لكل الدول والشعوب.

وقد زار مندوب /وام/ ضمن الوفود الاعلامية العربية والدولية عددا من مشاريع التنمية والمصانع والمشروع الملكي للزراعة في مدينة شيانغ ماي ومدينة شيانغ راي بالاضافة الى مشاريع في العاصمة بانكوك التي تحتوي على /37/ مزرعة للأسماك والفواكه والخضروات ومزارع تنتج مختلف أصناف البن حيث تحظى هذه المزارع التي تم انشاؤها منذ /34/ عاما باهتمام ملكي وصارت مقصدا لزيارة السواح العرب والأجانب الذين يتوافدون الى تايلاند بازدياد عاما بعد عام .

كما زارت تلك الوفود عددا من المؤسسات الخيرية المدعومة من جلالة الملك ومنها مؤسسة دوي تانغ المعنية بتعليم الأطفال الأيتام وأبناء الفقراء لاكسابهم مهارات ومهن تفيدهم في مستقبل حياتهم..واستمع الوفد من أمينها العام لشرح عن النشاطات المختلفة الداعمة للمزارعين ومن أهمها محاربة زراعة الحشيش التي استطاعت تايلاند أن تتخلص منه من خلال دعم المزارعين وايجاد فرص لهم لزراعة محاصيل أخرى حيث تلقى هذه المؤسسة دعما كبيرا من قبل بعض دول العالم.
تايلاند تشهد نهضة اقتصادية وسياحية كبيرة / اضافة أولى وأخيرة .

واطلعت الوفود الاعلامية كذلك على مشروع لزراعة الأزهار والورود التي تنافس في جودتها المزارع الهولندية وعلى مشاريع ومصانع انتاجية أخرى للأقمشة والجلود والفخار والحرير والورق والتي تصدر بكميات كبيرة لمختلف دول العالم .

كما قامت الوفود بزيارة عدد من الأماكن السياحية ومنها السياحة العلاجية والعائلية والترفيهية وعدد من المسارح في العاصمة بانكوك التي تقدم للسياح عروضا متنوعة فلكلورية وتمثيلية كما يستمتع السياح بالعروض المثيرة التي تقدمها مجموعة من الافيال المدربة .

وشهدت الوفود الاعلامية عرضا للبوارج الملكية على نهر تشاوفرايا ويبلغ عددها /52/ بارجة منها مراكب ملكية رئيسية للملك راما التاسع وعلى متنها ألفين و/52/ من الضباط والأفراد التابعين للبحرية الملكية التايلندية حيث تخللت العرض أهازيج من الفلكلور الشعبي التايلاندي تصف مساهمات ملك البلاد وجمال المراكب الملكية ..وقد شقت المراكب طريقها بشكل رشيق على طول النهر واستمر العرض ما يقارب ثلاث ساعات متواصلة انطلقت فيها البوارج الملكية من أمام القصر الملكي الكبير/واسوكري/ باتجاه ساحة /وات ارونرشاوارام/ .

ورافقت البوارج الملكية /22/ بارجة أخرى تتميز بألوان مختلفة وهي مخصصة للحرس .

وخلال الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة الذكرى الستين لتولي الملك عرش بلاده لوحظ حزن التايلانديين من أجل ملكهم عندما عبر في أحد خطاباته في الاحتفالات الرسمية بذكرى عيد جلوسه عن خوفه وقلقه من ألا يلتقي بهم في العام المقبل لأن العمر يتقدم به..وفي تلك اللحظة صرخ الحضور بصوت واحد /لا تتركنا/ وراحوا يضربون برؤوسهم الأرض .

وفي ساحة سانام لوانغ أمام القصر الكبير بوسط العاصمة بانكوك وبحضور حوالي /700 / ألف شخص من الجماهير التايلاندية يرتدون الزي الأصفر /اللون الملكي/ وقف الملك بوميبول على شرفة قصره يحيي شعبه الذي احتضنه طوال ستين عاما حيث شهدت خلاله المملكة ازدهارا اقتصاديا واستقرارا اجتماعيا وسياسيا .

ويعتبر اللون الأصفر هو لون مواليد يوم الاثنين ومولد الملك كما أن هناك لونا لكل يوم من الاسبوع فالوردي لمواليد الأربعاء والبرتقالي للخميس والأزرق للجمعة /منهم الملكة سيريليك زوجة الملك/ وهكذا .

وفي ذكرى التتويج كما في ذكرى ميلاد الملك يرتدي التايلانديون قمصانا صفراء ويرفعون الى جانب العلم الوطني العلم الأصفر الذي يتوسط الشعار الملكي تعبيرا عن محبتهم وولائهم لمليكهم رمز وحدتهم وصانع مجدهم الحديث حيث يعتبر شخصية نادرة دخلت الى قلوبهم.

وينحدر الملك الذي ولد في الولايات المتحدة من سلالة حاكمة قدمت للبلاد تسعة ملوك منذ ان أصبحت بانكوك العاصمة منذ 220 عاما وتولى العرش خلفا لشقيقه الذي توفي فجأة .

يذكر أن الملك لم يغادر تايلاند خلال الثلاثين سنة الماضية الا مرة واحدة عندما زار العاصمة اللاوسية للمشاركة في حفل افتتاح جسر نهر الميكونغ الذي يربط بين البلدين تعبيرا عن رغبته في علاقات طيبة مع الدولة المجاورة .

ويعرف عن الملك أنه متعدد المواهب فهو يحمل آلة تصوير دائما ويعلق بدقة على كل الصور التي يلتقطها لمختلف المشاريع ويمررها عن طريق مكتبه للصحافة كما أنه رسام معترف به وعازف وكانت له فرقته الخاصة التي يعزف بها مرتين في الاسبوع وقد تخلل عهده حتى الآن /20/ رئيس وزراء و /15/ دستورا و /17/ انقلابا .

وتعتبر صلاحيات الملك الرسمية محدودة ويعود ذلك الى الدستور الذي تم اقراره وبالاضافة الى دوره السياسي يعتبر الملك حامي البوذية في تايلاند ورمزا للوحدة الوطنية .

ويحظى الملك بهوميبول بشعبية كبيرة ويملك سلطة روحية قوية يستعملها أحيانا عند حدوث أزمات سياسية كبيرة ورئيس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية يعينه الملك من بين أعضاء البرلمان وغالبا ما يكون زعيما للحزب الذي يمكن أن يشكل أغلبية في الحكومة الائتلافية المشكلة .

وتضم تايلاند /76/ محافظة ويعتنق حوالي /95/ بالمائة من السكان البوذية في حين تبلغ نسبة السكان المسلمين خمسة بالمائة حيث ينتشر المسلمون في مناطق الجنوب .

وتضم تايلاند العديد من المناطق ذات التضاريس المتباينة وقد أوجدت التقسيمات الادارية تبعا لذلك وتغلب التضاريس الجبلية على الشمال وتتواجد في أعلى قمة بالبلاد /دوي انتانون/ ويبلغ ارتفاعها ألفين و/576/ مترا وتتواجد هضبة /كورات/ في شمالي شرق البلاد ويحدها من الشرق نهر /ميكونغ/ ويمتد وادي/تشاو فرايا/ في وسط البلاد ويواصل مجراه الى أن يصب في خليج تايلاند ..وفي الجنوب يقع مضيق /كرا ايستموس/ الذي يطل على شبه الجزيرة الماليزية.

وكانت الأقاليم الأربعة الجنوبية تشكل مملكة فطاني وهؤلاء المسلمون من عرق الملايو ويتكلمون البهاسا ويكتبونها بالأبجدية العربية .

وترتبط الأصول التاريخية لتايلاند بتاريخ مملكة /سوكوتاي/ التي تأسست عام 1238 وقد حلت مملكة /أيوتايا/ محلها منذ منتصف القرن ال/14/ للميلاد ووسعت من رقعتها لتشمل العديد من المناطق المجاورة .

وكان للثقافتين الصينية والهندية تأثيرا بالغا على البلاد وبدأ الأوروبيون يتوافدون عليها منذ القرن السادس عشر الميلادي الا أنه رغم الضغوط التي مارسها هؤلاء فقد بقيت تايلاند البلد الوحيد في جنوب شرقي آسيا التي لم تستعمرها القوى الأوروبية.

ومملكة تايلاند بلد في جنوب شرقي آسيا تحدها كل من لاوس وكمبوديا من الشرق وخليج تايلاند وماليزيا من الجنوب وبحر أندمان وميانمار من الغرب .

وتعرف تايلاند باسم /سيام/ أيضا وقد كان اسم البلاد الرسمي حتى تاريخ 11 مايو 1949 ..وتعني كلمة /تاي/ الحر في اللغة التايلاندية واشتق من نفس اللفظ /تاي/ الكلمة التي تطلق على السكان أي تايلانديون وتستعمل بعض الأقليات المتواجدة في البلاد كلمة سياميون عند الاشارة الى سكان البلاد والعملة الرسمية في تايلاند هي البات حيث يساوي كل ألف بات /25/ دولارا .