بوتين يبحث فكرة إنشاء quot;أوبك الغازquot;


موسكو


قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحفي في 1 فبراير في إشارة إلى اقتراح مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية علي خامئني بإيجاد منظمة في سوق الغاز العالمية على غرار quot;أوبكquot; إنها فكرة تستحق الاهتمام quot;وسوف نبحثهاquot;. ونفى بوتين أن تكون هناك نية لتشكيل تكتل يجمع البلدان المصدرة للغاز، ولكنه أكد أنه يرى ضرورة التنسيق مع إيران وبعض البلدان الأخرى المنتجة والمصدرة للغاز.

وجدير بالذكر أن مساعد الرئيس الروسي سيرغي يسترجيمبسكي كان قد نفى إمكانية أن تنضم روسيا إلى منظمة تجمع البلدان المنتجة للغاز تشبه quot;أوبكquot;. وأعلن وزير الصناعة والطاقة الروسي فيكتور خريستينكو أثناء زيارته الأخيرة للجزائر أن روسيا والجزائر تعارضان إنشاء quot;أوبك الغازquot;.

وقال الناطق باسم المفوض الأوروبي للطاقة إن تشكيل تكتل يجمع البلدان المصدرة للغاز لن يفيد المستهلكين والمصدرين على السواء لأن من شأن ذلك أن يزعزع استقرار السوق.

ويربط الخبراء الأوروبيون مخاوف قادة بلدان العالم الغربي بزيارة بوتين المرتقبة للسعودية والأردن وقطر. ولفت أحدهم - جوناتان ستيرن من معهد دراسة الطاقة في أكسفورد - إلى أن التعاون الذي تحدث عنه الرئيس الروسي كان قد بدأ منذ عام 2001 في إطار الملتقى الخاص بالبلدان المنتجة والمصدرة للغاز الذي سيعقد جلسته الدورية الجديدة في أبريل 2007 في قطر.

أما الخبراء الروس فقد عبر معظمهم عن نظرة إيجابية إزاء فكرة إنشاء المنظمة الخاصة بمنتجي الغاز. ويرى أحدهم - ألكسي غروموف من معهد الأبحاث الخاصة بالثروات الطبيعية - ضرورة أن تركز quot;أوبك الغازquot; على تنظيم تصدير الغاز وتوسيع شبكة أنابيب الغاز في جميع البلدان الأعضاء.


كما أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحفي في 1 فبراير إلى إمكانية أن تدخل روسيا في تعاون مع أوكرانيا في مجال الغاز من خلال مشاركة روسيا في إدارة خطوط أنابيب الغاز المارة بأوكرانيا ومشاركة أوكرانيا في استخراج الغاز من باطن الأرض في روسيا.

وأكد وزير الوقود والطاقة الأوكراني يوري بويكو في اليوم نفسه أن بلاده تعتزم معاودة بحث فكرة إنشاء كونسورتيوم أوكراني روسي لإدارة نقل الغاز عبر أوكرانيا مقابل أن تسمح روسيا للشركات الأوكرانية أن تستخرج الغاز في أراضيها.

وتجدر الإشارة إلى أن شركة نفط وغاز أوكرانيا وشركة quot;غاز برومquot; الروسية أعلنتا في عام 2002 عن قيام كونسورتيوم دولي مهمته إدارة وتطوير خطوط أنابيب الغاز الأوكرانية. غير أن الكونسورتيوم لم ير النور كما قالت شركة quot;غاز برومquot;. والسبب هو أن الجانب الأوكراني رفض أن يسيطر الأجانب على المنشآت الأوكرانية.

وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في نهاية العام الماضي أن quot;أوكرانيا وضعت نصب عينيها الحصول على إمكانية استخراج النفط والغاز في بلدان حوض بحر قزوين وفي روسياquot;.

وقال وزير الوقود والطاقة الأوكراني يوري بويكو في 1 فبراير 2007 إن الجانبين الأوكراني والروسي quot;يناقشان مبادئ مواصلة التكاملquot;. وقالت مصادر غير رسمية قريبة من الوزير بويكو إنها تنظر إلى ما جاء على لسان الرئيس الروسي كدعوة إلى محادثات.

من جهة اخرى اتفقت إيطاليا واليونان على بناء أنبوب لنقل الغاز عبر البحر الأدرياتيكي من كوموتيني (اليونان) التي يصل إليها الغاز من تركيا عبر خط الأنابيب الممتد من كارادجابي (تركيا). وفي هذه الحالة ستتاح لأوروبا فرصة لاستيراد الغاز من منطقة بحر قزوين والشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية عبر تركيا.

وكان ممثلو الاتحاد الأوروبي قد أفهموا أنهم يأملون في الحصول على الغاز من كازاخستان وأذربيجان. وبدأ الاتحاد الأوروبي يخطط لمد خط أنابيب لنقل الغاز عبر بحر قزوين.

ولا يزال مشروع إنشاء خط أنابيب الغاز في قاع بحر قزوين حبرا على الورق. ولهذا يعلق الأوروبيون الآن آمالهم على الغاز الأذربيجاني الذي يمكن نقله إلى تركيا. وبادرت اليونان إلى اقتراح مد خط أنابيب الغاز في قاع البحر الأدرياتيكي. وأيدت إيطاليا التي تسعى مثلها مثل غيرها من أعضاء الاتحاد الأوروبي إلى تقليل التبعية لروسيا كمصدر للغاز، أيدت المبادرة اليونانية.

وجدير بالذكر أن إيطاليا أيدت أيضا فكرة إنشاء خط أنابيب جديد لنقل الغاز من روسيا إلى جنوب أوروبا عبر تركيا وبلغاريا. والآن، وفيما تتحمس أوروبا للبحث عن سبل لاستيراد الغاز لا تمر بروسيا، فقد ترفض تركيا الاقتراح الروسي مفضلة نقل الغاز الأذربيجاني عبر أراضيها لترضي الاتحاد الأوروبي.