شهد لبنان خلال العقود الماضية كل انواع الجرائم والاغتيالات البرية منها والبحرية والجوية. ودخلت العاصمة بيروت التاريخ بان شهدت واحدا من اضخم الانفجارات في عمر البشرية في آب (أغسطس)، عام 2020.
كل جيوش العالم، عبرت فوق سيادة وطن الارز. ولم تبق زاوية من ارجاء الـ10452 كلم الا وطالتها شظايا الخطف العقائدي خلال الحرب الاهلية.
تعاملت المجاميع الشعبية في لبنان مع كل انواع الاقدار الطبيعية منها والإلهية.
انضوت قسرا تحت الوية الطوائف باعلام، ناورت، تفاعلت، تظاهرت، قاتلت ثم عادت الى جادة الوطن لبنان.
نُهبت اموالها من قبل تحالف مافيا المصارف والمنظومة الحاكمة، غضبت، تالمت، توعدت وما لبثت ان عادت لتقف في طابور التقاط رقم الانتظار في صالات البنوك للحصول على الفتات ولسان حالها يقول.. بكرا بتفرج.
واجهت المجاميع الشعبية خطر انقطاع الدواء واغلاق ابواب المستشفيات الا لمن يحمل بطاقات التبعية او اوراق العبور الخضراء فاستعانت تارة بالبطاقة، وتارة باللجوء الى صندوق "صيغة العمر" وهناك من اتكأ على عكازة "القضاء والقدر".
اصطدمت هذه المجاميع بجريمة "العتمة" وانقطاع الكهرباء، فاحتمت بظل تحالف مافيا المولدات والمنظومة السياسية، ومع ظهور الواح الطاقة الشمسية خرجت منتفضة لتحتمي بضوء الشمس وتوليد الطاقة على امل الا يفرضون "خوية" على الطيف الآتي من السماء.
قُطعت ارزاق شباب وشابات المجاميع الشعبية، امتلأت جدران الصالونات بالشهادات العلمية، لكن "برادات" الطعام خاوية. تقف الشباب عاجزة الا عن حزم حقائب الرحيل الى عواصم "الرزق على الله". تبقى الشهادات وحيدة تواسي دمعة عجوز هنا، ودعوات امهات يطلبن الفرج في الكنيسة او المسجد والخلوة.
المجاميع الشعبية في لبنان تواجه الآن اخطر من كل سبق.
فتاة في عمر الورد تخرج للعمل في احد فنادق بيروت فتجد نفسها ضحية مجرم وليد بيئة اللامان.
عصابة مجرمة تقتحم حرم براءة الطفولة وتستدرج العشرات وربما المئات منهم لغايات دنيوية دنيئة. تلك جريمة تجاوزت في صداها وآثارها كارثة المرفأ. اهراءات القمح التي انهارت يمكن اعادة بناءها لكن اعمدة الامان ان انهارت ينهار الوطن.
ما حدث هو اغتيال لبراءة الطفولة. ان يستدرج طفل او طفلة الى مقصلة اغتيال البراءة.
مطالبات في لبنان بحجب "تيك توك" بعد استخدامه بجرائم جنسية
يجرد من ملابسه. يُعتدى عليه امام عدسات اللارحمة، ويُبتز كي يكمل رحلة الضياع.
تلك جريمة اكبر في تأثيرها وابعادها من اي اغتيال شهده لبنان في تاريخه.
انه اغتيال لما تبقى من آمال وامان في لبنان.
لن تصدح حناجر الخطباء في الساحات العامة طلبا لمحاسبة مغتالي الطفولة.
ولن تتعاطى وسائل الاعلام مع "الاغتيال" الا كحدث جاذب. واذا كانت الاحداث الداخلية والاقليمية لها الاولوية لدى منظومة الحكم فان لسان حال ذوي هولاء الاطفال هو:
تباً (مع الاعتذار للكلمة) لخلافاتكم جميعا.
تباً لصراعات المصالح على منصب رئاسة الجمهورية وغيره من المناصب.
وتباً لكل القرارات الدولية حين تصبح قرارات شريعة الوحوش تحكم مفاصل المجتمع.
اغتيال الطفولة، هو اغتيال لامن ومستقبل كل المجاميع الشعبية في لبنان.
وليكن اغتيال الطفولة منصة، وان مؤلمة، لنخرج من مغائر المجاميع الشعبية ونقف على منصة الشعب الواحد.
المجتمع اللبناني في خطر!
التعليقات