وتأتي هذه التظاهرة الاقتصادية العالمية في مدينة جدة مختلفة هذا العام، حيث ينظر إلى منتدى الدورة الثامنة، على أساس أن المنظمين استفادوا من انتقادات متكررة لسياسات أهدافه في الأعوام السابقة، حين وجهت له اتهامات بدعوى إسهاب أكثر لمتحدثين سياسيين في شؤون اجتماعية محلية أو حتى اعتماد أوراق عمل لم تكن تستهدف نقاشات اقتصادية، يمكن الاستفادة منها.
وقالت لـ quot;إيلافquot; مصادر مطلعة في مجلس الغرف التجارية الصناعية في السعودية، المنتدى في أعوامه السابقة كان مثار نقاش واسع على مستوى القيادات العليا في البلاد، حتى أنهم حددوا للمنظمين محاور محظورا التطرق إليها، أو حتى تنظيمات يجب الالتزام بها في ما يخص الحاضرات من السيدات.
وفي جدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر وهي المنطقة المحتضنة للمنتدى، تظهر تيارات فكرية واعتقادات اجتماعية، ليس بالضرورة أن تكون متحفظة كما هي سائر المناطق السعودية، وتحظى بتقاليد اجتماعية منفتحة، في ما يخص عمل المرأة واختلاطها مع الجنس الآخر.
وحول خطة عمل المنتدى لهذا العام، يظهر تسليطه الأضواء على أوجه كيفية استفادة المجتمع المحلي والإقليمي والعالمي من الإصلاح الاقتصادي ضمن وتيرة الإصلاح الذي تسير عليه الدول نحو مستقبل اقتصادي أفضل.
وستبدأ أولى جلسات المنتدى غدا الأحد برئاسة لوي جيافنج، رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وسيتطرق الوفد الصيني إلى بعض الدراسات التي تحاول صياغة التوازن الواجب حدوثه بين العالمية والخصوصية كعنصر جوهري للإصلاح الاقتصادي، وذلك في جلسة بعنوان: quot;استراتيجيات الإصلاح الاقتصادي العالمية مقابل الخصوصيةquot;.
كما ستعقد جلسة أخرى تحت عنوان quot;الأمن الاقتصادي المرن والإصلاح.. لأجندة الاجتماعية المتوازنةquot; وستضم مجموعة المتحدثين سياسيين ورجال أعمال وأكاديميين صينيين وسعوديين، وسيتم تركيز النقاش بين المتحدثين والجمهور على مدى الحاجة إلى وجود أجندة اقتصادية واجتماعية تقتضي وظيفتها حماية مبادئ المجتمع وقيمه الاجتماعية.
وأول جلسة يوم الاثنين بعنوان (الفرد أساس البناء quot;المواطنة والمسؤولية الاجتماعيةquot;)، تعتمد الجلسة في مناقشاتها لفكرة المواطنة المسؤولة والمسؤولية الاجتماعية والخدمات التطوعية على تشجيع المشاركة الإدارية في العمل من أجل بناء اقتصاد المجتمع والتي تعتبر حجر زاوية للإصلاح الاقتصادي.
وتحمل الجلسة الثانية عنوان quot;حتمية مواكبة الإطار القانوني للإصلاحquot; وستطرح هذه الجلسة سؤالا للنقاش هو: كيف يمكن للمجتمعات تذليل العقبات القانونية وتجاوز الصعوبات التي تعترض طريقها خلال قيامها بعملية إعادة البناء؟
وتتطرق جلسات المنتدى إلى ( دور المملكة القيادي في تحديث المفهوم العالمي للطاقة) وتختتم جلساته يوم الثلاثاء بـ (الخصخصة: عماد الإصلاح الاقتصادي)، وستوضح بيان أهمية أن تكون الخصخصة أساسا للخطوط الوطنية الاجتماعية ومستقبل رفاهية الأمم.
جائزة للتغطية المتميزة
الإثارة والنقد، لطالما حملت هاتان الصفتان أشكال التغطية الإعلامية، المسموعة والمشاهدة والمقروءة، لفعاليات منتدى جدة الإقتصادي خلال دوراته السبع الماضية. ولكن هناك من يرى أن جائزة quot;التميز الإعلاميquot;، والتي أعلنت عنها اللجنة المنظمة للمنتدى الذي تنطلق فعالياته اليوم السبت، تضيف صفات أخرى لمسيرة العمل الإعلامي تبدو محصورة بين بعدي quot;المجاملةquot; و quot;التثقيفquot;.
هذا ما يراه الإعلاميون والإعلاميات المشاركون في تغطية أبرز حدث اقتصادي تعيشه السعودية في عاصمتها التجارية جدة، على مدار ثلاثة أيام، إلا أن عضوا في اللجنة المحكمة للجائزة، نفى في حديث لـ quot;إيلافquot; ارتباط معايير التقويم للأعمال الصحافية المتنافسة في مدى إيجابية العمل للمنظمين أو استهدافها كسب ود الصحافيين.
ويبقى منتدى جدة الاقتصادي في سلسلة أعوامه الماضية، الأكثر جدلا حول أهدافه ومحاوره و حظيت أوراق العمل المجدولة في جلساته السابقة بنقد إعلامي واسع، لتناولها محاور وصفت بأنها بعيدة عما يمكن أن توضع في منتدى يهدف إلى الجذب الاقتصادي للمنطقة، واتهمت باستهدافها العبث في خصوصية اجتماعية، لا أكثر.
وكانت قد أثارت صورة صحافية لسيدات حاضرات للمنتدى في عام 2004 آراء شرعية، وجهت نقداً مباشراً للمنظمين، لاعتبارها أن تلك الصورة انعكاس لاختلاط بين الحاضرين والحاضرات في المنتدى، وخروج عن النسق الاجتماعي والتشريعي للبلاد، فيما يستذكر المنتقدون للمنتدى الاستفتاء الذي أجراه صحافي أميركي خلال إدارته إحدى جلسات المنتدى الفائت، استطلاع وجهات نظر الحاضرين حول إزالة الستار الفاصل بين السيدات والرجال، الذي حظي وقتها بانتقادات واسعة من فئات مختلفة من الحاضرين.
المنظمون ابتكروا للعام الحالي 2007 quot;جائزة منتدى جدة الاقتصادي للتميز الإعلاميquot; وحددت اللجنة المختصة لتقييم المواد الصحافية، ارتباط المادة بمحاور المنتدى وأهدافه شرطا أساسيا لقبول المشاركة، ورصدت للعمل الفائز جائزة مادية قدرها مئة ألف ريال.
وفي هذه الأثناء قال لـ quot;إيلافquot; محمد صادق ذياب نائب رئيس لجنة تحكيم الجائزة، quot;نحن كأعضاء نقيم المواد الصحافية المتسابقة، ونحظى باستقلالية تامة عن المنظمين، مضيفاً أننا ننظر إلى المواد الصحافية كمادة متكاملة من جوانب مهنية صحفية واقتصادية.
ويضيف quot;سنقبل أي عمل صحافي متى كان نقداً أو إيجاباً يناقش ويثري محورا من محاور المنتدى، هي كجائزة سنة حسنة، لم يسبق لها، معتبرها دعما للعمل الصحافي المرئي والمسموع والمقروء المختص في الشؤون الاقتصاديةquot;.
يشار إلى أن الجائزة والتي تحظى بإشراف هيئة الصحافيين السعوديين هي الأولى من نوعها في السعودية، والتي تسعي ـ بحسب المقدمين لها ـ لدعم العمل الصحافي الاقتصادي المتخصص، وتكريم المتميزين والمبدعين في العمل الإعلامي الإقتصادي، وتعد هذه الجائزة الأولى من نوعها في المملكة لتشجيع ودعم الإعلام الإقتصادي.
وتتكون لجنة التحكيم من عبد الوهاب الفايز رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية كرئيس للجنة، ومحمد صادق ذياب الكاتب في صحيفة الشرق الأوسطنائب لرئيس اللجنة، وعضوية كل من الدكتور ياسين الجفري أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز، ومصطفى صبري أمين عام الغرفة التجارية الصناعية في جدة، وسارة بغدادي مديرة العلاقات العامة في الغرفة، وخالد دراج مدير تحرير صحيفة الرياض عضوا ومتحدثا باسم لجنة التحكيم، ومنال فيصل الشريف مسؤولة التحرير في صحيفة المدينة للأقسام النسائية عضوا وأميناًلسر اللجنة.
وقد حددت اللجنة من شروط الجائزة ، أن يكون المشارك أو المشاركة سعوديا أو مقيما فيها، أن يصدر العمل من وسيلة إعلامية لها حضورها داخل المملكة سواء في الإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء، أن ترتبط المادة الإعلامية بمحاور وأهداف المنتدى الاقتصادي، أن يكون العمل المشارك به مقدما في الفترة من 17 فبراير ndash; 10 مارس.
التعليقات