أرامكو السعودية تكافح حرائق المنازل بحملة توعوية

الظهران

ترى كم عدد الذين تعرضوا لحوادث الحريق أو فقدوا منازلهم من جرائه خلال العام المنصرم. ربما يكون السبب شمعة انتقلت نارها إلى سائر المنزل، ولأنه كان خاليا من أجهزة كشف الدخان، على سبيل المثال، لم يكن ممكنا استدراك الأمر. وإذا كانت أسباب الحريق تتعدد، فإن وسائل تجنبها لا حصر لها.


quot;أرامكو السعوديةquot; تسعى لمنع نشوب الحرائق في منازلنا، بمشيئة الله، من خلال حملات توعية منظمة ودورية تهدف إلى نشر أساليب تكفل حمايتنا وممتلكاتنا. إحدى هذه الحملات هي التي تقوم بها في شهر مارس الجاري تحت شعار quot;الحريق يعني الدمار...كن مستعداً لمنعهquot;، حيث تسعى الشركة من خلال هذه الحملة إلى توعية الجميع بأهمية تطبيق أصول السلامة، ضمن جهودها المستمرة لتوعية موظفيها وأفراد أسرهم والمجتمع. وتهدف هذه الحملة إلى توعية عشرات الآلاف من الأفراد بوسائل الوقاية من الحريق والطرق السليمة لمكافحته، وقد ظلت الشركة وما تزال تسعى إلى خفض عدد الحرائق المنزلية وتقليل ما ينجم عنها من خسائر مادية وإصابات.


الجدير بالذكر أن أرامكو السعودية تمتلك سجلاً مشرفاً في المحافظة على أصول السلامة من بين شركات البترول العالمية، حيث تعتبر السلامة واحدة من أهم قيم العمل العشر الأساس فيها. وتولي أهمية قصوى لتطبيق أرقى المعايير في مجال السلامة، والمحافظة على الصحة العامة، والبيئة، وتوعية الموظفين وأفراد المجتمع على حد سواء.


وقد بدأت فعاليات هذا الشهر يوم السبت 13 صفر 1428هـ الموافق 3 مارس 2007م بتدشين وإطلاق الحملة بحضور النائب الأعلى للرئيس للعلاقات الصناعية، الأستاذ خالد بن عبدالعزيز الفالح، وتستمر شهراً كاملاً. وتغطي برامج الحملة المواقع الرئيسة التابعة للشركة في كافة مناطق أعمالها في المملكة. يأتي البرنامج تنفيذاً لبرنامج توعية طويل الأمد مما يُسهم في إيصال الرسالة إلى أكبر عدد ممكن من موظفي الشركة وأفراد أسرهم والمجتمع، مركّزاً على التوعية بأصول الوقاية من الحرائق ومنعها من النشوء، وإلقاء الضوء على الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى نشوب الحرائق وهي:

اللامبالاة، والجهل، والإهمال، والتصرفات غير المأمونة، وذلك سعياً لمنع الحرائق قبل نشوبها، لأن كلاً من هذه العناصر قد يكون سبباً مباشراً في اشتعال حريق مدمر ينتهي بخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، لا قدر الله.

وقال الأستاذ خالد الفالح خلال زيارته أجنحة الإدارات المشاركة عقب تدشين الحملة quot;إن أرامكو السعودية تولي السلامة أولوية في جميع أعمالها للحفاظ على مواردها البشريةquot;.ولعل التجهيز والإعداد الذي يربط بين البساطة والتقنية في معرض الحملة يسهّل استيعاب المعلومة لكل الفئات التي قد لا تكون عندها الدراية التقنية مثل طلبة المدارس وأفراد عائلات الموظفين. وفي نفس الوقت، تتوافر أمور تقنية مهمة يستفيد منها المطّلع على أجنحة المعرض.


وأكد الفالح على أن ما تقوم به أرامكو السعودية من توعية لموظفيها وأفراد عائلاتهم، هو quot;ما تسعى الشركة لتحقيقه خارج الشركة بنفس الدرجةquot;. يقول الفالح: quot; إن اهتمامنا بسلامة أي مواطن أو مقيم في مملكتنا الغالية هو نفسه حجم اهتمامنا بسلامة موظفينا وأفراد عائلاتهم، الذين نعول عليهم لنقل هذه الرسالة إلى خارج الشركة سواء في أحيائهم أو مدارسهم أو في محيطهم العائلي. وأضاف: quot; أرامكو السعودية لا تألوا جهداً في المشاركة في كل ما يُسهِم بنقل رسائل السلامة في المجتمع، وإن من أهداف هذه الحملة استقطاب طلبة المدارس من بنين وبنات لإطلاعهم على النصائح التي توجهها الحملة لمنع الحرائق، فالمجتمع بشكل عام هو هدفنا الأوسع لمنع الإصابات ومنع الحرائق في نفس الوقت quot;.


وقد خُصَّصَ أحد المنازل في الحي السكني لأرامكو السعودية كمعرض يتيح للزوار فرصة مشاهدة عروض حية لمكافحة الحرائق ، حيث تُعَرضُ فيه عدّة سيناريوهات خاطئة منتشرة في كثير من المنازل، إضافة إلى حصول الزوار على نصائح وإرشادات من ذوي الخبرة في حال احتياجهم لأي مساعدة من فني كهربائي مؤهل فيما يختص بإجراء المعاينة الصحيحة أو الصيانة لمعداتهم.


وتلقي الحملة الضوء على العواقب الوخيمة التي قد تترتب على السلوك الخاطئ مبينة أن معظم الحرائق تعزى إلى الخطأ البشري والتصرفات غير المأمونة. ولأهمية هذه الحملة، ومشاركة الجميع في تحمل المسؤولية، أعدت إدارة الوقاية من الحريق في أرامكو السعودية، مجموعة من برامج السلامة تقدم في الأحياء لأرامكو السعودية السكنية. كما يقدم خلال هذا الشهر عروضاً تثقيفية، وعدد من الندوات يشارك في تفعيلها 43 محطة إطفاء في جميع مناطق أعمال الشركـة، كما يشارك في هذه الفعاليات إدارات الخدمات الطبية، وخدمات أحياء السكن، وحماية البيئة، والأمن الصناعي، والنقل، والعلاقات العامة بالشركة.


وسوف يتخلل هذا الشهر، يوماً مفتوحاً للموظفين وأفراد أسرهم، تقدم فيه عروضاً عملية لطرق إخماد الحرائق المنزلية، وتمارين عملية على طرق إنقاذ ضحايا الحرائق، والإسعافات الأولية الواجب تقديمها إلى المصابين. كما ستوزع على المشاركين العديد من النشرات الخاصة بالسلامة التي توضح أهمية أجهزة إنذار الحريق، وأجهزة كشف الدخان، بالإضافة إلى عرض العديد من أفلام التوعية التي تعكس مدى الضرر الناتج عن الحرائق. كما ستكون هناك برامج توعوية موجهة للأطفال عن الحرائق، والوقاية منها، تتخللها بعض النشاطات الترفيهية والمسابقات والجوائز التشجيعية.


وعلى الرغم من أن كثيرا من الخبراء يحذرون من استخدام الألعاب النارية إلا أنها تعد لدى كثير من الأطفال أحد مظاهر الإحتفال التقليدية ومن المؤسف أن معظم هذه الإحتفالات البهيجة قد تتحول إلى ذكريات مفجعة بسبب استخدام الألعاب النارية بطريقة غير صحيحة.


حسبما ذكر الدكتور محمد الحارثي استشاري جراحة التجميل والمدير العام لمستشفى الدمام المركزي فإن حوالي 90% من إصابات الأطفال كانت بسبب الألعاب النارية، وأوضح الدكتور الحارثي أيضا أن معظم الإصابات التي سببتها الألعاب النارية حدثت في الوجه واليدين. ويختلف في شدته حسب حجم اللعبة النارية، وكلما كانت اللعبة النارية كبيرة كانت الإصابة أشد و تشمل الإصابات الشاسعة الأخرى الفقدان الجزئي أو الكلي للبصر والجروح والكسور. ويتضمن ثلثا الإصابات بسبب الألعاب النارية حروقا من الدرجتين الأولى والثانية.


أكثر من 40% ممن تعرضوا للإصابات كانوا من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عاما. ومعظمهم من الأولاد الذكور كذلك فإن المشاركين في الألعاب وليس المشاهدين هم الأكثر تعرضا لأشد أنواع الإصابات.


من ناحية أخرى وطبقا للإدارة الأميركية للوقاية من الحريق فإن طبخ الطعام يحتل المرتبة الثالثة من مسببات الوفيات نتيجة الحرائق. كما يعد السبب الرئيس في وقوع الإصبات لكبار السن، فهم أكثر الناس تعرضا لأضرار الحرائق خاصة وأن معظم الحرائق تشب في المنازل.