لندن: واصل سعر صرف اليورو تدهوره الثلاثاء حيث تراجع الى ما دون عتبة 1,32 دولار في حين استفادت العملة الاميركية من عودة التفاؤل باحتمال تحسن الاقتصاد الاميركي والامل المعقود على خطة نهوض اقتصادي ثانية في الولايات المتحدة.

وتدهور سعر صرف اليورو الى حدود 1,3154 دولار قرابة الساعة 12,50 ت غ وهو مستوى لم تشهده العملة الاوروبية الواحدة منذ 12 اذار/مارس 2007. ومنذ تراجعها الى ادنى مستوى تاريخي لها في 15 تموز/يوليو عندما سجل اليورو 60381 دولار استعادت العملة الاميركية بعض تألقها ونسبة 18% من قيمتها.

واستفادت العملة الاميركية الثلاثاء من امال المستثمرين الذين تفاعلوا مع تصريحات رئيس الاحتياطي الفدرالي الاميركي (البنك المركزي) بن برنانكي الذي اعتبر امام نواب اميركيين ان دراسة خطة نهوض اقتصادي ثانية هو امر quot;مناسبquot;. وابدى البيت الابيض انفتاحه على هذه الفكرة.

وقال محللون في quot;كومرس بنكquot;: quot;يبدو ان السوق تجهل ان خطة نهوض اقتصادي اخرى قد تسيء الى العجز المالي للدولة وهي لا تركز الا على الانعكاس الاقتصاديquot;.

وكان الكونغرس الاميركي اقر خطة نهوض اقتصادي اولى بقيمة 168 مليار دولار في كانون الثاني/يناير ووضعت حيز التطبيق في الربيع. وكان لها تأثير اعتبره الاقتصاديون ايجابيا وانما موقت جدا.

من جهته خفض الاحتياطي الفدرالي الاميركي معدل فائدته الرئيسية بشكل كبير منذ صيف العام 2007 واندلاع ازمة القروض العقارية لينتقل من 4,57% الى 1,50%.

واضافت مؤسسة quot;براون براذرز هاريمانquot; للتحليل من جهة اخرى ان المضاربات على quot;تسديد 400 مليار دولار من التسليفات من ديون مجموعة ليمان براذرزquot; يمكن ان تكون عملت على تسريع تدهور سعر صرف اليورو امام الدولار.

وفي الجانب الاوروبي تتزايد المخاوف من جهة اخرى حيال حصول تباطؤ اقتصادي وهو ما يلقي بثقله على العملة الاوروبية الواحدة.

ويبدو ان مختلف التحركات التي قامت بها الحكومات الاوروبية لم تقنع المستثمرين في حين سجلت البورصات منتصف هذا النهار تدهورا في سوق قلقة من تداعيات الازمة المالية على نتائج الشركات مع توقع صدور نتائج فصلية عدة هذا الاسبوع.

وفي حين quot;ابتعدquot; شبح حصول quot;كارثةquot; مالية عالمية بحسب حاكم البنك المركزي الاسترالي غلين ستيفنز فان quot;هناك خطرا كبيرا من ان نشهد حوادث اخرىquot; بحسب ما قال كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الاوروبي الالماني يورغن ستراك.

ولاحظ المحللون في مؤسسة quot;براون براذرز هاريمانquot; ان quot;الهلع ربما تبدد لكن الاسواق تبقى في توازن هشquot; وذلك عائد الى تحرك quot;ضعيف جدا ومتأخرة جداquot; من جانب الحكومات الاوروبية.