توفر إنتاج مساحة قدرها 588 فدانًا... وبتكلفة قدرها 45 مليون إسترليني
ناطحات سحاب quot;زراعيةquot; لإنقاذ العالم من المجاعات عام 2050

أشرف أبوجلالة من القاهرة
ربما عجزت كثير من حكومات دول العالم في إيجاد طرق مبتكرة كي تواجه من خلالها أزمات نقص الغذاء أو quot;المجاعاتquot; التي قد تتعرض لها شعوبها في يوم من الأيام، إما لعدم توافر الإمكانيات وإما لكون الأمر مستبعدًا من الأساس لدى معظمهم نتيجة لعدم الاكتراث والإهمال الذين يشكلان العامل الأول في إدارة شؤون البلاد في كثير من الدول وبخاصة دول العالم الثالث.

لكن، ونظرًا للأهمية القصوى التي تحظى بها تلك القضية على الصعيد العالمي، كشف باحث أميركي مخضرم يدعى ديكسون ديسبوميير من جامعة كولومبيا الأميركية عن فكرة تقنية في غاية الحداثة والغرابة أيضًا، من شأنها أن تتيح للبشرية فرصة الحياة بمخزون غذائي لفترة طويلة من الوقت في حالة نشوب أزمة غذائية أو مجاعة أو مواجهة موجة كبيرة من ارتفاع أسعار المنتجات والأطعمة الغذائية ndash; كما شهدت دول العالم مؤخرًا. وتلك الفكرة الجديدة هي عبارة عن ناطحات سحاب ضخمة يوجد فيها من داخلها مزراع نباتية ( مختلف النباتات والفواكه والمحاصيل ) مصممة على شكل رأس، كما توضح الصور. وقال ديكسون أن تلك المزارع يمكنها توفير أطعمة لأربعة مليون شخص دفعة واحدة.

هذا وقد حظيت التصميمات الجديدة للمزارع الموجودة بداخل ناطحات السحاب على إعجاب عدد كبير من المهندسين بأوروبا والولايات المتحدة.

وقال ديكسون ، 68 عام :quot; نحتاج إلى توجيه قدر أكبر من الاهتمام لطرق الزراعة العمودية أو الرأسية كما فعلنا عند ذهابنا للقمر. ستحرر تلك الطريقة الجديدة العالم من القلق حيال المكان الذي سنحصل منه علي وجبتنا القادمة quot;.

وبحسب صحيفة الدايلي ميل البريطانية ، فإن ناطحات السحاب التي اقترحها ديكسون والمكونة من 21 طابقًا من الممكن أن تقدم الإنتاج نفسهالذي يقدمه 588 فدانًا من الأراضي الزراعية وتعمل على إنماء ما يقرب من 12 مليون نبتة من نبات الخس كل عام.

وأشار ديكسون إلى أن المزارع التي قدرت تكلفة بنائها بـ 45 مليون إسترليني وتشغيلها بـ 2.7 مليون إسترليني في العام الواحد ، ستكون صديقة للبيئة ومفيدة من الناحية الاقتصادية.

وقالت الصحيفة إن دكتور ديكسون قام بتصميم تلك الفكرة التقنية في عام 1999 مع مجموعة من الطلاب الخريجين خلال محاضرة عن الايكولوجيا الطبية. وقد لاقت تلك الفكرة إستحسانًا كبيرًا في مختلف الأوساط العلمية في شتى أنحاء العالم، خاصة أنها جاءت في الوقت الذي يتوقع أن يزداد فيه عدد سكان العالم ثلاث مليارات نسمة قبل حلول عام 2050 بالتزامن مع استخدام 80 % من الأراضي الذراعية بالفعل.

وقد استعان ديكسون بالشبكة العنكبوتية وسلسلة من المحاضرات كي ينشر فكرته المبتكرة، وعلى الرغم من بساطة الفكرة إلا أن الدوائر الأكاديمية تعاملت بحذر وريبة مع ديكسون. وقال quot;لقد اعتبرني كثيرون بمثابة أحد الأشخاص الدخلاء، نظرًا لأن الفكرة فكرة جنونية quot;. ومع هذا لم يتوقف ديكسون عند هذا الحد ، بل بادر بالتوجه لمقاولي المدينة كي يأخذوا مشروعهم بشكل جدي.

وأشار ديكسون :quot; تتمتع نظم الزراعة الرأسية التي تنتشر بشكل كبير في المراكز الحضرية بأهمية كبري، وتلعب دور بارز في توفير القدر الكافي من الطعام بطريقة دائمة لإطعام كل الجنس البشري في المستقبل المنظور. قد يبدو كل هذا أمرًا جيدًا للغاية في ما يخص تنفيذه علي أرض الواقع، لكن هناك أهدافًا واقعية وأخرى يمكن تحقيقها، بالنظر إلى التنمية الكاملة لعدد قليل من الطرق التكنولوجية الحديثة. وسوف تنجح البنايات الخاصة بإنتاج الأطعمة الباهظة الثمن فقط إذا عملوا من خلال محاكاة العملية الإيكولوجية quot;.

وأوضح أيضًا: quot;والأهم من هذا وذاك هو ضرورة وجود حوافز اقتصادية قوية وحكومية للقطاع الخاص ، وكذلك للجامعات والحكومة المحلية من أجل تطوير وإنماء الفكرة. ومع أن الأمر يبدو واقعيًا إلا أننا نسعى لتنفيذه علي أرض الواقع بشكل عملي وسريعquot;.