خلص اجتماع أُجرِى مؤخرا ً في واشنطن وحضره لفيف من الخبراء الحكوميين والأكاديميين والعاملين في صناعة الطيران إلى أن القيام بمحاولات لتعطيل حركة الطيران وتوقيف الطائرات عن العمل في مختلف المطارات لن يكون وسيلة فاعلة في منع أمراض وبائية مثل الإنفلونزا المكسيكية من الانتشار. وأشارت تقارير صحافية إلى أن واحدة من الاستنتاجات الرئيسية التي خلص إليها المشاركون في هذا الاجتماع الذي عُقِد على مدار يومين هو أن فرض قيوداً على السفر عن طريق الجو خلال نشوب جائحة، مثل سلالة مرض H1N1 المعروف بأنفلونزا المكسيك والمنتشر الآن حول العالم، لن يكون إجراءاً ذو تأثير كبير.


القاهرة: وقد جاءت نتائج هذا الاجتماع لتتماشى مع التأكيد الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية في يونيو /حزيران الماضي على أن السفر آمن، بما في ذلك السفر عبر الطائرات. وقد جاء هذا التأكيد بعد تسجيل أسابيع من التراجع في معدلات السفر من وإلى المكسيك، حيث ظهرت هناك أول سلالة لمرض H1N1. ففي شهر أبريل / نيسان الماضي، كان يتم إلغاء ما يقرب من ألفي رحلة طيران يوميا ً إلى المكسيك ndash; وهو كان يعود جزئيا ً لفرض عدة دول قيوداً على السفر ونتيجة للجوء عدد كبير للغاية من الأشخاص إلى إلغاء خططهم الخاصة بالسفر.


من جانبه، لم يبدي العالم البريطاني بين كوبر، من وكالة حماية الصحة في المملكة المتحدة، أي اندهاش تجاه تراجع السفر دون معدلاته الطبيعية، وقال إن القيود التي يتم فرضها على السفر لن تحد على الأرجح من انتشار الوباء. وتابع بالقول :quot; حتى السفر جوا ً لمسافة قصيرة يقطع شوطا ً طويلا ً في نشر أمراض مثل الإنفلونزا. لذا، أي تخفيضات يمكن تحقيقها في الطيران لن تُحدث اختلافا ً كبيرا ً على الأرجحquot;. وخلال هذه الاجتماع الذي نظمه مجلس بحوث النقل التابع لمجلس الأبحاث الوطني، أظهر كوبر بيانات تمثل نموذجا ً يظهر تأثير القيود التي تُفرض على السفر فيما يتعلق بانتشار الوباء.


وبحسب البيانات التي أظهرها كوبر، فإن المرض سيتأخر وصوله بضعة أسابيع إلى المدن الكبرى التي ستتمكن من تخفيض معدلات السفر بالجو بنسبة تصل إلى 99.9 % بعد ظهور أول حالة إصابة، لكن وبعد وصوله إلى تلك المدن سيتفشى في نهاية المطاف. وهنا، أوضح كوبر قائلا ً :quot; سيعمل الأمر على إرجاء الأمور نوعا ً ما، لكن حتى مثل هذا الإجراء المتشدد لن يكون فاعلا ً quot;. كما شدد الحضور في هذا الاجتماع على ضرورة تجنب سفر الحالات المشتبه في إصابتها بالإنفلونزا عن طريق الجو. لأنهم إذا أقدموا على ذلك، سيعرضوا باقي الركاب للخطر، وبخاصة أولئك الأشخاص الجالسين إلى جوارهم مباشرة ً.