أسامة العيسة من القدس: أبدت جهات إسرائيلية وفلسطينية، تفاؤلها بمواسم سياحية مزدهرة مقبلة، بعد سنوات عجاف طويلة، كان فيها القطاع السياحي في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، الأكثر تضررا من التقلبات السياسية. وتوقعت الدكتورة خلود دعيبس وزيرة السياحة والآثار في السلطة الفلسطينية، أن يصل الأراضي الفلسطينية نحو مليون سائح هذا العام.

وتستند التوقعات الفلسطينية، على عدة عوامل، منها المواقف السياسية الإيجابية للولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي من الحكومة الفلسطينية برئاسة الدكتور سلام فياض، التي تدعم أي حل سلمي، وتقبل بأية مفاوضات مع إسرائيل دون شروط، ورغبة الأطراف الغربية بدعم هذه الحكومة، ومساعدتها في تقديم نموذج اقتصادي مختلف، عن نموذج حركة حماس في قطاع غزة المحاصر.

وبعد فترة قطيعة بسبب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وتشكيلها للحكومة الفلسطينية، قبل الحسم العسكري في القطاع، كثف وزراء الاتحاد الأوروبي من لقاءاتهم مع نظرائهم الفلسطينيين، مستأنفين تقديم الدعم لهم.

وتوج كل ذلك بعقد مؤتمر باريس للدول المانحة، واستعدادات الحكومة الفلسطينية لاستثمار النتائج الإيجابية لهذا المؤتمر للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني، وان كانت الشكوك تحيط بإمكانية نجاح ذلك مع استمرار تبعية الاقتصاد الفلسطيني الهش والضعيف للاقتصاد الإسرائيلي. ويسعى الفلسطينيون، إلى الاستفادة من عقد مؤتمر الاستثمار الاقتصادي الدولي في شهر أيار (مايو) المقبل بمدينة بيت لحم، ليشكل رافعة للاقتصاد الفلسطيني، والتي تعتبر السياحة أحد أهم مكوناته.

وأعلنت كريستين ألبانيل وزيرة الثقافة الفرنسية، خلال زيارتها الأخيرة إلى الأراضي الفلسطينية، عن إلغاء فرنسا للتحذير بعدم السفر إلى الأراضي الفلسطينية الذي كانت تصدره وزارة الخارجية الفرنسية، الأمر الذي من شانه، كما قالت أن يرفع من أعداد السياح الفرنسيين الوافدين إلى فلسطين ويعمل على تشجيع ودعم السياحة الفلسطينية.

وكانت عدة دول أخرى فعلت نفس الأمر خلال الأشهر الماضية، وهو ما كان له أثرا إيجابيا في عدد السياح للأراضي الفلسطينية، وخصوصا مدينة بيت لحم التي يوجد فيها كنيسة المهد. وفي إسرائيل أعلنت دائرة الإحصاء المركزية أن عدد السياح الذين توافدوا على البلاد في شهر كانون ثاني (يناير) من السنة الحالية ارتفع بمعدل 57في المئة، مقارنة مع شهر يناير من العام الماضي وبلغ عددهم 182 ألف سائح.