أزمة دبلومائية صامتة بين عمَان ودمشق


عامر الحنتولي من عمان

في تمهيد لأزمة في العلاقات الأردنية السورية عادت الى العاصمة الأردنية عمان اللجنة الفنية في وزارة المياه والري بخفي حنين بعد أن تباحثت الى نظيرة لها في دمشق حول الإتفاق على تفاصيل تفاهمات مائية بين الأردن وسوريا وهو الملف ذاته الذي كاد ان يقود في شهر أكتوبر الماضي الى طلاق سياسي بين عمان ودمشق حينما أتى رئيس الوزراء الأردني الجنرال معروف البخيت على مصطلح quot;الإغتصابquot; في وصفه لما تقوم به دمشق من مشاريع مائية على حدودها مع الأردن، قبل ان يكمل البخيت في محاضرة هزت أركان علاقات متداعية بين عمان ودمشق، ان الأردن يفكر بتدويل الأزمة المائية مع سوريا، الأمر الذي أثار غضبا سوريا دفع وزيره المياه السوري محمود البني الى قطع زيارة للأردن بعد أن أثبت فيها براءة بلاده متهما إسرائيل بأنها هي quot;المغتصب الحقيقيquot; للمياه الأردنية.

وبعودة اللجنة الفنية الأردنية من دمشق أمس قال أعضاء فيها بأن المفاوضات والنقاشات حول الحقوق المائية الأردنية والحاجة الى اتفاق لم يجد أي ليونة سورية يمكن رصدها وتفعيلها والبناء فوقها، وهو ماقد يثير أزمة في العلاقات بين الأردن وسوريا تحت عنوان quot;الماءquot; هذه المرة، حيث يصنف الأردن عالميا بأنه أحد عشرة بؤر عالمية فقرا بالمصادر المائية، في حين كانت سائر الأزمات الأخرى بين عمان ودمشق طيلة العقود الماضية لاتبرح الملفات السياسية والأمنية، حيث مرارا اتهمت عمان دمشق بأنها لاتؤمن الحد الأدنى من سلامة حدودها مع العراق والأردن، حيث امتشف الأمن الأردني مرارا خلايا إرهابية تدربت وحصلت على الأساحة في سوريا، وهو ماكتنت تنفيه دمشق بإستمرار خلال الإجتماعات القليلة التي كانت تعقد بين الجانبين.

يشار الى ان الأردن وسوريا هم في حال القطيعة على مستوى القمة السياسية بين الزعيمين الشابين اللذان منذ مطلع فبراير 2005 حينما قام الرئيس السوري بشار حافظ الأسد بزيارة الى العاصمة الأردنية لأربع ساعات قبيل نحو أسبوع من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبف رفيق الحريري، في زيارة كانت تستهدف شرح الموقف السوري من القرار الأممي 1559 الذي لقي مساندة أردنية، وقيل وقتها ان الأسد طلب من الأردنيين الشروع في وساطة بين واشنطن ودمشق، في حين تعود آخر زيارة قام بها الملك الأردني الى دمشق في صيف العام2004.