التدخين ممنوع في الاماكن العامة في فرنسا


اندريه مهاوج من باريس


بدأ في فرنسا تطبيق القانون المتعلق بمنع التدخين في الاماكن العامة والذي استثنيت منه المقاهي وعلب الليل والكازينوهات والمطاعم والفنادق . ووفقا للمرسوم الذي تم نشره في الجريدة الرسمية في 16 تشرين الثاني نوفمبر الماضي فان مفعول هذه الاستثناءات ينتهي في الاول من شهر كانون الثاني يناير المقبل ليصبح عندها منع التدخين شاملا في كل الاماكن التي لها صفة الطابع العام .
وبحسب المرسوم المذكور التدخين اصبح محرما في اماكن العمل وفي كل الاماكن المغلقة التي يؤمها الجمهور اضافة الى الاماكن العامة غير المقفلة وفي المدراس والمؤسسات والادارات التي تستقبل القاصرين كما يفرض المرسوم على الشركات ان تخصص قاعات مقفلة خاصة للمدخنين شرط ان تكون مجهزة بوسائل تهوئة وبابواب تغلق بشكل الي على الا تتجاوز مساحة هذه القاعات 35 مترا مربعا.


المخالفون سيتعرضون لغرامة مالية بقيمة 68 يورو بينما تتراوح قيمة هذه الغرامة التي يتوجب على ارباب العمل والمسؤولين عن الاماكن العامة دفعها في حال المخالفة ما بين 135 و750 يورو .هذا وقد تم تكليف حوالى 175 الف مراقب بالسهر على حسن تنفيذ قرار منع التدخين الذي بدأ يلاقي معارضة واسعة في اوساط بائعي التبغ الذين قدروا قيمة الخسائر التي قد تلحق بهم بحوالى 300 مليون يورو.


واذا كان هذا الاجراء يلاقي تاييد ما بين 70 و80 بالمئة من الفرنسيين وفقا لاستطلاعين للراي فان احتجاجات اخرى ظهرت في اوساط غير المدخنين الذين اجروا عملية حسابية بسيطة تبين من خلالها انهم سيقدومن جهدا اكبر من زملائهم المدخنين الذين سيضطرون للتوقف عن العمل على الاقل مرة كل ساعتين خلال ساعات العمل الثماني لتدخين سيجارة في القاعة المخصصة لذلك . واذا كان عملية التدخين هذه تستغرق عشر دقائق فان تدخين اربع سجائر يستغرق اربعين دقيقة هي بمثابة التوقف الفعلي عن العمل


على كل فرنسا ليست الدولة الاوروبية الوحيدة التي تعمد الى محاربة التدخين لاسباب صحية تعللها السلطات بالمصاريف الهائلة المترتبة على صنجدوق الضمان الصحي من جراء معالجة المصابين بامراض ناجمة عن التدخين خصوصا سرطان الصدر والحلق اضافة الى المخاطر التي قد يتعرض لها الجنين في رحم امه . ووفقا لاحصاءات طبية فان احتمالات الاصابة بامراض من هذا النوع تزيد حوالى 25 بالمئة عند المدخنين كما ان التدخين هو السبب الثاني في اصابة النساء بامراض السرطان


وفي فرنسا يتم تسجيل نحو 5900 وفاة بسبب التدخين السلبي (بينها 1114 وفاة بين غير المدخنين ومنهم 1007 استنشقوا الدخان في منازلهم, و107 في مكان العمل).ويشكل انسداد عضلة القلب والسكتات الدماغية الاسباب الاولى للوفيات الناجمة عن التدخين السلبي, تليها سرطانات الرئة وامراض الجهاز التنفسي المزمنة


الدول الاوروبية بدات بتعميم منع التدخين في الاماكن العامة وكانت ايرلندا اول بلد اوروبي يمنع التدخين تماما في الاماكن العامة بما فيها الحانات ابتداء من 29 اذار/مارس 2004. وتبعتها النروج, غير العضو في الاتحاد الاوروبي, وايطاليا ومالطا والسويد واسكتلندا ولاتفيا ومن ثم ليتوانيا في الاول من كانون الثاني/يناير. ويفترض ان يطبق المنع في ويلز في نيسان/ابريل وفي بريطانيا في الاول من تموز/يوليو.


لكن المانيا تتاخر في تطبيق ذلك, الى حد انه يطلق عليها اسم الملاذ الاخير للمدخنين في القارة.وكان البرلمان الالماني اقر في كانون الاول/ديسمبر المنع التام لاعلانات السجائر. وعدا اليونان والمجر حيث يتم تجاهل منع التدخين, يلتزم المدخنون بالمعايير التي تم تبينها لمكافحة التدخين السلبي, اي تعريض غير المدخنين لدخان السجائر. وبعد سنة من تطبيق منع التدخين, بين استطلاع للراي ان 93% من الايرلنديين (و89% من المدخنين) يعتبرون ان القانون كان فكرة جيدة.


وفي روما, وابتداء من كانون الثاني/يناير 2005, بات الايطاليون الراغبون في التدخين يخرجون الى الشرفة, في الصيف او في الشتاء. المفوضية الاوروبية دعت الثلاثاء الماضي الى منع التدخين بصورة عامة في الاماكن العامة المغلقة مع تاكيد الاضرار التي يخلفها التدخين السلبي الذي يعتبر مسؤولا عن اكثر من 79 الف وفاة سنويا في 25 من دول الاتحاد
الاوروبي.


وتعتبر منظمة الصحة العالمية ان تدخين الاهل يزيد من خطر الموت المفاجىء للوليد والاصابة بالربو التحسسي والتهابات الاذن والتهاب القصبة الهوائية وغيرها من الامراض التنفسية عند الاطفال.