الرياض: قال الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، رئيس الهيئة السعودية العليا للسياحة، إن اجتذاب 5 إلى 10 في المائة فقط من السعوديين الذين يسافرون للسياحة في الخارج، وإقناعهم بزيارة مواقع داخل بلادهم كفيل بإنجاح خطط إنعاش هذا القطاع، خاصة وأن قرابة 5 ملايين سعودي يجوبون العالم للسياحة سنوياً، منفقين 15 مليار دولار.
ولفت الأمير سلطان، في حديث لبرنامج quot;أسواق الشرق الأوسط CNNquot; إلى أن الحصول على تأشيرة سياحية إلى السعودية بات أمراً سهلاً، لافتاً إلى أن نوعية السياحة التي ترغب الرياض بتقديمها تجد سوقاً كبيرة في الدول العربية والإسلامية، وأضاف أنه استفاد من تجربته كأول رائد فضاء عربي عام 1985 لرؤية الأمور عن بعد بنظرة بانورامية.
وعن خططه التي تستهدف الوصول إلى السائح السعودي وإقناعه بمحاسن السياحة الداخلية، قال الأمير سلطان إنه يكفي اجتذاب خمسة إلى عشرة في المائة من أولئك السياح لتحقيق أهداف الخطة لجهة العوائد وخلق الوظائف.
أما بالنسبة للسياح الأجانب، فقد أكد الأمير سلطان أن الحصول على تأشيرة دخول سياحية إلى السعودية باتت أمراً سهلاً مقارنة بالماضي، خاصة في ظل وجود المعاملات الإلكترونية، إلى جانب نشاط منظمي الرحلات، الذين من المتوقع مستقبلاً أن ينجحوا في إعداد التأشيرة للراغبين خلال 24 ساعة.
وبالنسبة للسياح الأجانب، فقد حدد الأمير السعودي الشرائح التي تستهدفها خططه المستقبلية، مشيراً إلى أن المهم في هذا الإطار جذب المجموعات السياحية التي تتمتع بنوعية راقية.
وشدد الأمير سلطان على أن المجتمع السعودي بدأ يتقبل السياحة، بالفعل، على أنه أكد على أن وجود أمور quot;لن يجدها السياح في السعوديةquot; غير أنه لفت إلى أن بلاده تتمتع بخبرة وتجربة خاصة وبهوية مميزة في المجال السياحي والترفيهي، وهناك سوق كبيرة لهذا النوع من السياحة في السعودية نفسها، وفي الدول العربية والإسلامية.
ولدى سؤاله عن كيفية إجراء التوازن بين العناصر التقدمية والمحافظة في المجتمع السعودي، قال الأمير سلطان إن السعودية أسست منذ أكثر من 300 عام على التوازن، بينما أسست الدولة عام 1902 على يد الملك الراحل عبدالعزيز الذي كان quot;صاحب رؤية.quot;
وذكر الأمير أن الملك الراحل quot;رسخ تراث البلاد الإنساني والديني والحضاريquot; وفتح الباب، من العقد الثاني من القرن الماضي، للتكنولوجيا والتقنيات الحديثة، رغم تشكيك البعض بأهميتها، معتبراً أن السعودية تمر بمرحلة مماثلة اليوم.
وقال الأمير سلطان إن مشاركته في رحلة المكوك ديسكفري ساعدته على النظر إلى الأشياء من بعيد، وهو أمر يسمح للناظر بالإطلاع على كافة جوانب الأمور.
ويشار إلى أن السعودية نالت عضوية منظمة السياحة العالمية عام 2002، ويتولى الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، الذي ذاع صيته باعتباره كان أول عربي ومسلم وعضو في أسرة ملكية يصبح رائد فضاء، بعدما شارك عام 1985 في رحلة لمكوك الفضاء ديسكفري، وضع خطط تنمية القطاع عبر رئاسته للهيئة العليا للسياحة في السعودية.
ويقصد الملايين السعودية كل عام خلال موسم الحج، حيث يزورون مكة والمدينة، وهذا يدر الملايين على القطاع السياحي السعودي على شكل عوائد مالية.
وتقضي الخطة الحكومية الجديدة باجتذاب الملايين لزيارة أرجاء أخرى في الجغرافيا السعودية المترامية الأطراف، مثل الصحاري الهائلة غير المكتشفة بعد وشواطئ البحر الأحمر التي تزخر بكنوز وافرة من الحيوانات والنباتات البحرية
التعليقات