واشنطن: اتخذ الرئيس الأميركي وكبار المسؤولين عن الاقتصاد الأميركي في إدارته خطوات لتطمين المستثمرين بعد أن هوت أسعار أسهم أكبر شركتين للتمويل العقاري في الولايات المتحدة إلى النصف. وقال بوش إن كبار مسؤولي إدارته يعملون بشكل دؤوب على المشاكل التي تواجه كل من شركتي فاني ماي وفريدي ماك.

وكانت أسعار أسهم الشركتين قد استعادت بعضا من قيمتها بعد أن قال رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي، أو البنك المركزي، بن برنانكي إنه من الممكن توفير أموال لدعم المؤسستين في حال تطلب ذلك.

وكانت أسعار أسهم الشركتين قد هوت بسبب مخاوف من أن الشركتين قد لا يجدان مالا لتمويل مشاريعهما بسبب فشل عملائهما من الوفاء بأقساط القروض العقارية.

على صعيد متصل قال وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون ان وزارته ستركز على مساعدة شركتي التمويل العقاري الامريكتيين الكبيرتين فاني ماي وفريدي ماك quot;خلال وضعهما الراهن بينما تباشران دورهما الهامquot;.

ويشير كلام الوزير الأميركي عن إبقاء فاني ماي وفريدي ماك على صورتهما الحالية الى أن الإدارة الأمريكية تريد استمرار عمل الشركتين بتفويض من الكونجرس لكن تحت مظلة الملكية الخاصة وأنها ليست على وشك تأميمهما. وأثار هذا خيبة أمل الكثيرين في بورصة وول ستريت.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قالت ان الحكومة الاميركية ربما تضع يدها على فاني ماي وفريدي ماك اذا تفاقمت مشاكلهما التمويلية.

وتملك الشركتان ما قيمته خمسة تريليونات دولار من الديون أي ما يقترب من نصف اجمالي القروض العقارية الاميركية. وقد تلقتا ضربات عنيفة من جراء أزمة التمويل العقاري في البلاد اذ شهدتا ارتفاع تكاليف الاقتراض وتكبدتا خسائر بمليارات الدولارات مع عدم ثقة الكثير من المستثمرين في قدرتهما على تدبير رأس المال اللازم لمواصلة تمويل نشاطهما.

واذا عجزت الشركتان عن الاقتراض أو وجدتا الاقتراض باهظا جدا فانهما لن تستطيعا شراء القروض العقارية من المقرضين. ومن شأن هذا أن يجعل الحصول على قروض عقارية أشد صعوبة بكثير وربما مستحيلا الامر الذي قد يفضي الى ركود في سوق الاسكان.

وكان المتحدث باسم البيت الابيض توني فراتو قد رفض التعليق على quot;أي مشاورات داخليةquot; بشأن فاني وفريدي لكنه قال ان المستشارين الاقتصاديين للرئيس جورج بوش يراقبون عن كثب الاسواق وان أفضل شيء لفاني وفريدي أن يقر الكونجرس تشريعا رقابيا جديدا.

وينظر المستثمرون عموما الى ما يسمى بالكيانات التي ترعاها الحكومة على أنها تحظى بدعم ضمني من واشنطن ويعتبرونها الملاذ الاخير لسوق الاسكان الاميركية في خضم أسوأ تحول سلبي تشهده منذ الكساد العظيم.

وقالت نيويورك تايمز ان الحكومة تدرس خطة لوضع الشركات تحت الحراسة وذلك نقلا عن مصادر أطلعت على الخطة.

ومن شأن هذا أن يصفي حقوق المساهمين ويلزم دافعي الضرائب بتغطية خسائر القروض العقارية التي تملكها أو تضمنها فاني وفريدي.

ويقول المراسل الاقتصادي لبي بي سي في نيويورك جريج وود أن أجواء الأزمة المالية التي يمر بها الاقتصاد الأميركي أحاطت بالشركتين هذا الأسبوع وانه لا يستطيع أن يتخيل أن تترك الشركتان لتسقطا في الهاوية.