أدى التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) إلى ظهور التزييف العميق، وهو عبارة عن وسائط اصطناعية تم إنشاؤها باستخدام خوارزميات التعلم الآلي. في حين أن التزييف العميق في مقاطع الفيديو قد حظي باهتمام كبير، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع صوتية مزيفة يفرض مجموعة فريدة من التحديات، خاصة بالنسبة إلى شخصيات مهمة في المجتمع. تستكشف هذه الورقة البحثية مشهد التزييف العميق في الصوت، وآثارها المحتملة على الأفراد في مواقع السلطة والنفوذ، والاعتبارات الأخلاقية التي تنشأ عن انتشارها.

في السنوات الأخيرة، أثارت ظاهرة التزييف العميق المخاوف بشأن التلاعب بالمحتوى السمعي البصري لأغراض ضارة. في حين ركزت غالبية المناقشات على التزييف العميق في الفيديو، فإن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لإنشاء تزوير صوتي واقعي قد اكتسب أيضًا جاذبية. تمثل التزييفات الصوتية العميقة، التي تتضمن تركيب خطاب يشبه الإنسان باستخدام الشبكات العصبية، حدودًا جديدة في عالم المعلومات المضللة والمعلومات المضللة. بالنسبة إلى شخصيات مهمة في المجتمع، مثل القادة السياسيين والمشاهير والشخصيات العامة، يمكن أن يكون التأثير المحتمل للتزييف الصوتي ضارًا بشكل خاص، حيث أن لديها القدرة على التأثير على الرأي العام، والتحريض على الاضطرابات، وتقويض الثقة في المؤسسات.

التكنولوجيا وراء التزييف الصوتي العميق:
يتم إنشاء التزييفات الصوتية العميقة باستخدام شبكات الخصومة التوليدية (GANs) وخوارزميات التعلم العميق التي يمكنها تحليل وتكرار الفروق الدقيقة في أنماط الكلام البشري. ومن خلال تدريب هذه النماذج على مجموعات بيانات كبيرة من العينات الصوتية، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تجميع تسجيلات صوتية واقعية للغاية تحاكي صوت فرد معين. مع التقدم في معالجة اللغة الطبيعية وتركيب الكلام، أصبح من الصعب بشكل متزايد التمييز بين المحتوى الصوتي الأصلي والمحتوى الصوتي الذي تم التلاعب به. ويشكل هذا تحديًا كبيرًا لكشف ومكافحة انتشار التزييف الصوتي العميق في المشهد الرقمي.

الآثار المترتبة على الشخصيات المهمة في المجتمع:
بالنسبة إلى لأفراد الذين يشغلون مناصب السلطة والنفوذ، فإنَّ انتشار الملفات الصوتية المزيفة يثير مخاوف جدية بشأن إدارة السمعة والخصوصية والأمن. على سبيل المثال، يمكن استهداف الزعماء السياسيين بخطب مفبركة تحريف وجهات نظرهم أو نواياهم، مما يؤدي إلى ردة فعل شعبية عنيفة وفقدان المصداقية. وبالمثل، قد يقع المشاهير والشخصيات العامة ضحية التزييف الصوتي العميق الذي يفبرك تصريحات أو أفعال فاضحة، مما يشوه صورتهم العامة ويعرض حياتهم المهنية للخطر. إن احتمال قيام الجهات الفاعلة الخبيثة باستغلال التزييف الصوتي العميق لأغراض الابتزاز أو الدعاية يؤكد بشكل أكبر على الحاجة إلى اليقظة والضمانات لحماية الشخصيات المهمة في المجتمع من التلاعب الرقمي.

الاعتبارات الأخلاقية والأطر القانونية:
مع تزايد انتشار استخدام التزييف الصوتي العميق، تأتي الاعتبارات الأخلاقية المحيطة بالموافقة والأصالة والمساءلة في المقدمة. يجب على الشخصيات المهمة في المجتمع أن تتعامل مع الآثار المترتبة على تكرار أصواتهم دون علمهم أو موافقتهم، مما يؤدي إلى تداعيات قانونية محتملة ومضرة بالسمعة. استجابة للتهديد المتزايد للتزييف الصوتي العميق، يستكشف صناع السياسات وشركات التكنولوجيا الأطر التنظيمية وأدوات الكشف للتخفيف من المخاطر التي تشكلها الوسائط الاصطناعية. ومع ذلك، فإن تحقيق التوازن بين حرية التعبير ومنع المعلومات المضللة لا يزال يمثل تحديًا معقدًا في العصر الرقمي.

يمثل ظهور التزييف العميق في الصوت سيفًا ذا حدين لشخصيات مهمة في المجتمع، حيث يوفر فرصًا للتعبير الإبداعي ومخاطر التلاعب والاستغلال. مع استمرار تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أصبحت الحاجة إلى اتخاذ تدابير استباقية لمكافحة انتشار التزييف الصوتي أمرًا ملحًا بشكل متزايد. ومن خلال رفع مستوى الوعي وتعزيز الثقافة الإعلامية وتنفيذ آليات تحقق قوية، يمكن لأصحاب المصلحة العمل معًا للحفاظ على سلامة المحتوى الصوتي وحماية سمعة الأفراد في نظر الجمهور. وفي عصر حيث تتآكل الثقة بسهولة بسبب الخداع الرقمي، فإن الدفاع ضد التزييف الصوتي العميق يجب أن يكون جهداً جماعياً يدعم المعايير الأخلاقية ويعزز الشفافية في إنتاج واستهلاك وسائل الإعلام.

لكل ما سبق، ثمّة شريحة في المجتمع العلمي يجب الاهتمام بأفرادها والتوجه الحكومي نحو استقطاب البارعين منهم وتشكيل فرق كل حسب الاختصاص ليكونوا الدرع الحصين للعراق، شعباً ووطناً، من جميع هذه المخاطر وسط الإتاحية في الاستخدام الرقمي وعدم التثقيف لطريقة استخدامه الصحيحة.

إقرأ أيضاً: المخدرات الرقمية .. والرحلات الخوارزمية للعقل

مقترح إقرار نقابة المبرمجين العراقيين الذي طال انتظار التصويت عليه وقراءته القراءة الثانية في جلسات البرلمان التي همَّشت هذه الشريحة الكبيرة وغضّت الطرف عنها تماماً إلا ما رحم ربي من السادة النواب الذين رفعوا الصوت مطالبين بإقرار النقابة، ولكن دون جدوى.

ربما لا تعي الحكومة العراقية مدى خطورة كشف الظهر لسهام التكنولوجيا الحالية والقادمة، فاحتضان المبرمجين تحت مؤسسة تكون بمثابة خلية نحل رقمية تعمل على تحصين الوطن وأبنائه ومؤسساته أصبحت من ركائز القوة في أيّ دولة، وهنا نناشد الرئاسات الثلاث للوقوف وقفة جادة وإعادة النظر في حِسابات الأولويات لننعم بالتطور الحاصل... بأمان ومهنية.