الرسوم تكاد لا تذكر
المانيا: المدارس الحكومية هي الافضل


اعتدال سلامه من برلين

بعكس البلدان العربية فان المدارس واقساطها ومصاريفها في المانيا كما بعض الدول الاوروبية لا تشكل هما او عبأ على اولياء امر التلاميذ، لان اكثر من 92% من التلاميذ يتعلمون في المدارس الحكومية لما لها من مستوى تعليمي يحسد عليه، والقلة التي تقصد المدارس الخاصة التي تحظى بعضها بدعم مالي حكومي لكن تظل اقساطها عالية جدا.وكما هو معروف حرص نظام التعليم في المانيا منذ ان وضع قبل عقود طويلة على توفير اهم شيء للمواطن وهو التعليم والتأهيل المهني والدراسة الجامعية ومن اجل تحقيق ذلك وضع هذا القطاع تحت اشراف الدولة ليس فقط من اجل مراقبته بل وتطويره وتحسينه باستمرار.


وفي المدارس الحكومية لا يتعين على ذوي التلاميذ دفع اقساط بل رسوم تكاد تذكر وتختلف من صف الى الاخر، فعلى سبيل المثال تصل الرسوم المدرسية للتلميذ في الصفوف التكميلية حتى 120 دولار سنويا وتتضمن ثمن الكتب التي يحتاجها للسنة الدراسية اضافة الى حوالي 10 دولار شهريا لمواد دراسية اخرى مثل مواد الرسم او ممارسة الهواية.


لكن يضاف الى هذا المبلغ السنوي تكاليف رحلات بحثية وعلمية لها صلة بالدراسة مباشرة وتعتبر الزامية. ويكون حجم التكاليف حسب مدة الرحلة وبعد المكان والمبيت مع المصاريف الشخصية وثمن التذكرة. والوسيلة الاكثر شيوعيا لهذه الرحلات هي القطار مع تخفيض للتلاميذ او المجموعة. وهذه الرحلات الالزامية ليست كثيرة وقد تصل الى مرة او مرتين خلال السنة المدرسية وتكون لمدة اسبوع، وتكون مرتبطة بمشروع بحثي مدرسي عن الطبيعة او الحيوانات او تاريخ المانيا او احدى المدن.


وهناك رحلات صغيرة علمية وشبه الزامية تختلف تكاليفها وتكون عادة في المواصلة العامة مثل المترو وتصل الى بضعة دولارات، اضافة الى تذكرة الدخول الى متحف او معرض او حديقة. لكن المجموع لا يتعدى العشرة دولارات لوجود حسم دائم للتلاميذ.


ويعطي كل تلميذ في الشهر حوالي ثلاثة دولارات توضع في صندوق الصف تمول بها انشطة متعددة للصف او تناول افطار جماعي ويدفع الاهالي احيانا بعض المال عندما تقام لمناسبة احتفال كبير. واذا ما حسبت تكاليف العامي الدراسي بالكامل للتلميذ الواحد فانه لا يتعدي المائتي دولار في السنة.


وتتوجه الاقلية في المانيا الى المدراس الخاصة رغم ان مستوى التعليم فيها لا يختلف ومعظمها مدارس انشأتها السفارات مثل المدرسة الفرنسية او المدرسة الامريكية او اكاديمية الملك فهد والاقساط فيها بين مرتفعة وباهظة. ويقصدها في اغلب الاحيان ابناء الممثليات الدبلوماسية خاصة وان بعضها مربوط بمدارس للداخلية او من يريد تعليم اولاده اللغة العربية واصول الدين الاسلامي. وهذه المدارس عادة ليست للعائلات المتواضعة الحال.


ويصل متوسط قسط المدارس الخاصة في الشهر مثل في المدرسة الفرنسية في برلين الى 250 دولار ويمكن لذوي التلميذ تقديم طلب منحة الى السفارة لان الحكومة الفرنسية تدعم مدراسها في الخارج، وهي اقل مثل بكثير من اقساط المدرسة الاميركية الباهظة جدا وتصل الى حوالي ال400 دولار ولا يوجد تخفيض حتى بوجود اكثر من ولد من عائلة واحدة.
ولا يتضمن القسط ثمن الكتب والقرطاسية ويصل الى حوالي 30 دولار للتلميذ في الصف الثاني مع الدفاتر والاقلام ، يضاف الى ذلك ثمن وجبات الطعام في المدرسة كما هو الحال في كل المدارس، وتصل شهريا الى 188 دولار.


ويتضمن البرنامج الدراسي في المدارس الخاصة كما الحال في المدارس الحكومية رحلات علمية التزامية لكن تتحمل ادارة المدرسة جزءا منها. الا ان التكاليف مرتبطة بنوع الرحلة ومدتها وتصل كمعدل متوسط الى 60 دولار. وتكثر المدارس الخاصة من الانشطة الفنية تناقش بعد ذلك كمادة في الصف، مثل زيارة المسارح وتصل ثمن تذكرة الدخول الى ثلاثة دولارات.

لكن المبالغ العالية التي تخيف الاهالي هي ثمن الملابس والاحذية عند دخول المدرسة. فمستلزمات الاطفال غالية جدا حتى في المتاجر التي تعرض اسعارا رخيصة، ويصل ثمن ملابس دخول المدرسة للتلميذ الذي يلتحق لاول مرة، فليس هناك ملابس موحدة الى اكثر من مائة وخمسين دولار منها ثمن الكيس الاسطواني الشكل التي يحمله معه في اول يوم دراسة ويكون مليئا بالهدايا واللعب. ورغم هذا المبالغ تظل المانيا مقارنة مع دول اخرى عدا البلدان الاسكندنافية الارخص فيما يتعلق بتكاليف المدارس كما الجامعات، التي مازالت رسومها منخفضة وهي شبه رمزية لكن من المتوقع رفعها لتصل الى ما فوق الالف دولار للفصل الواحد لذا شهدت المانيا في العام الماضي موجة من المظاهرات الطلابية لم تنجح في اقناع الحكومات الاقليمية غض النظر عنها.